وفاة صاحب مقولة
أخبار وتقارير
وفاة صاحب مقولة "أنا أكبر من إسرائيل بأربع سنوات" الأديب الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي
14 شباط 2021 , 21:47 م
وفاة صاحب مقولة "أنا أكبر من إسرائيل بأربع سنوات" الأديب الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي

 

مريد البرغوثي
تسمية

 

وفاة صاحب مقولة "أنا أكبر من إسرائيل بأربع سنوات" الأديب الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي.. رحل عن عمر 77 عاماً وتنبأ بموته قبل تحرير بلاده

 

عن عمر يناهز 77 عاماً، توفي الشاعر والأديب الفلسطيني المعروف مريد البرغوثي، مساء اليوم الأحد 14 فبراير/شباط 2021.

إذ أعلن خبر الوفاة نجله تميم، واكتفى بنشر صورة سوداء مع كتابة اسم والده "مريد البرغوثي" عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، وذلك في إشارة لوفاته والحداد عليه.

 

‏"أنا أكبر من إسرائيل بأربع سنوات، والمؤكد أنني سأموت قبل تحرير بلادي من الاحتلال الإسرائيلي. عمري الذي عشت معظمه في المنافي تركني محملًا بغربة لا شفاء منها، وذاكرة لا يمكن أن يوقفها شيء. ‎"

مريد البرغوثي

 

كما أكد مقربون من عائلة البرغوثي لوسائل إعلام محلية، الوفاة، دون تقديم تفاصيل عنها.

فيما لم يصدر بيان عن عائلة البرغوثي، بشأن سبب الوفاة ومراسم الجنازة والدفن.

نعي البرغوثي

إلى ذلك، نعت شخصيات عدة ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي البرغوثي، داعين له بالرحمة والمغفرة.

 

عن هذا الأمر، قال البرغوثي، في روايته ذائعة الصيت "رأيت رام الله"، إنه نجح في الحصول على شهادة تخرجه، بينما فشل في العثور على حائط كي يعلِّق عليه شهادته. إذ لم يتمكن من العودة إلى مدينته رام الله إلا بعد ذلك بثلاثين عاماً من التنقل بين المنافي العربية والأوروبية، وهي التجربة التي صاغها في سيرته الروائية تلك.

كان قد تزوج من الروائية والناقدة المصرية البارزة رضوى عاشور، التي رحلت في 2014، وكانت أستاذة للغة الإنجليزية في جامعة عين شمس بالقاهرة. ولهما ولد واحد هو الشاعر والأكاديمي تميم البرغوثي.

البرغوثي شارك في عدد كبير من اللقاءات الشعرية ومعارض الكتاب الكبرى في العالم، وقدم محاضرات عن الشعر الفلسطيني والعربي في جامعات القاهرة وفاس وأكسفورد ومانشستر وأوسلو ومدريد وغيرها.

كما تم اختياره رئيساً للجنة التحكيم لجائزة الرواية العربية لعام 2015.

المثقف المستقل

يذكر أن لدى الراحل مريد البرغوثي 12 ديواناً شعرياً، أصدر غالبيتها بالتعاون مع دور نشر في بيروت، وأخرى في القاهرة، وعمّان.

اشتهر البرغوثي بدفاعه عن الدور المستقل للمثقف، واحتفظ دائماً بمسافة بينه وبين المؤسسة الرسمية ثقافياً وسياسياً، وهو أحد منتقدي اتفاقات أوسلو التي تم توقيعها بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر/ أيلول عام 1993.

يشار إلى أنه في أواخر الستينات تعرّف على الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، واستمرت صداقتهما العميقة بعد ذلك حتى اغتيال العلي في العاصمة البريطانية لندن عام 1987، وقد كتب عن شجاعة ناجي وعن استشهاده بإسهاب في روايته "رأيت رام الله" ورثاه شعراً بعد زيارة قبره قرب لندن بقصيدة أخذ عنوانها من إحدى رسومات العلي.

كما في بيروت تعرف على غسان كنفاني الذي اغتاله الإسرائيليون عام 1972.

سجنته السلطات المصرية وقامت بترحيله عام 1977 إثر زيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لإسرائيل، وظل ممنوعاً من العودة لمدة 17 عاماً.

يذكر أن البرغوثي يهتم في قصائده بالمشترك الإنساني، مما يجعل شعره- حسب كثيرين- بالغ التأثير في قارئه أياً كانت جنسيته، وهو يكتب بلغة حسِّية مادية ملموسة ويعمل على ما يسميه تبريد اللغة، أي إبعادها عن البطولية والطنين. وتخلو قصيدته من التهويمات والهذيان، وهذا ما ساهم في توسيع دائرة قرائه في العالم.

من قصائده : 

تفسير

شاعرٌ يَكْتُبُ في المَقْهى.
العجوزْ، ظنَّتْهُ يَكْتُبُ رسالةً لوالدتِهْ،
المُراهِقَة، ظَنَّتْهُ يكتب لحبيبتهْ،
الطفل، ظَنَّهُ يرسمْ،
التاجر، ظَنَّهُ يَتَدَبَّرُ صَفْقَة،
السائح، ظَنَّهُ يكتُبُ بِطاقَةً بريديَّة،
الموظَّف، ظَنَّهُ يُحْصي دُيونَهْ
رَجُلُ البوليس السِّرِّيّ،
مَشى… نحوَهُ… بِبُطء!
***
لا بأس

لا بأسَ أن نموتَ في فِراشِنا
على مِخَدَّةٍ نظيفةٍ
وبين أصدقائِنا

لا بأسَ أن نموتَ مَرَّةً
ونَعْقدَ اليديْنِ فَوْقَ الصَّدْرِ
ليس فيهما سوى الشُّحوبِ
لا خُدوشَ فيهما ولا قُيودْ
لا رايةً
ولا عَريضَةَ احتِجاج.

لا بأسَ أن نموت مِيتةً بلا غُبارْ
وليس في قُمْصانِنا
ثُقوبْ
وليس في ضُلوعِنا
أَدِلَّة

لا بأسَ أن نموت والمخدَّةُ البيضاءُ،
لا الرصيفُ
تحتَ خَدِّنا
وكَفُّنا في كَفِّ مَن نُحِبّ،
يُحيطُنا يأسُ الطبيبِ والممرِّضات
وما لنا سوى رَشاقَةِ الوداعِ
غَيرَ عابِئين بالأيامِ
تاركين هذا الكونَ في أَحوالِهِ
لعلَّ “غَيْرَنا”…
يُغَيِّرونَها.

من “منطق الكائنات”
(مقتطفات)

تمرد

قالت عبّادَةُ الشمس للشمس:
مُمِلٌّ إتِّباعُكِ كلَّ يوم!

عالَم ثالث

قال المغناطيس لبِرادة الحديد:
أنتِ حُرَّةٌ تماماً
في الاتجاه إلى حيث ترغبين!

عالَم ثالث.. أيضاً

قال القلم للمِبراة:
أنتِ كبعض الأحزاب…
يدخلها المَرء
فَتَقْصُر قامتهُ
ويضمر رأسُه!

المكيدة

قال المتلهفون على الدخول:
عَبَثاً احتفظنا بمفاتيحنا طوال العمر
فقد غَيَّروا الأقفال!

المِرْآة

قالت المِرْآة:
ما أشد تعاستي!
لا أحد ممن ينظرون إليّ
يريد أن …
“يراني”.

تَوْقُ

قالت العتبة:
ليتني أدخل إلى الصالون
قال الصالون:
ليتني أخرج إلى الشرفة
قالت الشرفة:
ليتني …
أطير

بِلادي بِلادي

قال الذي التفَّت عليه شِباك الموت في المنفى:
السمكة،
وهي في شِباك الصيادين،
تَظلُّ تحمِلُ رائحةَ البَحْرْ

 

 

 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري