كتب الأستاذ حليم خاتون:
على ذمّة الصحافة، سوف يجتمع مندوبون عن حزب الله والكاردينال الراعي، لمحاولة إيجاد إبرة تفاهم بينهما في جبل القش، من العلاقة غير "السويّة" وغيرالنبيلة، والتي تصرّ المقاومة على الحفاظ على حدٍّ أدنى من الألفة فيها.
يصرّ الحزب على المهمّات المستحيلة، والكاردينال الراعي فعلاً، مهمة مستحيلة.
بعد أن أعياه التعب في التفتيش عن الوطنيّة والكرامة والشرف عند 14 آذار دون جدوى، ها هو يفتش عن "الدبس من قفا النمس"، عند رجل ابتسم كالأبله وهو يستمع إلى مجموعة من الأغبياء
تشتم أشرف الناس، وأكرم الناس.
على ذمة صحف أخرى، نوع من اعتراف بهشاشة الأعداد التي"زحفت!!" الى بكركي، والعودة إلى نغمة سلطة البطرك المعنويّة التي تفوق الأعداد أهميّة.
الكاردينال الراعي الذي يلبس أحيانا "طاقية" الإخفاء، كثيرا ما خذلته هذه الطاقية وفضحت نواياه وهواه.
لا يستطيع البطرك الخروج من جلده، وجلده هذا، هو الذي قاده إلى ما سماه يومها، "زيارة رعوية" إلى فلسطين المحتلة.
يومها لم نسمع من البطرك أي دفاع عن مسيحيي فلسطين، بقدر ما سمعنا دفاعا عن عملاء لحد ممن خدم ويخدم الِاحتلال برموش العيون، وبعضهم لم يتوانَ عن التهوّد والخدمة في جيش الإحتلال.
قل كلمتك وامش...
لا تحاول عبثاً الدفاع عن مواقف العزّة أمام الصعاليك..
ما جادلني جاهل إلّا وغلبني...
كم من الأقوال يحبّ الترداد، حتى يقتنع الحزب أن هناك في البلد حالاتٍ ميؤوساً منها...
صحيح أن الكاردينال يختلف في الموقع عن أمثال فارس سعيد، أو أشرف ريفي، لكن لم يعد ينقص، سوى أن نرى حزب الله يحاول زرع الوطنية والكرامة في هذين المعتوهين.
بعد التحرير، أصرّت المقاومةعلى التعامل بفروسيّة مع العملاء بدل إقامة محاكم ميدانية، وإعدام كل الّذين تلطّخت أيديهم بدماء المناضلين وحتى السكان المدنيين العاديين، رغم التجارب التي رأينا فيها المقاومة الفرنسية تعمل "العمايل"بالعملاء...
على الأقل، كان يجب إرسال هؤلاء، كما فعلت الكثير من حركات التحرير الوطنية؛ إرسالهم إلى مؤسسات إعادة تأهيل.
يردّد الكثيرون من ضيوف البرامج السياسية كيف يتمسّك حزب الله بسعد الحريري للدلالة على رفض الفتنة السنية الشيعية، أو كيف يدافع الكثيرون من أنصار المقاومة عن العونيين، للدلالة على التآلف المسيحي الإسلامي...
كل ذلك يجري في حفلات تكاذب هي أقرب إلى تبويس اللحى أو لغة...
"حبيب قلبي.. انت خيّي.."وغيرها.
صحيح أن القويّ يجب أن يتمتّع بالحلم، لكن ...."إن أنت اكرمت اللئيم...تمرّدا".
مع بعض أشباه الناس، على الحزب تجنّب تصرفات الفرسان.
مع أشباه الرجال، على الحزب استعمال السوط..
في لبنان، لا يمكن أن تقول لفؤاد السنيورة أو وليد جنبلاط، ناهيك عن مروان حمادة، إنّهم شركاء في النصر... هؤلاء، كثير عليهم لقب الأفاعي.
يجب الوصول إلى إنهاء ثقافة محاولة استمالة أحقر خلق الله، عبر التودّد إليهم أحيانا، أو تركهم في أوهام اليقظة سارحين.
كلما تعامل الحزب بفروسية مع هؤلاء الحثالة، زادت أوهام الطاووس عندهم...
أحياناً، صفعة، من وزن 7 أيار، يكون لا بدّ منها لإسماع من به صمم، أو من لديه شكوك، أنه في عالم الأحياء لا يساوي أكثر من جيفة نتنة.