تقرير إضاءات- عندما تدعو إيران للحوار ... ورئيس أركان جيش العدو ينطق بلسان الدول المطبعة
أخبار وتقارير
تقرير إضاءات- عندما تدعو إيران للحوار ... ورئيس أركان جيش العدو ينطق بلسان الدول المطبعة
كنان خليل اليوسف
27 كانون الثاني 2021 , 02:20 ص
مالم يقوله المطبعون قاله رئيس أركان جيش العدو الصهيوني "نحن في خندق واحد مع دول الخليج ومصر والأردن ضد إيران" يأتي هذا في الوقت الذي تمدّ فيه إيران يد الحوار لدول الخليج  لصياغة تفاهم اقليمي لحل مش

مالم يقوله المطبعون قاله رئيس أركان جيش العدو الصهيوني "نحن في خندق واحد مع دول الخليج ومصر والأردن ضد إيران"

يأتي هذا في الوقت الذي تمدّ فيه إيران يد الحوار لدول الخليج  لصياغة تفاهم اقليمي لحل مشكلات المنطقة عبر التعاون بعيدا عن التدخلات الخارجية، (وهذا ممكن إذا امتلكت هذه الدول إراتها وقرارها)، ولكن  المفارقة هنا هي أن تُقابل هذه الرسائل الإيرانية بالصمت من قبل دول الخليج،  لينبري رئيس أركان جيش العدو الصهيوني أفيف كوخافي  وكأنه الناطق الرسمي والمتحدث باسم هذه الدول ، ويقولها بالفم الملآن أن كيانه يقف في خندق واحد مع دول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى في مواجهة ما أسماه محور إيران.

ومن المفيد هنا التذكير بما قاله المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أول أمس حول استعداد إيران للحوار مع السعودية ودول الخليج .

يبدو أن المسؤولين السعوديين توصلوا إلى نتيجة بأن الحرب وإراقة الدماء غير مجدية، ويعملون على إصلاح سياساتهم في التعامل مع بعض دول الخليج، بعد أن سئموا من بعض حلفائهم ،

إن الحرب ليست الرد الأصلح على مخاوف السعودية من طهران، وهي الآن تقف على الجانب الخاطئ من التاريخ.
 

ينبغي لدول المنطقة التوصل إلى فهم مشترك حول القضايا الإقليمية وبعض دول الخليج، بما فيها السعودية، تجاهلت المبادرات الإيرانية للحوار، ولم ترد عليها


أمام الحديث الإيراني عن مبادرات للحوار الإقليمي يأتي كلام كوخافي ليعبر عن واقع الحال الذي رسَمت وخططت له "اسرائيل" عبر صفقات التطبيع وهو تشكيل تحالف في مواجهة ما أسموه التهديدات الإيرانية .
كوخافي قال أيضا أنه أصدر تعليمات بإعداد خطط عسكرية ضد إيران، غير أن قرار تنفيذها يبقى في يد المستوى السياسي ، ومن غير المستبعد أن تكون الخطط العملياتية للحرب ضد إيران قد وُضعت ورُسمت سيناريوهاتها بتنسيق وتشاور مع الدول المطبعة لطالما أنها في نفس الخندق مع العدو الصهيوني وهذا ليس كلامنا نحن بل كلام رئيس أركان جيش العدو نفسه ، بل وبعبارة أدق كلام المتحدث باسم التحالف الصهيو خليحي، وهذا التحالف أشار إليه كوخافي حرفيا بقوله .
 

في مواجهة المحور الشيعي الذي يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان تبلور تحالف إقليمي قوي يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي، حيث تقف دولة إسرائيل داخل هذا التحالف

 

المبادرات الإيرانية لم تقف حدودها عند التصريحات والدعوات للحوار  بل وفي كل محطة من محطات التوتر بين دول الخليج وإيران كانت طهران  تبادر إلى تغليب لغة الحوار لخفض هذا التوتر  وكلنا يتذكر أزمة الملاحة في مضيق هرمز في ٢٠١٩ ، والاتهامات السعودية لإيران  باستهداف سفن ومنشآت نفطية سارعت طهران حينها وعرضت على السعودية توقيع "اتفاقية عدم اعتداء" ، بل أكثر من ذلك أطلق الرئيس حسن روحاني نهاية اكتوبر من ذات العام مبادرة حملت اسم "مبادرة هرمز للسلام" وأرسلت إيران النص الكامل للمبادرة إلى قادة دول الخليج والعراق ، وقوبلت بالرفض الخليجي ، وإرسال النص الكامل للمبادرة إلى قادة دول الخليج الست والعراق يؤكد  دون أية مواربة وبنظرة موضوعية موقف إيران الجاد والأهمية التي توليها إلى دور الدول الاقليمية لترسيخ الاستقرار في المنطقة .

مبادرة هرمز للسلام:

هدف المبادرة الارتقاء بالسلام والتقدم والرخاء لكل الشعوب المستفيدة من مضيق هرمز، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لـتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة"

كما تهدف المبادرة إلى الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة، واحترام سيادة الدول، وعدم المساس بالحدود الدولية، وتسوية الخلافات سلميًا، وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وبعد كل ما سبق عرضه يبدو واضحا الإصرار الصهيو خليجي على إبقاء التصعيد هو لغة المرحلة ضد إيران المُبادِرة للحوار ليس من باب عدم القدرة على المواجهة بقدر ما هي من باب الإدراك بأن كلفة الحرب ستكون باهظة على الجميع دون استثناء، وهذا ما يدركه أيضا الطرف الآخر المعادي لإيران لكنه يجد نفسه مضطرا لهذه النبرة والعنجهية والتصعيد ، فهو لا يستطيع الوقوف متفرجا وإيران المحاصرة والمعاقبة تصبح قوة إقليمية فاعلة في المنطقة ،وقدراتها العسكرية الصاروخية والدفاعية تتعاظم رغم العقوبات الأمريكية، وهي (دول الخليج وإسرائيل) إذ تذهب إلى هذا الحد من التصعيد تراهن على مكسبين .

الأول هو  الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ودفعه لعدم فتح قنوات اتصال مع إيران والعودة إلى الإتفاق النووي .


والثاني إذا ما فشل تحقيق المكسب الأول وجلس بايدن مع الإيرانيين على طاولة التفاوض مجددا ، فيكون ذلك تحت الضغط وبالتالي تحسين شروط التفاوض الذي تريد السعودية أن تكون جزءً منه وليشمل هذه المرة إضافة إلى النووي القدرة الصاروخية لإيران ، ودورها الإقليمي في المنطقة وتحديدا في العراق وسوريا واليمن.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري