تقرير خديجة البزال:
كلمات رددها الباحث في علوم السياسية والاقتصاد الاستاذ ياسر صبان في حديث خاص للنهضة نيوز مبينا أن مشكلة إنهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، كما مشكلة الإيداعات المصرفية وسلب خيرات الناس ليست لصوصية لبنانية حصرية، بل هي علّة عالمية كامنة في النظام المصرفي كله.
وأكد ياسر صبان أنها علة كامنة في الأنظمة السياسية التي لم تدافع يوماً عن الإنسان وعن الخيرات والنعم الإلهية التي لا عد ولا حصر لها.
كما لفت الباحث الاقتصادي ياسر صبان أنه ومع تكرار إفلاسات المصارف وانهيار أسعار صرف العملات في لبنان والعالم بما فيه الولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا، فإن المرابي العالمي الباحث عن تطوير وسائله وتمويهها قد اكتشف مخرجاً جديداً لسرقة الثروات هو العملات الرقمية والعملات الإلكترونية والعملات المشفرة التي سيتوجه اليها الناس طوعاً لحماية ثرواتهم من التضخم أو السرقة أو الحصار السياسي.
كما بين أن المدخرين بالعملات الحالية سينسوا مآسيهم بعد أن يحصلوا على جزء من أموالهم مسحوبة الخيرات مدفوعين بشهوة الربح في العملات الرقمية والمشفرة.
وأوضح الباحث الاقتصادي ياسر الصبان أن كل المجتمعات والتكتلات التي تسعى لعلاج مشاكلها منفردة وبعيدة عن سعادة وأمن الانسان، وتستبعد العلاقة بين السياسة وبين الاقتصاد، ولا ترغب بمعرفة الساحة التي يلتقيان بها وكيفية إصلاح وتنظيم وتطوير هذه الساحة هي حرب مع طواحين الهواء، وهي خاسرة دون شك.
وأشار الباحث الاقتصادي خلال حديثه إلى الحرب الكونية وتوسع ساسة الدول بعد إنتهاء الحرب الكونية الثانية في الإنفاق العام الحكومي بحق وبغير حق بعد أن تأمن لهم نبع الثروة الكامن في ضخ النقود وعجز الموازنات الذي وفره لهم إنهيار تعهدات مؤتمر بريتون وودز، وتضخمت إدارات الدول ومشاريعها وتوظيفاتها بغياب العملة المنافسة لعملات الدول وبات التضخم المالي سيد الموقف،
كما لفت إلى أن كل عملات العالم تتعرض للتضخم بنسب متفاوتة ناجمة عن حجم ضخ السيولة في كل دولة. إلا أن تطور التواصل العالمي بالإنترنت وسرعته وحاجة الناس الى ملجأ آمن لثرواتها بدأ بتوليد عملات عالمية جديدة مشفرة غير معروفة النسب، وبدأ الناس يلجؤون اليها لإخفاء حجم ثرواتهم وحماية أنفسهم وأموالهم من النظام النقدي التضخمي الحالي الذي تتمكن بواسطته الدول العظمى من مصادرة أموال المودعين ومحاصرة اقتصاد الدول أو من السلب والسرقة.
وأكد الباحث الاقتصادي ياسر الصبان أنه في المستقبل القريب سيشهد طفرة كبيرة في أشكال وأنواع العملات الرقمية والعملات المشفرة، وهذا يعني فقدان ساسة دول العالم لصلاحيات الإنفاق الباذخ وغير المنتج بحجة التيسير الكمي للكتلة النقدية،وبالتالي فلن يبقى الدولار أو اليورو أو حتى الذهب الملجأ الآمن الذي يلجأ إليه الناس لإدخار ثرواتهم، ولذلك ستولد قوة عالمية عظمى مشفرة تلجأ اليها الشعوب وتشتري العملة الصادرة عنها دون أن يعلم أحد ماهيتها ولا أين هو موقعها الجغرافي ولا حجم إنتاجها الاقتصادي، قوة عالمية عظمى تتحكم بكل العالم لا تمتلك القنابل والطائرات والصواريخ، ولا وجود لها في منظمة الأمم المتحدة ولا تخضع لمحكمة العدل الدولية، وكل قوتها تنبع من حاجة البشرية للعملة المشفرة التي تصدرها هذه القوة المشفرة الوليدة.
وأشار الباحث الاقتصادي ياسر الصبان إلى أصحاب العقول الذين يعلمون من يتحكم بالعالم وسياسته وسياسييه وإعلامه وثقافته وقوانينه اليوم، وقال: أتوجه لأصحاب العقول النظيفة غير المستعدة لتكون مستعبدة أن تستفيق اليوم وأن تغتنم زمن الإمهال، فالمرابي العالمي يجهز نفسه للإنتقال الى مكانة أعلى ليثبت أنه السيد المستنير الأعلى، وساحة المعركة ليس فيها سلاح عسكري ولا صواريخ وقنابل نووية، فهي ساحة لا مجال للنصر فيها إلا للعقل والحكمة والإيمان، ولا يكون مؤمناً من يغلق عقله ويترك لشذاذ الآفاق فرصة استعباده.
المصدر النهضة نيوز