كلمات وجدانية كتبتها دلع خلف وهي بعنوان صرخة وطن.
فلسطين
كلمات وجدانية كتبتها دلع خلف وهي بعنوان صرخة وطن.
11 شباط 2021 , 23:31 م
 دلع خلف ابنة الستة عشر ربيعاً كتبت هذه الكلمات الوجدانية, طفلة بمقاييس هذا الزمن لكنها تجسد مشاعر  وأحاسيس كل ابناء الوطن الشرفاء, موقع إضاءات الإخباري يتمنى لها التألق والنجاح. موقع إضاءات الإخبا

 دلع خلف ابنة الستة عشر ربيعاً كتبت هذه الكلمات الوجدانية, طفلة بمقاييس هذا الزمن لكنها تجسد مشاعر  وأحاسيس كل ابناء الوطن الشرفاء, موقع إضاءات الإخباري يتمنى لها التألق والنجاح.

موقع إضاءات الإخباري

 

"صرخَ"، من خلفِ جدارِ الزَّمنِ: أطابَت لَكُم دمائِي؟..أَسِرْتُم برُكْبانِكْم نحوَ الحياةِ الكريمةِ؟..أَما زِلْتُم مغرمينَ بتقطيعِ أوصالِكُم و التَّألُّبِ على ذواتِكُم؟
لَكُم بجدارةٍ ما تفعلون، و لَكُم أن تتصوَّرا مشيئةَ السَّماءِ و الأرضِ.. و لكنَّ الثَّمنَ هو ألَّا تتركوا سؤالاً بِلا إجابةٍ، حتَّى لو اضطُرِرْتُم لتجسيدِ غمارِكُم بإيماءةٍ مُغَنَّاةٍ بالعزَّةِ و الخلودِ..
لطالما اعتدْتُ على أن يقتُلَني أوَّلُ من استثْنَيْت، و الأدهى أنَّنِي ذريعةُ الانتفاضَةِ ذاتُها، و الحُجَّةُ الكُبرى! 
و بَعْدَ أن عُطِبَت شتَّى لُغاتِ الهوى، جُزِمَ بِأن أكونَ الضَّحيَّة الأولى، و جسرَ اللُّزومِ الدَّاعِ، و لا خلاصَ من دربِ التَّأسِّي سِوى البُعدِ عنِّي...شتَّانِ بينَ الهلاكِ و الوجود؛ و شتَّانِ بين ما ترونَ و ما أنا!
أينَ الرُّدوعُ لعزيزِ قلبِ أُمَّتِهِ؟ لم أَكُنْ على قيدِ الإدراكِ بأنَّ قيمَتي هي مقدارُ ما تحمِلُه جيوبُكُم من أوساخٍ لامعةٍ..
غَلَبَ السَّوادُ توهُّجاً ما كانَ يخفى، و رياضُ الشُّهداءِ أثمرَتْ بجلِّ بضعٍ من البضعِ الصَّالحين، أقمَرَتِ اللَّيالي و هاجرَ الصَّبْرُ أرضي.. غدوْتُ بِلا ناصرٍ و بِلا معينٍ، لا حولَ لي و لا قُوَّة، و اقتصَرَ وجودِي على كونِي معبَراً لأجسادٍ و شاحناتٍ تُغادِرُ أرضي و تنسى غِمامي..
أَحَقَّاً نسيتُم من أكون؟ أنا عزيزُ قُلوبِكُم و جليلُ الشَّذى و المنظَرِ.. أُعَزِّي الآنَ قلوبَكُم لِقُتومِها..
صَفَحْتُ و رَبَّ الجزاءِ عن خِذلانِكُم، غفرْتُ قِصاصاً كانَ لِيجزي برمَّتِكُم.. فأينَ أنا لِأجلِكُم و أينَ أنتُمْ بُغْيَ تَركي؟
و لَكِن؛ يَعِزُّ عَلَيَّ أن حتَّى قد نسيتُم عطيَّتي، قد غفلُتُم و لهوتُم و سهوتُم عن صنيعَتي، و بَرِحْتُ مُهاناً، هارباً من الأذى يُؤذى! كلٌّ نالَ مِنِّي، و لم أنَلْ حتَّى زهرةَ أُقْحُوانٍ!
"ثُمَّ جَهَرَ بأنفاسٍ عميقةٍ": أنا الوَطَنْ.

"صَرْخَةُ وَطَنٍ"

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري