كتب الاستاذ حليم خاتون:
إذا كنت "أحسد" السيد حسن على شيء ...
لا، لا يذهب فكركم إلى بعيد، فتلك التي فكرتم بها هي ما وهبه الله للسيد نصرالله، والله عادل في قسمته بين البشر.
قد مرّ كثيرون في ظروف مشابهة لما مرّ به السيد، وسقطوا في حبائل الدنيا والطمع بملذاتها.
منهم من قفز من مركب النضال لأنه تعب، وهذا أهون الشرور، ومنهم من قفز إلى مركب الردّة، لأن غنائم السلطات هناك، وكل ما يحتاجونه هو بعض الانتهازية والخِسّة وبيع الكلام والخيانة.
لقد خصّ الله بعضاً معدودين، يتكرّرون في الملاحم العظيمة، ولا يتكرّرون في الحياة الدنيا، إلّا كلّ بضعة أجيال.
من نعم الله على السيد حسن، هو أنّه ليس مضطراً لمتابعة ذلك السيل من الأخبار والتعليقات التي يكون أكثر من تسعين في المئة منها "خرج" الزبالة.
أخبار الكورونا مهمّة، لكن التلفزيونات حرقت نفَس الموضوع حتى الغثيان.
نشرات الأخبار، صارت "تكرار،"لتعليم الحمار"
البرامج السياسية، تمغيط لنشرات الأخبار، أكثر منها تحليل للأحداث.
ومؤخراً، وعلى "الجديد" حديثاً وبعد شقيقتين لها، أبواق مأجورة، صار الجنبلاطيون والحريريون فيها، حكماء النزاهة وفضح فساد السلطة... طبعاً، دون تبرئة السلطة الحالية التي ورثت فساداً فمشث معه جنباً إلى جنب ولا زالت.
وجاءت مواقع التواصل الِاجتماعي لتخطف وقتاً ثميناً من حياتك، لن يزيد ثانية واحدة مهما فعلت، اللهم إلا إذا كان عندك من المال ما يكفي لتركيب برنامج، يساعدك على رمي كل التفاهات قبل وصولها إليك.
أن يخبرك أحدهم بأنّ تحرير فلسطين لغة خشبية، وأنّ كثرة أسفارك ومخالطاتك لشعوب وحضارات، لم تستطع التأثير على "ذهنك الغليظ"، فتصرّ دوماً على نظرية المؤامرة والحياة الحرة الكريمة، وإلا، فالشهادة...
عليك التحمّل.
إنها ضريبة الحداثة والعولمة ومعرفة ما يحدث.
بعض الترفيه مطلوب، من وقت إلى آخر، كي يستطيع المرء التنفس.
لكن فقط ما يستجلب ابتسامة أو ضحكة أوصى بها الله لعباده الصالحين.
أصحابك من المؤمنين والملحدين، يتناولون آياتٍ من القرآن، أو أحاديث أو أقوال خالدة لأناس "خالدين"، أئمة كانوا أم فلاسفة، سخّرهم الله لتفسير أسرار الدنيا، وما خلف الدنيا.
دعاء بسيط من جملة أو اثنتين، قد يكون فيه شفاء للروح.
أمّا إمطار الناس بأدعية مكرّرة متكرِّرة، والطلب بتكرارها كذا ... مرة لتحقيق وعد من الله لن يأتي، إن أنت لم تسعَ، وإن قومك ناموا نومة أهل الكهف، لا يهشّون ولا ينشّون حتى ولو توالت عليهم الدواعش.
في كل آية وصلتني اليوم، في كل حديث، في كل قول... لم استطع إيجاد تفسير واحد لذلك المخبول التافه، ولا لصاحبه الكافر بكل الأديان والقيم والتعاليم السماوية والأرضية.
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا.."
يا بهائم عبد الوهاب وابن تيمية، قال الله "لتعارفوا"، ولم يقل "لتقتلوا"؛ ثم أضاف، "إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
لم يربط الله التقوى بالقتل وإلّا، ما قال: إنّ من يقتل نفساً بريئةً كمن قتل الناس جميعا.
كما لم يربط التقوى بدين واحد حين وضع على لسان بليغ الكلام قوله:
إن "الآخر"، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخَلق.
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...}.
قال: {...والمؤمنون...}.
لم يقل: "المسلمون"، ولا "الوهابيون"، ولا "الإخوان"، ولا ابن سلمان، ولا بايدن،ولا نتنياهو، و لا عبد الوهّاب الشيطان.
كم هو الفرق شاسع بين الثقافة الدينية وثقافة القتل.
من أيّ "نبع"، يشرب
هؤلاء؟
قاتلو الآباء والأمهات، ومفسدو الأرض، سواء حملوا اسم ترامب أو بوش أو أوباما أو بايدن أو ابن سلطان أو ابن سلمان..
لقد زرع البريطانيون عملاء "علماء" من أجهزة المخابرات؛ كما زرعوا عملاء "ضباطاً ومستشارين"، أيام الِاستعمار القديم الذي استحمَر شعوباً بأمها وأبيها.
كذلك فعل، ويفعل الصهاينة اليوم، يهوداً كانوا أم مسلمين أم مسيحيين، من كل الجنسيات ومن مختلف الأعراق.
زرعوا في تربة خصبة من الجهل والتعصب والكفر بالإنسان، وحب الموت من أجل "حوريّةٍ" تُشبِعُ شهواتٍ شيطانية، فخرج جاهليو العصر الحديث، مفخّخين بلوثة العقل، قبل
التفخيخ بالمتفجرات.
عاد بايدن، فعاد معه أوباما وهيليري كلينتون.
صدرت الأوامر لشيوخ الإفتاء التكفيري القاتل، سواء كانوا من العملاء المزروعين، أم من جهابذة ابن تيميّة.
خرجت البهائم من رَعاع جحافل المغول والتتار، وأرسل جانكيز خان وتيمورلنك وهولاكو الجدد
بغداد يّاً صغيراً جديدًا، ليحرق عاصمة العبّاسيين مرةً أخرى وأخرى.
مهما قيل في هؤلاء، لن توجد كلمة واحدة تجمع وحدها كل صفات النذالة والحقارة التي تتعفف عنها حتى الحيوانات.
الحيوان يقتل ليأكل.
أماهؤلاء،عبيد الشهوة الجنسية الموهومة، فإن وُجدت عدالة يوماً فيجب أن يُعلَّقوا في الساحات، لتبصق الناس عليهم حتى العفن؛ هم وأسيادهم من ساكني القصور شرقاً وغربا.
بانتظار هذه العدالة، هي دعوة...هي رخصة مفتوحة للحشد
الشعبي،أن إبدأ الحرب قبل أن يبدأها كلاب الداخل والخارج.
محاكم شعبية مباشرة في الساحات تبدأ بخطف ضباط الِاحتلال، وتنفيذ الحكم الأعلى بهم.
والعراقي، يُعاقب ضعف عقاب الأميريكي، لأنّ جريمته مضاعفة، حيث أنّه يفعل شنائعه بأهله.
أما أولئك، الذين لا تعجبهم لغتنا الخشبية، ولا يؤمنون بنظرية المؤامرة؛
فعلى القوى المقاومة أن تدع داعش تصل إليهم وتفعل بهم، لأنّ الدواعش، عندما "يفلتون" لا يعرفون ولا يميًزون بين الإنسان العاقل والإنسان الكلب.
وفي وطننا العربي الكبير الكثير الكثير من الناس الكلاب التي حان وقت تعليقها.