صاروخ يمني أصدق إنباء من كرمى
مقالات
صاروخ يمني أصدق إنباء من كرمى
حليم خاتون
4 أيار 2025 , 21:15 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

من قلب عالم إسلامي يسوده الظلم والظلام، والجهل والغباء...

من صحراء عالم عربي يمتد من المحيط الغارق في التفاهات الى الخليج الخالي من الشرف والكرامة وأهل الشرف والكرامة...

من عالم لا عدالة فيه، ولا إنسانية، ولا أخلاق...

من محور لا يعرف غير التصفيق حينا، والخوف الصامت حينا آخر، والتردد في الخروج على العالم شاهرا سيوف ذي الفقار في كل الأحيان...

انطلق صاروخ يمني يخرق كل العهر الأميركي البريطاني الاسرائيلي العربي (زائد التركي عملا، والايراني خذلانا)، ليقول للجميع دون استثناء:

إن صندل مقاتل يمني هو أشرف وأعلى قيمة من كل التيجان والياقات والمجالس وشركات العهر في المهرجانات، وعلى الشاشات...

صاروخ يمني فرط صوتي مر ليس بعيدا عن مبنى تلفزيون الجديد في بيروت وانفجر في مطار بن غوريون قبل أن يبول على كرمى ويبلل الشيك الأخير في يدها الملوثة من إمارة ابو ظبي؛ لا كانت هذه الإمارة، ولا كانت كرمى...

الحمدلله الذي جعل في هذه الصحراء العربية القاحلة بالرجال والنساء يمنا لا يعبأ بغير الحياة بكرامة ورأس مرفوع، والموت أيضا برأس أكثر رفعة...

طيلة ٤٨ ساعة قبل صاروخ اليمن، استطاعت إمارة ابو ظبي عبر وكيلتها في لبنان كرمى الخياط ومجموعة من الفاسدين الذين يدعون العفة في تلفزيون الجديد، استطاعت تلك المدعية بيع شاشتها إلى أحد عملاء إسرائيل من مجموعة العميل السوري / السويدي الذي اتخذ لنفسه اسما يليق بالعلامة التجارية الجديدة...

خرج علينا طوني بولس الذي كان تم تجنيده في أوروبا على يد جيري ماهر في حلقة جديدة تهدف إلى البدء بالحلقة الثانية من مسلسل فك شيفرة حزب الله...

بعد محمد بركات وجوزيف ابو فاضل، وبعض الإشارات السيئة من اكثر من إعلامي لبناني معروض للبيع في أسواق النخاسة الإعلامية للخليج، اتحفتنا جوزيفين ديب بما يمكن تسميته تحليلا استخباراتيا لكيفية النيل من حزب الله عبر النيل من بيئة حزب الله...

في لبنان، تخرج علينا كل يوم قصة...

ساعة في المرفأ، وساعة في المطار، وساعة في نفق يمتد من طهران إلى حارة حريك...

العازفون على ألحان فك شيفرة حزب الله في لبنان كثر...

إعلاميون، ضباط، نواب، وزراء، سفراء...

كل هؤلاء يجمعهم أمر عمليات واحد:

كيفية القضاء على فكر المقاومة بعد نجاحهم في الحلقة الأولى في كشف اكثر من ثغرة دخلوا منها واستطاعوا فك الارتباط بين الحزب وبين قرار الحرب...

فك شيفرة حزب الله في الحلقة الأولى خلص إلى الوصول إلى أن نقطة ضعف السيد نصرالله هي في الناس...

لذلك خرج لقمان سليم يقول بأن ضرب حزب الله لن ينجح إلا بضرب البيئة الشيعية ضربات قاتلة...

ملخص الحلقة الجاري عرضها هذه الأيام على ألسنة امثال طوني بولس أو رامي نعيم او جماعة حزب القوات او جماعة كلنا إرادة يهدف بشكل أساسي على تسليط الضوء على أن سلاح الحزب ليس فقط الصواريخ التي نجت من الاستهداف، بل هي علاقات الحزب ومؤسساته التربوية والمالية... أهم شيء هو ربط الأزمة الاقتصادية القائمة بهذا السلاح وهذه المؤسسات...

هذا ما يرد دوما على ألسنة عملاء إسرائيل وأمريكا والسعودية...

هم يحاولون الوصول إلى نقاط ضعف يتسللون عبرها لضرب المقاومة، من جديد...

في أكثر من ندوة، وعلى ألسنة كبار علماء الإقتصاد والسياسة من جيفري ساكس إلى جون ميرشايمر وصولا إلى الدكتور بيير خوري عندنا في لبنان...

الكل يُجمع أن هزيمة أميركا ممكنة فقط في ضرب النظام الاقتصادي العالمي الذي تسود هي فيه...

هذا ما عرفه المقاومون الأوائل في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات عندما خطفت ليلى خالد الطائرة، وعندما اقتحم كارلوس منظمة الأوبيك... هذا ما كان يعرفه الدكتور وديع حداد حين أنشأ الفيلق الأممي وكان يهاجم في كل مكان، ومن كل الجنسيات...

فك شيفرة إسرائيل كان واضحا أمام السيد نصرالله حين أعلن إمكانية تدمير نصف إسرائيل في نصف ساعة...

صاروخ يمني واحد "كل كم يوم" جعل أميركا وبريطانيا تدخلان حربا كاملة خسارة حتما في البحر الأحمر وبحر العرب...

لماذا لم يطلق السيد نصرالله عشرات، مئات أو حتى آلاف الصواريخ؟

هل كان الكود الإيراني هو السبب؟

هل خاف السيد على الناس حتى انتهينا إلى وضع أصبح الناس فيها غزلانا للصيد المجاني؟

بعد سنين سوف نعرف الحقيقة...

لكن الأكيد أن هزيمة إسرائيل واميركا لا تزال ممكنة اذا نحن قررنا تدمير كل اقتصاد المنطقة والعالم...

يقول البروفيسور جون ميرشايمر أن هزيمة دولة نووية مستحيل...

إيران تنطلق من هذا لتقول باستحالة هزيمة أميركا...

لكن حين نسأل إيران لماذا لم تقم هي بإنتاج السلاح النووي وجعلها مظلة للمحور ولغزة وللمنطقة...

نتلقى إجابات أقل ما يقال فيها ان المنطق مفقود في غياب الربط بين الكلام الثوري العالي النبرة والعمل ضمن الواقعية البغيضة التي لا تختلف كثيرا عن واقعية النظام الرسمي العربي وانهزاميته...

كل صفعة على وجه كرمى، وكل صاروخ من اليمن وأنتم بخير...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري