الطريق إلى الوطن:
تقامرني الطرقات المشبعة
برائحة البارود العابرة
وأشباح من ماتوا حولي
تطوّقني كطيف مقبرة
أنا ما أنا...جندية من حربٍ
شُلّت يدي طويت أحلامي
في أيامها الغابرة
أنا ما أنا فتاة حب
سكبت من وجدها
أقداح نبيذ تدلّت عناقيد
للعاشقين خمرا أحمرا
أنا ما أنا هتاف الفقراء
ظل اليتامى أنا
رصاص معاركنا خذوا
صوته من جوف ذاكرتي
واصنعوا منه سيمفونية نصر
غنوه في مأتمنا
أنا ما أنا عريّ الغربة
يا وطناً يا نعشاً هرب
تقامرني نفسي
تنتشلني في لعنة سُكر
أنا ما أنا
جيشٌ فقد نصف جنده
ونصفه الباقي يلملم ما تبقى
من عمر ٍ بخيط كفن
متعبةٌ طرقاتي
تائهةٌ خطواتي
وجنودي هنا وهنا
والبندقية...وحيدةٌ بندقيتي
باردةٌ قبضاتي
عارية من قلبي
ذائقةٌ ألف مرة
شهقات موتي
متعبةٌ يا حروبي
مثقلةٌ بانتصاراتي
أجرّ ذيول هزيمةٍ
طافت بها نزواتي
أفتش عن نعشي
نعشي الوردي
نعشي الذي غطى دمي
بألف وردة ألف زنبقةٍ
انغمست بدمي
جرت سيلا جراحاتي
أستسلم لنعشي
وتحملني نسائم حلم غفى
على كتفي زمنا طويلا
لله بقايا وطن
تجمع في جوف صدري
خريطة من شتات