كتب د. أحمد الشامي:
تفرض الأخلاق على المدّعي، البيّنة، أو التزام الصمت. وفي مجال قراءة العلاقة بين حزب الله وخصومه، فإنّها حافلة بالأدلّة التي تجعل من الغباء وصفاً موضوعياً يرتقي إلى حد النعت الرحيم، لخصومة ابتليت بحقد سقيم.
الدليل الأول: لم يكن لحزب الله وجود مؤكّد لولاجهود مضنية بذلها (سياديّون) في لبنان، تكلّلت باجتياحه من قبل العدو الإسرائيلي عام 1982، وفيما استظلّوا بالعدو للإمساك بسلطة فاقدة للسيادة، بات الحزب أكثر سيادية عبر طرده الِاحتلال وردعه.
الدليل الثاني: لم يكن لحزب الله هذه الفعالية في الداخل اللبناني، لو لم يتوقف التفويض الدولي لسوريا بإدارة لبنان عام 2005، وفيما هلّل (السياديون) لهذا الإنجاز ظناً بأن المجتمع الدولي سيحمي تفرّدهم بالسلطة، وجدوه يقرّ مذعناً بإشراك فاعل للحزب، فهذاالمجتمع لا يحترم إلا الأقوياء.
الدليل الثالث:لم يكن لحزب الله هذا الحضور الإقليمي، لو لم يجرِ استجلاب جحافل التكفيريين إلى المنطقة، وفيما رحّب(السياديون) بحملة السكاكين والسواطير، بوصفهم حلفاء سيسقطون النظام في سوريا ويقضون على الحزب، أذهلهم كيف استطاع الحزب إفشال هذه الحرب،وتحقيق نصره الثاني وجعله قوّة إقليمية.
والآن: يستنفذ (السياديون) قواهم لفرض الوصاية الدوليّة على لبنان، بعدما استطاعوا أن يدمِّروا اقتصاده بشكل ممنهج، من خلال سياسات طبقوها منذ إبرام اتفاق الطائف، وفي حال تمت الِاستجابة الدولية لطلبهم، يصبح من الموضوعيّة السؤال الآتي:أي وجهة سيأخذها لبنان؟ وأي مكانة سيحظى بها حزب الله؟
إنّ غداً لناظره قريب


