بات واضحا أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعمل بشكل جاد على مراجعة كافة القرارات التي اتخذها سلفه ترامب السياسية منها والعسكرية وقطع شوطا كبيرا في هذا المجال، وصولا إلى تجميد صفقة بيع الطائرات المقاتلة “اف 35” الى الإمارات العربية.
وراهنت الإمارات على اقتناء 50 من هذه المقاتلة الحديثة التي تصنعها لوكهيد مارتن لتعزيز أسطولها الحربي الجوي الذي يعتمد على “اف 16” الأمريكية والميراج 2000 الفرنسية بقيمة 23 مليار دولار.
وتوجد تفسيرات سياسية لتجميد إدارة بايدن للصفقة مع الإمارات في إطار مراجعة العلاقات مع دول الخليج. وفي نفس الوقت، توجد تفسيرات عسكرية للقرار.
لقد اتخذ ترامب قرار بيع الإمارات “اف 35” دون العودة الى الكونغرس والحصول على مصادقة اللجن المكلفة بعمليات بيع الأسلحة. وعارض عسكريون الصفقة لتأثيراتها على منطقة الخليج العربي.
وضمن هذه التأثيرات السلبية التي تدور في الأوساط العسكرية الغربية، أن بيع واشنطن الإمارات مقاتلات “اف 35” سيدفع روسيا الى بيع إيران منظومة الدفاع المضاد للطيران “إس 400″، كما ستحصل إيران على منظومة دفاع متطورة من الصين.
ومن شأن حصول الحرس الجمهوري الإيراني على “إس “400 تحجيم وتقليص القوة الأمريكية في الشرق الأوسط وبالخصوص في الخليج الي يحتضن القاعدة الحرية للأسطول الخامس الأمريكي في البحرين. ويعد تجميد صفقة “اف 35” بمثابة تفويت الفرصة على إيران للضغط على موسكو للحصول على “إس “400.
وكانت دولة قطر قد أعلنت عن رغبتها في اقتناء منظومة “إس 400” بعدما أعلنت الإمارات عن نيتها اقتناء “اف 35″، ولكن لم يلق هذا الطلب استجابة سريعة من إدارة ترامب تجنبا لإغضاب الامارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية للخلاف المتصاعد والتنافس الإقليمي بين الجانبين، اي قطر من ناحية والامارات والسعودية من الناحية الأخرى
المصدر رأي اليوم