خاص- حقائق خطيرة يجب أن تعرفها عن البرنامج النووي
أخبار وتقارير
خاص- حقائق خطيرة يجب أن تعرفها عن البرنامج النووي "الإسرائيلي"
28 شباط 2021 , 12:26 م
رصد وإعداد كنان خليل اليوسف   وفق ما هو شائع ومعروف أن السعي "الإسرائيلي" لامتلاك سلاح نووي بدأ منذ الأشهر الأولى لتأسيس الكيان عام 1948 فيما بقيت تفاصيل هذا السعي غامضة وتثير الكثير من التساؤلا

رصد وإعداد كنان خليل اليوسف

 

وفق ما هو شائع ومعروف أن السعي "الإسرائيلي" لامتلاك سلاح نووي بدأ منذ الأشهر الأولى لتأسيس الكيان عام 1948 فيما بقيت تفاصيل هذا السعي غامضة وتثير الكثير من التساؤلات منها.

متى حصلت اسرائيل على أول قنبلة نووية؟ و من ساعدها بالوصول إلى هذه القنبلة هل هم الأمريكان أم الفرنسيين أم البريطانيين وما هو المقابل ، في حين يقال إن "اسرائيل" تمتلك مئات الرؤوس فلماذا لم يعلن الاحتلال رسميا أنه يمتلك هذه الترسانة من الأسلحة النووية.

الخطوات الأولى للبرنامج النووي الإسرائيلي

يقول الدكتور يسري أبو شادي وهو كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في لقاء على قناة "نعرف" على اليوتيوب إن اسرائيل بدأت بتصنيع السلاح النووي سنة 1952 بعد أن قامت كدولة عام 1948 وكان فيها كم كبير من العلماء النوويين الذين هاجروا اليها، كما أنشأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون آنذاك بدايات الطاقة الذرية الإسرائيلية عام 1952 كما أنشأ علاقات قوية جدا مع فرنسا في هذا المجال ، وأنشأ اتفاق سري نووي مع "جيمو ليه" رئيس فرنسا آنذاك لإنشاء مفاعلات نووية ، ولاحقا مفاعل ديمونة شبيه بمفاعل فرنسي اسمه "E3" هو مفاعل ماء ثقيل أهم مزياه أنه ينتج ليتونيوم عالي الجودة يصلح لإنتاج القنابل الذرية ودخل الاتفاق بين الجانبين حيز التنفيذ سنة 1958.

وأشار الدكتور أبو شادي إلى أن هذا الاتفاق كان مكافأة حصلت عليها "اسرائيل" لمشاركتها في الحرب سنة 1956 إلى جانب بريطانيا وفرنسا ضد مصر وهذا تم بناء على طلب اسرائيل وكان شيمون بيريز الذي كان سكرتير لابن غوريون آنذاك هو عراب ومهندس هذا الاتفاق لأنه كان لديه طموح نووي بهذا الاتجاه وبشكل سري حتى أنه أخفي عن أمريكا حينها.

واعتبر الخبير المصري ان مفاعل ديمونا هو الأساس في البرنامج النووي الإسرائيلي  لأن الفرنسيين كانوا صمموا مفاعل مشابه له ونقلوا كل خبرتهم إلى ديمونا يضاف إليه والأهم من مفاعل ديمونا هو معمل فصل البلوتنيوم عن الوقود المستهلك ويعد الجزء الأهم في دورة انتاج البلوتنيوم الصالح لإنتاج القنابل الذرية ومثل هذا المصنع أي دولة تريد بنائه بشكل عادي هو سيكشف لأنه يحتاج لمساحة كبيرة جدا ومباني وطوابق كثيرة ويحتاج مداخل كبيرة لإصدار الاشعاعات.

وتابع إن مفاعل ديمونا حينها كان بالحد الأدنى بقدرة 25 ميغا واط وهذا كان الحد الادنى لإنتاج قنبلة كل سنة ولكن لاحقا نجح الاسرائيليون في تطويره وتزويده  بأبراج تبريد أخرى ونجحوا في رفعه الى 40 ثم 50 و75 ووصل إلى 150 ميغا وات في وقت من الأوقات بمعنى آخر أن "إسرائيل" أصبحت تضاعف كميات الانتاج من قنبلة في العام الواحد إلى 5 قنابل في العام.

وأشار إلى أنه من المؤكد أن الفرنسيين قدموا هذه الخدمة وهم يعلمون علم اليقين انه يهدف لإنتاج القنابل الذرية لأنه اصلا المفاعل كبير جدا لكن انشاء المعامل لفصل البلوتنيوم ليس لها أي استخدام سوى انتاج القنابل النووية لذلك من البديهي أن الفرنسيين يريدون ذلك .

 

هل جربت "إسرائيل قنابلها النووية؟

أي دولة نووية يعلن عنها بشكل رسمي عندما تخرج  من مرحلة التصنيع إلى مرحلة التفجير وبالتالي لماذا تضطر للتفجير وما تقوم به الدول ببرامجها النووية يمر بمرحلة نظرية عبارة عن حسابات وأرقام لمعرفة مدى التفجير فالتركيبة كلها حسابات وبالتأكيد اسرائيل أخذت خبرة حول القنبلة وتصنيعها وبالنهاية تحتاج للتجريب والتأكيد أنها فعالة ولكن هذا ليس ضروري دائما كما حصل في قنبلة هيروشيما فهي استخدمت حينها ولم تكن مجربة مسبقا .

وفي الحالة الإسرائيلية هي أساسا لم تعلن أنها أجرت عملية تفجير ولكن في سنة 1979 اكتشفت أجهزة الرصد هزة قوية في المحيط الاطلنطي جنوب جنوب افريقيا وذهبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتأكيد إلى أنه انفجار نووي و"إسرائيل" هي المتهمة كانت حينها بالتعاون مع جنوب افريقيا التي اشتركت كمتفرج لأخذ الخبرة .

 

اسرائيل ركبت القنابل الذرية ضد مصر وسوريا في حرب 1973

بعض التقديرات وفق الخبير الدكتور أبو شادي تذهب إلى  أنه في يونيو 1967 تم تركيب أول قنبلة ذرية "إسرائيلية" و في حرب 1973 تم تركيب 11 قنبلة نووية بالكامل على طائرات قادرة على تحميل قنابل ذرية بهدف ضرب موقعين الأول في دمشق والثاني في السد العالي بمصر وعملية التركيب والتحميل رصدت حينها من قبل الأمريكيين والروس فأعلنت روسيا الطوارئ النووية في حين أمريكا فرملت الإسرائيليين عبر فتح خط تسليح من القواعد العسكرية الأمريكية في قبرص وتركيا لتعويضهم عن الخسائر التي تكيدوها في الأيام الاولى للحرب.

توقف مفاعل ديمونا وحاليا لا يعمل

كما كشف كبير مفتشي هيئة الطاقة الذرية الأسبق أن مفاعل ديمونا توقف عام 2004 نتيجة مشكلات بيئية من تلوث وشكاوى ويرجح أنه لا يعمل حاليا أو أنه يعمل بكفاءة ضعيفة ومعدل ليس بما كان عليه  لكن هذا لا يعني انهم توقفوا عن انتاج القنابل النووية ويعتقد أن لديهم /6 / مفاعلات سرية وأنشأت خط آخر لإنتاج اليورانيوم المخصب عبر علاقات غير قانونية مع دول بعد وصولها لكفاءة عالية في التخصيب، كما يفهم أنها تعمل على القنبلة الهيدروجينية

كم رأس نووي تمتلك اسرائيل؟

مع تراكم سنوات الخبرة والدعم أصبحت قدراتها النووية كبيرة جدا البعض يتحدث عن / 100/ قنبلة لكن أعتقد أن العدد هو أكبر من ذلك بكثير  

مع تعاظم قدرتها وتعاون الغرب والخبرات وهنا لابد من توضيح مسألة غاية في الأهمية وهي أن القنابل المصنوعة من البلوتونيوم مادة تتحلل مع الوقت و تنتج مادة اسمها الأمريشيوم تُضعف من قوة القنبلة، فالقنبلة لها عمر وإذا لم يتم تجديدها فيجب تحليلها وفصل الأمريشيوم عن البلوتونيوم ، وإسرائيل تعلم أنها لا تستطيع التخزين لمدة طويلة قنابل البلوتونيوم عكس اليورانيوم فالبلوتونيوم لابد من إعادة معالجته بعد 30 سنة أما اليورانيوم فلا يحتاج لإعادة المعالجة يمكن تخزينه لأكثر من 100 سنة دون إعادة تصنيعه أو معالجته.

 

هل تستطيع "اسرائيل" استخدام السلاح النووي دون أن تتأثر به

من يعتقد ان إسرائيل لا تستخدم السلاح النووي لأنها جارة للدول العربية ما يمنعها من هذا الاستخدام فهو مخطئ فهناك أنواع من القنابل تكون محدودة المدى ومحدودة القدرة فلو أرادت استخدام النووي فهي ليست بحاجة لاستخدام قنابل ذات فعالية كبيرة  فهناك قنابل نووية يمكن أن تكون محدودة المدى الجغرافي وهي قنابل تكتيكية ولكن من المؤكد أن "إسرائيل" لا تستخدمها إلا بقضية حياة أو موت لأنها تعلم ان النتائج رهيبة ففي عام 1956 والعدوان الثلاثي على مصر أصدر الاتحاد السوفييتي إنذار بأنه سيضرب لندن وباريس بالقنابل الذرية لو لم تتوقف الحرب  وحينها كان السبب الرئيس لتوقف الحرب بحسب كثير من المؤرخين.