كتب عصام سكيرجي: قراءة في مهزلة الإنتخابات الفلسطينية
مقالات
كتب عصام سكيرجي: قراءة في مهزلة الإنتخابات الفلسطينية
عصام سكيرجي
25 شباط 2021 , 00:19 ص
  قلنا ان جوهر الازمه فى الساحه الفلسطينيه هو ازمة المشروع الوطنى الفلسطينى , فقد جائت اوسلو لتشكل الضربه القاصمه للمشروع الوطنى الفلسطينى التوافقى كما اقر فى مؤتمر القدس التاسيسى لمنظمة التحرير ال

 

قلنا ان جوهر الازمه فى الساحه الفلسطينيه هو ازمة المشروع الوطنى الفلسطينى , فقد جائت اوسلو لتشكل الضربه القاصمه للمشروع الوطنى الفلسطينى التوافقى كما اقر فى مؤتمر القدس التاسيسى لمنظمة التحرير الفلسطينيه والذى عقد فى عام 64 , واصبحنا بعد اوسلو امام مشروعين , مشروع يؤمن بفلسطين كل فلسطين , ومشروع يؤمن بالدويله القزم على اقل من خمس الوطن الفلسطينى , من هنا فان اى حديث عن الوحده الوطنيه بين اصحاب المشروعين هو نوع من الهرطقه السياسيه , فلا يمكن ولا باى شكل من الاشكال ان يلتقى المشروعان , ولا باس هنا ان نعيد التذكير بمسيره اكثر من عشرون عاما من الحوارات والاتفاقات التى لم ترى طريقها للتنفيذ , من اتفاق 2005 ومرورا باتفاق 2011 واتفاق 2014 وورقى بيروت لعام 2017 , فالفريق المهيمن على مقاليد القرار فى منظمة التحرير الفلسطينيه , ليس فى وارد التخلى عن هيمنته هذه وتفرده بالقرار .  

                                                                                                                                ان الحديث اليوم عن انتخابات رئاسه وتشريعى كمدخل لحل الاشكال فى الساحه الفلسطينيه , هو حديث عبثى ولا يعدو ان يكون تدوير للازمه لا حلا لها , بل يذهب الى ابعد من ذلك , يذهب الى اغراق الجميع فى مستنقع اوسلو , فالانتخابات انما تجرى تحت سقف اوسلو والتنسيق الامنى , وهنا لا يستقيم ادعاء البعض معارضتهم لاوسلو ونهج اوسلو والنهج العبثى فى الساحه الفلسطينيه , وفى ذات الوقت يذهب هذا البعض ليشكل الغطاء السياسى لهذا النهج العبثى .                                

ان جماهير شعبنا قد سئمت موقف اللاموقف الذى ينتهجه البعض فى الساحه الفلسطينيه , وما الحراك فى معظم ساحات التواجد الفلسطينى الا تعبيرا عن رفض جماهير شعبنا الفلسطينى لهذا النهج , ومطالبة هذه الجماهير بموقف جذرى يوقف حالة التردى التى تعيشها الساحه الفلسطينيه , ويضع حدا لنهج اليمين التفريطى والمساوم على حقوقنا الوطنيه .                

السؤال اليوم لماذا انتخابات الرئاسه والتشريعى , وما حاجة عباس لهذه الانتخابات , فى البدايه دعونا نكون واضحين , ان هذه الانتخابات لن تقود الى اى تغيير فى الساحه الفلسطينيه , فهى اولا تتم تحت سقف اوسلو والتنسيق الامنى , وكل من يتحدث ويقول بان المشاركه فى هذه الانتخابات ستقود الى التغيير , انما هو واهم وواهم وواهم , او هو يحاول خداع الجماهير بمثل هذا الحديث , وثانيا ان المستفيد الوحيد من هذه الانتخابات هو عباس ونهج التفريط فى الساحه الفلسطينيه , بالمختصر , عباس والنهج الذى يمثله يرى فى الاداره الامريكيه الجديده الفرصه لعودة المفاوضات العبثيه , وهو يريد ان يذهب الى هذه المفاوضات وهو ممسك بخيوط القرار الفلسطينى , عبر ورقتان اثنتان , الاولى تجديد شرعيته عبر الانتخابات , والثانيه تكمن فى الاتفاق مع حماس والتقاسم الوظيفى مع حماس , اى الظهور بمظهر الممثل الوحيد الذى يملك اوراق القضيه الفلسطينيه , وبهذا فان كل من يشارك فى هذه الانتخابات , انما هو شريك فى مخططات التصفيه التى تعد لقضيتنا الوطنيه .                                                                                                                                  

اما الحديث عن التغيير الذى قد تاتى به هذه الانتخابات كمبرر للمشاركه فى هذه الانتخابات , فصدقا لا اعرف باى مفهوم ووفق اى النظريات السياسيه يتحدث هؤلاء , فهل هم بهذا الغباء السياسى بحيث انهم لا يعرفون ان لا اهميه سياسيه لسلطة اوسلو خارج اطار ازدواجية القياده , وانهفى اللحظه التى سيخسر بها عباس مؤسسات السلطه , سيعود الى نغمة منظمة التحرير الفلسطينيه ووحدانية التمثيل المحصوره فقط بالمنظمه , يعنى بالمختصر ان عنوان التغيير هو منظمة التحرير الفلسطينيه , واى حديث اخر ما هو الا هرطقه سياسيه .                                                                              

ان مشاركة فصائل اليسار الفلسطينى فى مهزلة الانتخابات هذه , ستكون بمثابة المسمار الاخير فى نعش هذه الفصائل , ولنكون اكثر وضوحا , ان معظم فصائل اليسار الفلسطينى , ما هى الا دكاكين سياسيه لا وزن ولا حجم لها , والفصيل الوحيد من فصائل اليسار الفلسطينى الذى يملك امتداد ورصيد جماهيرى , هو الجبهه الشعبيه , واذا ما شاركت الجبهه فى مهزلة الانتخابات هذه ستكون فى موقع المقامر بالرصيد الشعبى , وبالتاكيد ستخسر رصيدها الجماهيرى , فجماهير الجبهه اليوم تطالبها بموقف جذرى عماده الاول مقاطعة هذه الانتخابات , وثانيا الاسراع بتشكيل الجبهه الوطنيه العريضه على غرار جبهة الرفض التى ستشكل صمام الامان لقضيتنا الوطنيه , فهل ستكون الجبهه عند امال هذه الجماهير , سؤال نضعه امام قيادة الجبهه الشعبيه , وامام التاريخ العريق للجبهه الشعبيه ,,,فلا تفرطوا بهذا التاريخ.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري