تحدثنا في الأجزاء الثلاثة السابقة عن العوامل المؤثرة في الردّ السوري و هي السوري و الإيراني و الروسي و كل على حدة لفهم ما يحصل و متى و كيف سيكون الردّ. يفهم من الردّ هنا أنه حرب إستنزاف متدحرجة كردّ ممكن و واقعي في هذه المرحلة و لأنه يعني عملياً زعزعة المشروع الصهيوأمريكي و الرجعي العربي في المنطقة.
مواضيع ذات صلة/إضغط هنا:
الجزء الثالث ماذا تعرف عن الردّ السوري؟
سنتناول هنا عامل حز ب الله و القوى الفلسطينية داخل فلسطين هذا لو أرادت أن تكون مقاومة فعلاً.. أصبح حز ب الله واقعياً قوة مقاومة إقليمية كبرى و جبارة و تجاوزت بتأثيرها الثوري حدود الجغرافية اللبنانية و لتتحول و بشكل مبدع و خلّاق إلى قوة قومية عروبية ثورية تحررية و تجاوزت فكر الطائفية و الذي لم تنحصر به بالأصل و أصبحت مدافعاً لا يشق له غبار عن قضايا كل العرب و كل الأديان و الطوائف و قد تجلى ذلك في دفاع الحز ب عن سورية و أرضها و كنائسها و مسيحييها و إيصاله السلاح و المال و التدريب لحركات سنيّة في فلسطين كحماس و الجهاد و الشعبية اليسارية في غزة على الأقل.
و حرب الإستنزاف هذه حتى تكون أكثر فاعلية و نجاحاً في سورية كان لا بد أن تستفيد من تجربة الحز ب الغنية و الناجحة في جنوب لبنان و الذي يتصل و يتشابك مع جنوب سورية لتحقيق نتائج أفضل ولهذا يلعب الحز ب هنا دور المهندس و المصمم المبدع و المتعهد لإنشاء البنية التحتية اللازمة لذلك و خصوصاً أن الجيش العربي السوري هو جيش نظامي بالدرجة الأولى.
ما يحصل الآن هو أن المشروع في مرحلة متقدمة و بمشاركة سورية و إيران إضافة لأبو هادي طبعاً و حين إنتهاء المشروع سيصبح الردّ قاب قوسين. أما على الجبهة الفلسطينية فقد بذل محور المقاومة جهوداً جبارة و مضنية بتزويدها بكل ما إستطاعت إليه سبيلا و على أمل و لعل و عسى و لكننا شاهدنا ما حصل من إجتماع فصائل 14 شباط الفلسطينية في القاهرة و هنا يستحضرني بقوة تعليق د. عادل سمارة بأنهم في القاهرة قالوا للفصائل عن محور المقاومة نفس ما قالوه لمشعل بأن سورية ستسقط خلال أسبوعين..
نقولها بصراحة بأن الفلسطينيين أنفسهم و بغالبيتهم لا يثقون بفصائلهم إلا كإستثناءات محدودة. فصائل أوسلو و رام الله ستان لن تقوم بأي فعل ثوري و لكن لا نستبعد الحالات الفردية.
أمّا في غزة فإن لتركيا و مصر و قطر و شنطة العمادي دور كبير في التهدئة و الهدنة التي تطالب بها حماس بنفسها مقابل إعمار !!
عندما تحدث سماحة السيد في لقائه السنوي عن إيصال السلاح و الكورنيت لغزة و بمباركة و تشجيع الأسد فإنما كان يقصد تذكير الفصائل و خصوصاً في غزة بأنه آن الأوان لكي تتحركوا و تتحرشوا و تستنزفوا و تشاغلوا العدو بعض الشيء و بعض الوقت و أن سورية تحتاجكم في هذه اللحظة و إلى حين إنجاز المشروع.
لكن و مع الأسف، لو ناديت أسمعت ميتاً و لكن لا حياة لمن تنادي. نفهم بأن الفصائل في غزة لن تبادر بأي ردّ إلا كدفاع عن النفس و بحدود بسيطة إلى حين تدخل المخابرات المصرية و العمادي بحقيبته السحرية.
لهذا و هنا يمكن أن نفهم إضطرار حز ب الله لإطلاق الصاروخ على المسيّرة الصهيونية الآن و ليس فيما بعد كما كان يرغب أصلاً و هو ما حدى بطيران الكيان لإعادة تقييم خطط كثيرة. هذه هي أهم الأمور التي تتحكم بالردّ السوري حالياً. سأبرهن في الجزء القادم و الأخير كيف كانت سورية تردّ و دائماً و بطريقة قاسية جداً.