كتب الكاتب جاسر خلف:  نحن و الحرب القادمة
مقالات
كتب الكاتب جاسر خلف:  نحن و الحرب القادمة
جاسر خلف
20 كانون الثاني 2021 , 22:10 م
كتب الكاتب جاسر خلف:  كانت حرب 2006  في لبنان بين حز ب الله و الكيان الصهيوني هي آخر الحروب الفعلية و المحسوسة مع ذلك العدو الذي -و بإعترافه- تلقى ضربات قوية مادية و ضربات أقوى منها معنوية و نفسي


كتب الكاتب جاسر خلف: 

كانت حرب 2006  في لبنان بين حز ب الله و الكيان الصهيوني هي آخر الحروب الفعلية و المحسوسة مع ذلك العدو الذي -و بإعترافه- تلقى ضربات قوية مادية و ضربات أقوى منها معنوية و نفسية حيث و لأول مرة إستطاعت المقاومة نقل المعركة إلى عمق العدو و بين سكانه مما أحدث شرخاً نفسياً لا يمكن تجاهله بينهم.


مع الأسف و رغم بطولات المقاومة في غزة فإن جولات المواجهة العديدة مع الكيان و خصوصاً عامي 2008 و 2014 لم تستطع و لأسباب موضوعية خصوصاً من تعميق الجروح و الشروخ المعنوية للكيان كعملية تراكم لعام 2006.


نعلم نحن الذين نتبنى فكر و نهج المقاومة بأن عدونا ذكي جداً و قوي للغاية و يمتلك قدرات مادية هائلة و لكننا و بنفس الوقت ندرك و نؤمن بأنه ليس من المستحيل هزيمته و بل يجب هزيمته لأنه لا يمكن أن تستقيم لنا حياة حرة كريمة بغير ذلك.


بعد نكسة الصهاينة العميقة عام 2006  في لبنان و نكسات الجيش الأمريكي و الأطلسي في العراق قام معسكر الأعداء بإستنفار كل قواه بعد إستشعار الخطر الذي تمثله المقاومة فقام مع كيانات الخليج الوهابي و الإخونجي بأقصى تعبئة لقوى التطرف الديني مادياً و عسكرياً و إعلامياً مع سياسة أقصى الضغوط على محور المقاومة و بكل الأشكال التي نشاهدها في سورية و العراق و لبنان و إغراق المنطقة بحروب أهلية داخلية و ضد المقاومة كي يتم إضعافها و بالتالي سحقها.
و تلقينا و مازلنا ضربات مستمرة كما هو في سوريا عبر الغارات الصهيونية المتكررة و إغتيالات متكررة لأهم قادة و عقول المقاومة و دون أن نتمكن من الردّ المناسب على هذه الجرائم مما مكّن العدو من كسب نقاط مادية و معنوية و مراكمتها بحيث فقدت المقاومة جزءاً من جماهيريتها و شعبيتها و شجع العملاء على الإنخراط بشكل أكبر و علانية مع العدو في حربه ضد المقاومة التي مارست سياسة ضبط النفس إلى حدود كبيرة و ربما مبالغ بها كما هو الحال مع الغارات الجوية المتواصلة على سورية.
لانختلف على أنه من غير الممكن الإستمرار على هذا النحو و السماح للعدو بمراكمة النقاط و بالتالي ربح المعركة و عليه لا بد من الردّ الفاعل و المؤثر جداً.
ميزان القوى العالمي الحالي لا يسمح لنا حالياً بمسح الكيان الصهيوني عن الوجود لأن أمريكا و أوروبة ستقف معه بكل قواها ولكننا بالتأكيد قادرين على تحويل الإحتلال الصهيوني و الوجود الأمريكي و الأطلسي في المنطقة إلى مشاريع مكلفة جداً  و خاسرة بحيث لا يصبح أمام العدو من خيار سوى تفكيك مشروعه و الإنسحاب و لنا من ثورات العالم المعاصرة أمثلة ساطعة في نجاحها مثل فيتنام و كوبا و الجزائر و غزة و أكبر مثل هو المقاومة الاسلامية والوطنية في لبنان التي أعادت جنود الأمريكان و الأطلسي أفقياً و أجبرت جيش الإحتلال الصهيوني على الهروب الفوضوي و العشوائي بدل الإنسحاب المنظم بعد أن تحول مشروعه إلى خسارة كبرى.
فهل ننتظر حرب إستنزاف للعدو و بأساليب و إبداعات جديدة ؟

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟
هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً