كتب الاستاذ حليم خاتون:
في أكثر من حالة، رفض حزب الله القيام بخطوات كان من الممكن أن تقلب أوضاعاً ما رأساً على عقب.
الحجة كانت دوماً أنّ حزب الله لا يريد الإفساح لأعداء الداخل أن ينتقدوه،
ويتهموه بإقامة دولة داخل الدولة.
أيام كان الأخ محمد فنيش وزيرا للكهرباء، ورفضت الحكومة اللبنانية أيّ تعاملٍ مع الجمهورية الإسلامية، وتحديداً رفض كل عروض طهران الكهربائية....
يومها أعلنت الجمهورية الإسلامية استعدادها لبناء معامل كهرباء في مناطق جمهور المقاومة.
ماذا كان موقف الحزب؟
رفض قاطع كي لا يتهمنا البعض، بالمعزوفة الدائمة، معزوفة دولة داخل دولة.
أمس، وبعد مناشدات عدّة، جاء المصلح الدائم ودفع الحساب.
أليس هدا نوع من دويلة داخل الدولة؟
مرة أخرى يُثبت حزب الله أنه فعلاً "أبوملحم"المشهور .
جاء البيك وحلّ المشكلة الصغيرة تلك.
ليس المطلوب من الحزب ولا من المقاومة، أن يلعبوا هذا الدور الهزيل، الذي قد يؤدّي إلى تصغيرحجم المقاومة إلى هذا الدرك.
عندما نطلب من المقاومة المستحيل؛ فهذا لأنها أهل لهذا المستحيل، وقادرة عليه...
وعندما تذهب المقاومة إلى دفع ديون الدولة اللبنانية إلى الدولة السورية عن استهلاك الكهرباء في بلدة الطفيل؛
هذا، مع الأسف الشديد، ذر للرماد في العيون.
أيضاً، وأيضاً، وأيضاً، المطلوب من المقاومة في الداخل اللبناني هو قيادة الثورة، قيادة الناس، توجيه غضب الناس حيث يجب ... وليس القيام بما كان يقوم به بعض الإقطاعيين، أو المتمولين الذين يقومون بحركات استعراضية رخيصة....
ساعة تركض المقاومة للإدعاء على جرذ هنا أو جرذ هناك، أمام قضاء كلنا نعرف أنه غارق في الفساد.
وبأية تهمة؟
الشائعات والحضّ على الكراهية و... و...
وكأن المطلوب أن يعترف لنا سامي الجميل أو مي شدياق أو حتى ديما الهبلة
بحقنا في أن يكون حجمنا بحجم هموم هذا الوطن وهذه الأمة.
حزب الله في بلدة الطفيل، قزّم نفسه بنفسه.
تحوّل هذا الحزب العظيم، قاهر التكفيريين ومَن وراء التكفيريين، إلى مختار ضيعة، في مسرحية رحبانية، أو في حلقة لأبي سليم الطبل المليونير الذي يتبرع بالمال من أجل أهل قريته الحبيبة.
يحق للإنسان العادي أن يغلط.... لكن الشاطر، غلطته بألف.
أحياناً يتصرف حزب الله كما تتصرف أحزاب الِاستزلام والمقاولات..
لقد وضع الله في حزب الله عَظَمَةً على مستوى الأمة ككل، وعلى مستوى الداخل اللبناني.
بالله عليكم، باسم التراب الذي روته دماء الشهداء، كفّوا عن صغائر أمور الأمة، دعو هذا لغيركم.
أمّا انتم، فعليكم بعظائم الأمور، وأوّلها قيادة وجع الناس، وتوجيه غضبهم.
تحدّي حصار محور المقاومة، يكون بالرد على هذا الحصار.
لا تكونوا دويلة داخل الدولة.
كونوا انتم الدولة ونظفوا هذه الأرض من رجسها.