كتب شاكر زلوم: إيران بين ترامب وبايدن, الرهان على أمريكا  والغرب رهان على حصان خاسر.
عين علی العدو
كتب شاكر زلوم: إيران بين ترامب وبايدن, الرهان على أمريكا والغرب رهان على حصان خاسر.
شاكر زلوم
11 آذار 2021 , 05:33 ص
إلغاء ترامب للإتفاق النووي مع ايران لم يكن نزوة منه بل تفعيل لقرار الدولة الصهيونية العميقة التي تحكم أمريكا وبقية دول الغرب الإستعماري, منع تنمية الدول العربية والإسلامية هو أحد أهم الوظائف التي أوكل

إلغاء ترامب للإتفاق النووي مع ايران لم يكن نزوة منه بل تفعيل لقرار الدولة الصهيونية العميقة التي تحكم أمريكا وبقية دول الغرب الإستعماري, منع تنمية الدول العربية والإسلامية هو أحد أهم الوظائف التي أوكلت للكيان الصهيوني بموجب مقررات دول الإستعمار السبعة لعام 1907 في مؤتمر لندن" مؤتمر كامبل بنيرمن", تمكن الكيان من استهداف المشاريع التنموية بالتعاون الإستخباري مع الغرب الإستعماري تارة وبشكل مباشر تارة أخرى أو عن طريق الوكلاء تارة ثالثة, تم استهداف المشروع النووي العراقي في عام 1981 بالقصف الصهيوني المباشر وتم إستهداف العلماء العراقيين بشكل مباشر بعد الغزو الأمريكي للعراق بعد غزوه في عام 2003.

أشير الى إغتيال العلماء المصريين في ستينات القرن المنصرم وكما إغتيال العلماء السوريين مع بدء الحرب الكونية على سوريا  وقصف مراكز الأبحاث المختلفة في القطر العربي السوري الشقيق وكما إغتيال العلماء الإيرانيين على مدى عقود من الزمن. 

المطلوب من دولنا "العربية والإسلامية" أن تكون دولاً مستهلكة, تابعة وتافهة من جهة ومن جهة أخرى لتكون سوقاً لتسويق وتصريف منتجات الغرب ومصدراً لموارده المختلفة, تحصل على مواردنا بأقل الأثمان وتعيدها الينا مصنعة بأسعار فلكية.

عودة على بدء, لا فرق بين ترامب وبايدن في السياسات التي نفذها ترامب وينفذها  بايدن فكلاهما كفردتي نعل الحذاء الواحد يقومان بذات  الدور وبإخراج لفظي مختلف, لا  فعلي فالهدف يتمثل بإعاقة مشروع التنمية  والتطور  في ايران وبقية دولنا,  وهذا ما أكدته  تصريحات  الساعات  الأخيرة لدمى  الإدارة الأمريكية الجديدة, فلقد  صرح روبرت مالي, مندوب بايدن لإيران,  في مقابلته القصيرة, نشرها موقع “اكسيوس” الإخباري أمس الأربعاء: "أنّ الولايات المتحدة لن تهرع” للتفاوض مع إيران من أجل التوصل بأي ثمن إلى اتفاق حول الملف النووي قبل الانتخابات الإيرانية في حزيران/يونيو"..  

إن  رهان  الإصلاحيين  في  ايران  على بايدن وفرحتهم  بقدومه  انما  تعكس قصر  نظر إستراتيجي, أعاق  ويعيق تطور ونمو ايران  في المجال  النووي, الغرب  الإستعماري حدد  سياساته ونفذها وينفذها بإحتراف وفقاً لمندرجات مؤتمر كامبل الذي لا تزال مفاعيله سارية مع بعض التعديلات الطفيفة وسياساته تتماهى مع العدو الأمريكي, بمقابل سوء  تقدير من  قبل إصلاحيي  إيران,  فلو قرأ  إصلاحيو ايران وثائق مؤتمر كامبل وفهموها  لعرفوا أن المعركة مع الدولة العميقة الصهيونية التي تحكم أمريكا  والغرب هي معركة وجود لا تفاوض على تفاصيل لن تؤتي أوكلها, فبتطورنا العلمي تتهدد  مصالح الغرب الاستعماري ومن  يعتقد أن بلادنا ستشهد بيوم الإستقرار الأمني, السياسي والإقتصادي واهم, والنمو بوجود هذا الكيان الغاصب لأرض الوصل العربي في فلسطين واهم أيضاً.

معركتنا مع الغرب وكيانه الصنيع المحتل لفلسطين هي معركة وجود لا أكثر ولا أقل, لننظر لحال الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني الإقتصادي, فحالها يرثى له ويسوء عاماً بعد عام, في الاردن تمكن الكيان من شراء مصانع وطنية متميزة  فقام فوراً بإغلاقها وفرض الغرب من  خلال منظماته  الدولية قوانين أهلكت ما لم يتمكن الكيان من  شراءه والإستحواذ عليه من  خلال إملاء  قوانين فرضتها المؤسسات الدولية التابعة  للصهيونية العالمية,

نقلت قوانين المنظمات الدولية الأعباء الإقتصادية من جمارك وضرائب من المنتج الأجنبي للمنتج المحلي مما أسفر عن  القضاء على البقية المتبقية من القطاعات الإنتاحية الوطنية وتشريد العاملين فيها .

بالأمس صرح وزير خارجية أمريكا بلينكن بأن واشنطن: " أنّها لن ترفع أيّاً من العقوبات التي تفرضها على طهران قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني، معتبرة أنّ الكرة في هذا الملفّ هي الآن في ملعب الجمهورية الإسلامية!", بوقت تم فيه فرض عقوبات على اثنين من الايرانين بحجة تعذيب بعض الايرانيين في المظاهرات الممولة من امريكا والغرب. انه ذات نهج ترامب ينتهجه بايدن وهو تنفيذ إملاءات الدولة العميقة.

في السياق وردّاً على سؤال من أحد النواب عمّا إذا كان وزير الخارجية يتعهّد عدم تقديم أيّ تنازل لإيران لمجرّد انتزاع موافقتها على قبول الدعوة الأوروبية للحوار مع واشنطن قال بلينكن “نعم”.

لا بل إنّ بلينكن شدّد على أنّ الولايات المتحدة لن ترفع أياً من العقوبات السارية على الجمهورية الإسلامية قبل أن تعود الأخيرة إلى احترام كامل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

وخلال جلسة الاستماع أكّد وزير الخارجية أنّ ما يُحكى عن أنّ الإدارة الأميركية أعطت ضوءاً أخضر لدول معيّنة، مثل كوريا الجنوبية أو العراق، للإفراج عن مليارات من الدولارات من أموال النفط الإيراني المجمّدة لديها بموجب العقوبات الأميركية، ليس سوى معلومات “خاطئة”.

وأكّد بلينكن أنّ أيّ ضوء أخضر بهذا الشأن لن يصدر إلا بعد أن تعود الجمهورية الإسلامية إلى الاتفاق النووي.

وقال “إذا عادت إيران إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فسنفعل الأمر نفسه”.

وأوضح أنّ “هذا الأمر سيشمل – إذا تعلّق الأمر بذلك، إذا وفت إيران بالتزاماتها كما ينبغي – تخفيف العقوبات كما ينصّ عليه الاتفاق (…) ولكن ما لم تعُد إيران، وإلى أن تعود، إلى الوفاء بالتزاماتها، فلن تحصل على هذا التخفيف” هذا مع العلم ان من انسحب من الاتفاق النووي هي أمريكا لا إيران.

بوقت تمارس فيه أمريكا تنفيذ سياساتها بوضوح من المعيب أن نسمع بعض اصوات من الإصلاحيين في ايران تناشد إدارة بايدن العودة عن قرارات ترامب لكي لا يتمكن الأصوليون من الوصول للحكم في الإنتخابات القادمة والمنتظر حصولها في شهر حزيران القادم.

سياسات الإصلاحيين في ايران ومحاولاتهم لكسب ود الإدارات الأمريكية مكن عملاء أمريكا من الوصول للحكم في العراق ومكن عملائها من التبغدد في بيروت ومن تبييض سمعة سلطتي إتفاقية "أوسلو" في رام اللة وغزة  وأفقد قناة الميادين مصداقيتها والحديث يطول.

ليس من حقنا التدخل في إستحقاق وشان ايراني داخلي, لكن انعكاسات سياسات البعض في إيران ترتد سلباً في مواقع عدة من مواقع محور المقاومة, ختاماً ليس لنا الآ أن ندعو الله أن يوفق محور المقاومة لما فيه خير أمتنيا العربية والإسلامية.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري