تقرير خاص بإضاءات
موسيقى تصويرية جديدة لملحمة التغريبة الفلسطينية بمشاركة شبابية عربية
فن مقاوم
في الوقت الذي تشهد فيه القضية الفلسطينية الكثير من التطورات السياسية سواء فلسطينياً او عربياً ، وبالرغم من محاولات الإحتلال الصهيوني المتكررة طمس الهوية الفلسطينية ، تبقى المعركة مع العدو الإسرائيلي معركة وجود وهوية حتى تحرير الأرض والإنسان ، وتبقى مقاومة الإحتلال مشروعة بكل الأساليب والمجالات ، وتبقى القضية الفلسطينية قضية عربية شاملة والبوصلة الحقيقية لكل عربي قومي منتمي قبل أن تكون فلسطينية الخصوصية ، ولأن الفن المُلتزم الوطني هو رسالة نبيلة ، ولأن الشباب العربي -مهما حاول العدو من حرف بوصلته وعقليته - يبقى هو حجر الأساس في صُنع التاريخ ، وحامل راية التحرير ، وجندي كلٌ بموقعه ومجاله في رفع أقواس النصر ؛ فقد قرر مجموعة شباب عرب (14 شخص من 9 دول عربية ) التعاون كلُ بتخصصه للخروج بعمل فني راقي من خلال عملية إعادة تدوير وتجديد للمشاهد والموسيقى التصويرية لمسلسل التغريبة الفلسطينية بروح شبابية عربية ، هذا المسلسل الذي أصبح عمل فني مرجعي للأجيال القادمة ، يُخبرهم كيف بدأت رحلة المعاناة الفلسطينية ، ومن خلال عمل فني راقي تشارك فيه مجموعة آلات موسيقية (العود، القانون، الناي ..الخ) وكورال بقيادة الفنان صاحب الصوت القوي يونس السلطان والذي بدوره قال أن : " التغريبة الفلسطينية.. مسلسل لخّصت قُوَّتَه شارة " مضيفاً لنا بملخص عن العمل وفكرته أنه :
" عند بثِّ حلقاته في عام ٢٠٠٤ لم أحظَ بفرصة مشاهدته، إلّا أنّ مقاطعاً منه قد استوقفتني وبقيت في ذاكرتي وظلّت تحثني على مشاهدته بالكامل حتى أُصيب العالم بأزمة كورونا، والتي بقينا بسببها حبيسي الحجر المنزلي. وحيث أصبح هناك متّسعٌ أكبر من الوقت للاجتماع العائلي وحضور المسلسلات أو الأفلام سويةً، كان لا بد لي من انتهاز هذه الفرصة لحضور مسلسل التغريبة الفلسطينية، ولم أكن أعلم بأنّه سيأسرني بهذه الطريقة. لكنّي لم أستغرب ذلك عندما علمت بأنّ هذا العمل قائمٌ أساساً على التعاون بين الكاتب المتفرد الدكتور وليد سيف والمخرج المبدع المرحوم حاتم علي، ما نتج عنه ملحمة تاريخية منظمة تسرد تفاصيل مهمة وضرورية في القضية الفلسطينية منذ الانتداب البريطاني إلى نكبة ١٩٤٨ وما تلاها من أحداث تم تقديمها بوضوح ومحاكاة للواقع، كما وجسّدت الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية وحتى الاقتصادية لطبقات المجتمع الفلسطيني في ذلك الوقت، وشارك في تأدية مشاهدها نخبةً من ممثلي الصف الأول في العالم العربي "
وأضاف أنه :"بعد انتهائي من مشاهدة هذا المسلسل لُمت نفسي كثيراً على تأخري في الانضمام إلى مجموعة المثقفين "فلسطينياً" ممن شاهدوا التغريبة، بل إنّني ما زلت أتمنى بأن يُعرض هذا المسلسل سنوياً لتثقيف الأجيال الحالية والقادمة في التاريخ الفلسطيني."
أما في الحديث عن موسيقى المسلسل فقد ذكر الفنان يونس السلطان أنه :" قد احتلّت شارته في قلبي مكاناً كبيراً حتى بِتُّ أُعيد الاستماع لها في بداية كل حلقة وأنا أقول في ذاتي: إنّها تصلح لأن تكون نشيداً وطنياً، وفي الحقيقة لا ينبغي إنكار الإبداع الموسيقي للسوري الكبير طاهر مامللي في إعداد الموسيقى التصويرية والغنائية لمسلسل التغريبة الفلسطينية. من هنا خطرت ببالي فكرة تتمثل في إعادة شارة هذا المسلسل برؤية موسيقية جديدة، وذلك بهدف إحياء هذا المسلسل وليُبصر النور من جديد ولِتعلم أجيالنا القادمة حقائقاً مهمة تكاد أن تُدمس." مضيفاً: "وهذا ما عملت على تحقيقه فعلاً، وحتى يكون لإعادة العمل وقعٌ جيد فقد تواصلت مع عدة موسيقيين وهواة من بلدان عربية مختلفة لإعادة تسجيله، وما حفّزني أكثر أنّ جميع من تواصلت معهم شاركوا تطوعاً وبشعف، وللعلم فأنا لم أكن على معرفة مسبقة بأغلبهم إلّا أنّهم أبدوا كافة مجالات التعاون على الرغم من بعد المسافات. ولأنّ أزمة كورونا قد جمّدت جميع الأنشطة الميدانية فقد اضطررت إلى تعلُّم الهندسة الصوتية في المنزل لتكون أولَّ تجربة لي في هذا المجال، إضافةً إلى استعانتي باستوديو نغم للإنتاج الفني في جمهورية السودان لعمل ماسترينغ للشارة ككل، ولم أكتفي بهذا الحد بل عملنا من خلال شركة كوكب المبدعين للإنتاج الفني في الأردن على إخراج فيديو لهذا العمل أبرزنا فيه لقطات من الأحداث الدامية التي وقعت في فلسطين الأبية على يد المحتل الصهيوني الغاشم."
من هم فريق العمل :
شارك في هذا العمل ١٤ شخصاً من ٩ دول عربية، وهم:
إشراف وهندسة صوتية وغناء: يونس السلطان (الأردن)
كمنجات: أمين حقي (تونس)
عود: هيثم الحضرمي (اليمن)
قانون: علي عاشور (ليبيا)
ناي: يعقوب أحمد (سوريا)
إيقاعات: نواف العزه (الأردن)
جيتار بيز: عماد حمدي (مصر)
أورغ: زين أونسي (العراق)
كورال: لينا داود (لبنان)
أماني كمون (تونس)
عبدالخالق الكوراني (العراق)
مكساج وماسترينغ: مصعب خلف الله (السودان)
- استوديو نغم للإنتاج الفني
مونتاج: إيهاب نقاوة (الأردن)
ترجمة: دانة وهداني (الأردن)
و بدورنا بموقع إضاءات ولنُحي الذاكرة العربية ، سنعيد بث مسلسل التغريبة الفلسطينية على موقعنا ،تزامناً مع عرض العمل الشبابي المُنتمي ، تزامناً مع تسليط الضوء في كل مرة على إحدى هذه المواهب العربية الشابة التي قالت رسالتها بوضوح أن بالرغم من كل السياسات الرسمية ، إلا أن الشعوب حية ، والشباب العربي المُنتمي لقضيته وعروبته حاضر في كل الساحات عندما تكون البوصلة عربية فلسطينية ..!
الحلقة الأولى من مسلسل التغريبة الفلسطينية :
موقع إضاءات الإخباري