بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في 26\12\1991 تحولت أمريكا للقطب الأوحد في العالم فكشفت عن خططها للقرن الجديد والتي أعدت منذ نهاية سبعينات القرن المنصرم حين كلف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر, اليهودي الصهيوني المتطرف برنارد لويس مهمة إعادة تقسيم المنطقة العربية والاسلامية, أعتمد الكونغريس الامريكي بغرفتية الخطة "مخطط برنارد لويس" لإعادة نقسيم منطقتنا بسرية مطلقة, أقرالمخطط في العام 1983 وبقي الأمر طيّ الكتمان حتى العام 1995 حين كشفت مجلة عسكرية أمريكية عن المخطط المذكور, أتت السرية في حينه بسبب الصراع الأمريكي-الغربي مع الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية لكي لا يتسبب نشر المخطط في تعزيز موقف الكتلة الشرقة ضد المعسكر الاستعماري الغربي بوقت كانت فيه أمريكا تحشد الحشود لمحاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.
كانت أمريكا تحارب السوفييت بالوكالة في أفغانستان, من خلال جماعة الإخوان المسلمين وبعض السلف الوهابي, في حينه كانت أيضاً أمريكا تخوض حربها ضد الجمهورية الاسلامية في ايران, وهي حرب أمريكية خاضها صدام حسين بتشجيع من دول عربان الخليج, عربان التطبيع ممن تأسرلو اليوم وحولوا كياناتهم لقواعد عسكرية, تجسسية متقدمة للعدو الصهيوني, الحرب على ايران استنفذت كل فوائض العراق المالية, قدرت في حينه فوائضه ب 32 مليار دولار أمريكي وهو رقم كبير إذا ما قورن بزمنه ووقته.
أتت الحرب على كل فوائض العراق واضطرته لإستدانة ما يقرب من 100 مليار دولار من جهات عدة, أوهم صدام حسين أنه خلال أيام ستة سيكون جيشه في طهران فإذا بالحرب تستمر لثمان سنوات, لست هنا بصدد مناقشة أسباب الحرب لكنني أشير باختصار لها, كان صدام حسين يحكم بجهل وفردية وإستبداد ومن كان يختلف معه بالرأي كان مصيره الموت, هذه السياسة أتت عليه وتسببت في نهاية حكمة وبما آل العراق اليه اليوم.
في العقد الأخير للقرن العشرين تحقق لأمريكا الهيمنة على العالم وعملت على التهيئة للمشروع, المسمى بالقرن الأمريكي الجديد والذي يتلخص بتوكيل الكيان مهمة إدارة الإقليم بالتعان مع جماعة الإخوان المسلمين, لكي تتفرغ أمريكا والغرب لمواجهة الخطر الداهم الآتي من الصين التي بدأ تطورها الصناعي يمثل الخطر الداهم على الغرب, فوفقاً لمندرجات مؤتمر كامبل بنيرمن لعام 1907, لم تمانع دول الاستعمار من تقديم العون والمساعدة المشروطة حيث ورد," الفئة الثانية: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديدا عليها (كدول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليها وعلى تفوقها."
في العقد الآخير من القرن العشرين تمكنت أمريكا من ابرام اتفاقية أوسلو بين الكيان وخونة فلسطين, ما لبث الأردن أن وقع اتفاقية وادي عربة مبرراً موقفه بموقف الفلسطينيين, أقرت الاتفاقيتان بصورة هزلية وتم تكريس شرعنة احتلال فلسطين بمعاونة جماعة الإخوان المسلمين وهو يتلخص بتوكيل "اسرائيل" إدارة الإقليم, في عام 1994 طرح شمعون بيرز كتاب بعنوان الشرق الأوسط الجديد, أهم ما ورد فيه هو إدارة صهيونية يهودية أمنية واقتصادية لمنطقة غرب آسيا وشمال افريقيا, التسمية الأمريكية للمشروع هو الشرق الأوسط الكبير, المشروعان, الجديد والكبير أتيا من رحم واحد ونفذهما ترامب بالجملة والكلمة والحرف بل والفاصلة والنقطة ومن يظن ان ترامب تجاوز المحرمات كما يروج له البعض فهو بالتأكيد مخطئ فالغرب الاستعماري يخطط ويجلب من ينفذ, قد يتطلب التنفيذ استخدام شعبويين, مهرجين وكذبة وقد يتجمل بإحضار أسمر مثقف مهذب لكن الدور المنوط بهم واحد, صدق الراحل فيدل كاسترو حين قال ان الحزبين الأمريكيين, الجمهوري والديمقراطي هما كفردتي الحذاء الواحد.
كل شيئ سار على الهوى الأمريكي والغربي في الإقليم إلآ في لبنان, لم تجرَ الرياح بما اشتهته سفن أمريكا, في لبنان مقاومة لم يحسب الغرب لها الكثير من الحسابات, لقد اوكل أمرها للسعودية التي أوكلت الأمر لمواطنها رفيق الحريري لتصفيتها, الحريري حاول استئصال المقاومة وملاحقتها إعمالاً للمهمة الوظيفية المولج بها, لكن مشيئة الله هيأت لها الشرفاء, عُين العماد أميل لحود قائداً للجيش اللبناني في العقد الأخير من القرن العشرين, رفض لحود طلب الحريري باستئصال المقاومة بعد أن كان رفض بوقت أسبق هبة النصف مليون دولار المقدمة له من الحريري كرشوة لشرائه, تمكنت المقاومة من تحرير لبنان وطرد العدو الصهيوني من معظم جنوبه باستئناء مزارع شبعا وتلال كفار شوبا.
في العقد الأول من القرن الجديد, الواحد والعشرين, أعدت أمريكا العدة فكان تفجير البرجين في نيويورك وأعلنت الحرب المستديمة والتي تمت بعد أقل من شهر من تفجير البرجين في نيويورك, سبحان الله حرب مستديمة تنفذ بعد أقل من شهر من حادث مصطنع في نيويورك, الحرب المستديمة استهدفت 7 دول عربية واسلامية كما صرح بالصوت والصورة ويسلي كلارك, من يرغب المزيد من التفاصيل فيمكنه مشاهدة الفيديو.
بقيت مقاومة لبنان المعوق الأكبر أمام تنفيذ مخططي الشرق الأوسط الكبير والجديد والقرن الأمريكي, في العقد الأخير من القرن العشرين هزم شمعون بيرز بعد ارتكابه مجزرة قانا الأولى في 1996, تمكنت المقاومة من تحقيق معادلة ردع جديدة فرضتها على الكيان وأصحاب الكيان, اما اصحاب الكيان فهم دول الاستعمار والاستكبار وهم مؤسسوه بموجب مقررات مؤتمر كامبل بنيرمن لعام 1907, وهنا أوكد أن الغرب الاستعماري هو العدو الحقيقي لشعوبنا وان مهاراته في الخداع والنفاق تفوق مهارات امريكا بالزيف والتدليس وان تجمل في الادعاء بالدفاع عن حقوق الانسان.
في 2002 تم تعيين رجب طيب أردوغان لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الأمريكي الكبير, لا نتهمه بل هو من قال وأقر ويمكن لمن يرغب مشهادة الفيديو بصوت وصورة أردوغان.,
مشروع الشرق الأوسط الكبير يقوم على خلق صراعات قومية, طائفية, مذهبية وإثنية بين مكونات شعبنا, تعين اردوغان جاء لمواجهة الدولة الايرانية الصاعدة ولصناعة فتن بين السنة والشيعة.
- في 2003 تم غزو العراق وجلب صهاينة العراق لحكمة وتم وضع دستور لا وطني طائفي له وضعه لهم اليهودي الصهيوني الأمريكي نوح فيلدمان وتم تمكين عملاء الاحتلال الأمريكي من حكمه.
- في عام 2003 صدر كتاب اليهودي نوح فيلدمان "إحياء الخلافة العثمانية" واعتمدته الخارجية الأمريكية كوثيقة من وثائقها.
- في عام 2004 أقر القرار 1559 القاضي بسحب سلاح المقاومة في جوهره, عمل الحريري على استصداره مع الفرنسيين
- في عام 2005 تم إغتيال رفيق الحريري ووجهت التهم لسوريا والرئيس لحود بينما كتبت الكتب عن حقيقة من اغتاله, اغتياله هدف لخلق فتنة لبنانية سورية وفتنة مذهبية لبنانية لبنانية, .
- – في عام 2005 تم انشاء محكمة دولية لمحاكمة "قتلة الحريري" واستحضار شهود زور والتفاصيل بعلم الجميع...
- في منتصف 2006 نشر موقع عسكري امريكي مقالاً لجنرال أمريكي اسمه "رالف بيترز" بعنوان حدود الدم, بيترز وهو تلميذ للصهيوني "برنارد لويس" صاحب مخطط إعادة تسيم المقسم .
المقال بعنوان حدود الدم تحدث فيه الكاتب عن اعادة تقسيم المقسم والمقال عبارة عن مخطط تفصيلي للمخطط الأساس لبرنارد لويس,
حرب تموز 2006 بين الكيان ولبنان.
بعد أقل من شهر من صدور مقال حدود الدم, شنت الحرب على لبنان بهدف استئصال المقاومة اللبنانية, المقاومة اللبنانية هي أنبل ظاهرة عرفتها بلاد الشام بعد عدة قرون من المذلة والهوان عاشها العرب, كُسر العدو وهزم بعدما استخدم العدو كل المحرمات في حربه على لبنان, لم يتمكن العدو من تحقيق غايات الحرب المعلنة بالرغم من تواطؤ خونة وجواسيس لبنان والعرب والعربان, انتصار المقاومة في لبنان حول السيد حسن نصر الله لأيقونة لدى العرب والمسلمين, لقد رفعت صورته في الازهر الشريف وهذا ما لم يرق لأمريكا.
عمدت أمريكا على تغيير استراتيجيتها, بحيث تؤجج الصراع المذهبي في العراق, أنشأت أمريكا فرق الإغتيال فكانت تقتل الشيعة والسنة لتصلق بهما الطرفين, كان المشرف على هذه الجرائم السفير الامريكي "نيغروبونتي" صاحب الشهرة الواسعة في ارتكاب مثل هذه الجرائم في أمريكا اللاتينية.
- في آخر أيام 2006 أعدمت أمريكا صدام حسين بيوم صادف فيه عيد الأضحى للمسلمين السنة في العراق والمتعارف عليه والمعلوم أن لا تتم اعدامات بيوم العيد وسربت أمريكا تسجيل شريط الإعدام وركزت فيه على هتافات شيعية تهتف لمقتدى الصدر أثناء عملية الاعدام مما أثار حفيظة المسلمين السنة لا في العراق وحسب بل في عموم العالم الاسلامي السني وهنا تحقق الهدف المطلوب أمريكياً واستعمارياً.
- في الشهر الثالث من عام 2007 , نشرت السياسة العملانية الامريكية الجديدة بمجلة نيويوركر والتي تم بها اقرار استخدام الوكلاء الجدد لتنفيذ المخطط الامريكي بعدما فشل العدو الصهيوني على مدى 34 يوم من تحقيق أي من اهدافه في حرب تموز 2006.
خطة اعادة المسار وضعت سيناريو الحروب الجديدة التي ستخوضها امريكا ونفذ السيناريو ولا يزال ينفذ بسوريا, وتقوم به ادوات امريكا من عصابات السلف الوهابي للإخوان باشراف أردوغان وأكراد سوريا ممن قذفهم القدر اليها بعام 1925 على أثر هروبهم من الاناضول بعد الثورة النقشبندية وتوالت هجراتهم لسوريا نتيجة للقمع الشديد لهم الذي قام به كمال اتا تورك, ومن بعده من حكام
هذه هي عناوين أهم الأحداث التي حصلت في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين, وعن الدور الوظيفي لجماعة الاخوان المسلمين يمكن لمن يرغب قراءة تقرير سيمور هيرش بنيويوركر, والذي يمكن قرائته من موقعه الاصلي وبلغته بالضغط على كلمة هنا.
للموضوع تتمة.