التآمر على القضية ومهزلة الإنتخابات الفلسطينية\ عصام سكيرجي
مقالات
التآمر على القضية ومهزلة الإنتخابات الفلسطينية\ عصام سكيرجي
عصام سكيرجي
17 كانون الثاني 2021 , 23:15 م
الحديث عن انتخابات رئاسه وتشريعي ومجلس وطنى , يطرح السؤال الاهم وهو هل هذه الانتخابات تشكل الحل لاشكاليات الساحه الفلسطينيه , والجواب عند كل عاقل هو النفى بالتاكيد .. بكل صراحه الانتخابات هى اط


الحديث عن انتخابات رئاسه وتشريعي ومجلس وطنى , يطرح السؤال الاهم وهو هل هذه الانتخابات تشكل الحل لاشكاليات الساحه الفلسطينيه , والجواب عند كل عاقل هو النفى بالتاكيد ..

بكل صراحه الانتخابات هى اطاله او اداره للازمه فى الساحه الفلسطينيه وليس حلا لها .                                                                                                                                            

 فى البدايه دعونا نجد الاجابه على السؤال التالى ما هو سبب الازمه فى الساحه الفلسطينيه , فالحديث عن الانقسام الفلسطينى على مستوى السلطه , خلط الحابل بالنابل واوهم الجميع ان كل اشكالية الساحه الفلسطينيه سببها هذا الانقسام , وان مجرد ايجاد حل لهذا الانقسام فان كل اشكاليات الساحه الفلسطينيه تصبح وراء ظهرنا , وهذا ورب الكعبة خطاء وخطاء وخطاء . وما هو الا هروب من الحقيقه فى محاولة لتغطية العجز الكامن فينا .                                                                                                                  

ان جوهر الازمه فى الساحه الفلسطينيه يكمن فى البنيه التركيبيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه , هذه البنيه التى سمحت ومكنت لفصيل فلسطينى واحد السيطره على مفاصل القرار الفلسطينى والهيمنه والتفرد بهذا القرار . واعتقد ان معظم اشكاليات الساحه الفلسطينيه فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى تشير الى ذلك وان كان يتم تجاوزها تحت شعار الوحده الوطنيه واكذوبة ديمقراطية غابة البنادق, وساهم فى تجاوز الاشكاليات ان العدو فى تلك الفتره كان واحدا .                                                                                  

بعد اوسلو اختلف الامر ولم يعد العدو هو ذات العدو بالنسبة للجميع , فالبعض انتقل بالتنسيق الامنى ليصبح جزءا من المنظومه الامنيه للكيان المعاديه لتطلعات شعبنا الفلسطينى , وهذا بدوره مس بالمشروع الوطنى الفلسطينى , فمن يؤمن بفلسطين كل فلسطين وطنا فلسطينيا واحداً ليس كمن تنازل وفرط باربعة اخماس الوطن الفلسطينى , واختلف هنا المشروعان , مشروع الدوله الوطنيه الديمقراطيه على كامل التراب الوطنى الفلسطينى , ومشروع الدويله المسخ منقوصة السياده ذات الامتار الاربعه المربعه .                                    

فهل هذه الاشكاليه يمكن حلها بانتخابات صوريه وهزليه وتحت سقف اوسلو والتنسيق الامنى , ان العبث كل العبث يكمن فى الذهاب بهذا الاتجاه وان المشاركه فى مثل هذه المهزله تصل لمرتبة الجريمه الوطنيه بحق الوطن والشعب واجيالنا المقبله . وهنا يصبح من حق ابناء شعبنا المؤمنه بكامل التراب الوطنى الفلسطينى ان ترفض هذه المهزله وان تعمل على اسقاطها , فلا بديل عن البديل الثورى المتسلح بالنظريه الثوريه العلميه , وهنا تتجه الانظار الى الجبهه الشعبيه لما تشكله وشكلته الجبهه على مدار تاريخها من صمام امان للقضيه الوطنيه , وعلى قيادات الجبهه ان لا تخذل جماهير شعبنا , فاللحظه تاريخيه ومصيريه ولا تحتمل اى عبث .

المصدر: موفع إضاءات الإخباري