كتب الأستاذ حليم خاتون:
قريبا، سوف يُكمِل لبنان ثمانية عشر شهرا منذ اندلاع الحراك...
ثمانية عشر شهرا يقف فيها المواطن العادي مشدوها، في الوقت الذي تحوّل فيه البلد إلى ملعب كبير جدا.
ملعب لكل انواع اللعب، كرة قدم، كرة سلة، كرة مضرب، كرة طائرة...الخ
فريقان يلعبان، دون أي قانون، دون أية ضوابط.
فريق تحركه أصابع وحبال
بني سعود، لا يهمّه لا قوانين لعب، ولا حتى مصير البلد.
كيفما نظر المواطن، يجد هذا الفريق منتشرا في كل مكان من أرض الملعب.
كل الفريق، بما في ذلك الإحتياط ينتشر، ومع كل فرد، كرة قدم أو سلّة أو كرة طائرة.... أو أي كرة...
هو ينتشر كاسرا كل قوانين الألعاب على اختلافها...
بالنسبة له، يجب استغلال كثرة عدد الحكام، حيث كل حكم يحمل صافرة، ولكل صافرة، صوت صفير مختلف...
هو لم يعد يلعب لكي يربح.
فات الأوان على الربح.
وطالما هو خاسر في جميع الأحوال، عليه انتهاك كل القوانين ونشر الفوضى....
فليخسر الجميع...
طالما أن البلد لن يكون له، وعلى هواه... فليذهب هذا البلد إلى الجحيم...
يُخيّل للجميع أن هذا الفريق لا يملك خطة محددة...
إنه ينشر الفوضى.
لكن هذه بالضبط خطته...
الفوضى.
في المقابل، يحاول الفريق الخصم أن يلعب.
لكنه فريق غير متجانس.
حتى أنه نزل إلى الملعب وهو يلبس بدلات رياضية من كل الألوان والأزياء.
يُخيّل للمواطن العادي، أن هذا الفريق الثاني يتحرّك،
يركض ويركض، لكنه في النهاية يبقى في نفس المكان.
كأنه يركض حول نفسه.
يصرخ هذا الفريق الثاني احتجاجا على عدم احترام الفريق الأول للقوانين.
يطلب من الحكّام فعل شء، أي شيء، ثم ينتظر.
لا يلبث أن يركض في مكانه دون أية خطوة إلى الأمام... يلهث، ويتعب، لكنه بالتأكيد لا يتقدّم ولا حتى خطوة واحدة إلى الأمام.
لا يكفّ عن الإحتجاج، لكن دون أية نتيجة.
بين الحين والآخر، يأتي مبعوث ما، أو سفير ما، من أرض بني سعود، يُعطي آخر التعليمات من ال Bigboss إلى الفريق الأول، ثم يختفي..
أما الفريق الثاني، كل ما يفعله، هو مجرّد حركة بلا بركة...
يبكي قليلا، لعل أحد ما يسمعه ويجبر الفريق الأول على احترام قانون اللعب، أي قانون...
يبكي ويطالب بتحديد نوع واحد من اللعب، وكأن بكاءه،
سوف يأتي بنتيجة...
بين الحين والآخر، يرسل بعض من الفريق الثاني، كلمات غزل الى بني سعود، علّ أحدًا ما يشفق عليهم ويتبناهم.
يخرج من الفريق الثاني أحد مدراء شركة الأمانة للمحروقات محتجا...
إن هناك احتكارًا ولا عدالة في التوزيع، يقول صاحبنا.
لكن، لا الحكام ولا أي كان، يبالي بما يقوله...
في النهاية، لبنان هو حديقة خلفية للسعودية، وإذا كان الفريق الثاني يريد عطفا من "خادم" الحرمين الشريفين،
عليه الخضوع والطاعة..
ما بالهم، هؤلاء اللبنانيين.
يريدون الحرية والكرامة دون أن يقدًموا أمر الطاعة لأُولياء الأمر ..
تنتشر محطات الأمانة والأيتام في الكثير من المناطق منذ زمن ليس بقليل... لكنهم عاجزون عن تأسيس شركة تذهب الى إيران لجلب "نقلة"، ولو حتى نقلة صغيرة، وبالليرة اللبنانية كما قال السيد....
ما ينطبق على المحروقات، ينطبق على كل شيء.
يريدون من إيران أن تجلب لهم كما فعلت مع فنزويلا...
أمّا لماذا لا يبادرون هم،
"ربّك أعلم".
هكذا يستمر اللعب، وكل فرد في الفريق الأول يلعب على هواه، بينما يبكي كل أفرقاء الفريق الثاني عاجزين عن فرض أي شيء على الإطلاق.
يعرف الفريق الثاني، أن الفريق الأول أعجز من أن ينجح، لو تمّ التصدًي له..
يعرف أن خطته هي الفوضى، والإفلاس وأن إفشاله يحتاج إلى قرار..
متى يأتي هذا القرار، "ربك وحده بالسما، بيعرف".
كل يوم تحليلات وتنظيرات، عن التبعيّة، عن حروب التجويع، عن أميريكا والNGOs...
لكن دون أي رد فعل...
نقول أن عددهم لا يزيد عن 400، بل حتى لو كان ليس فقط 4000، بل 40000، نقرًر ترك الساحة
لهم...
نقول إنهم قطّاع طرق، ومعظم من نزل هم فعلا قطّاع طرق، لكن السؤال، لماذا نترك دفة القيادة لقطّاع الطرق، وننزوي نحن في بيوتنا؟
في نبأ تسرّب أمس، أن الروس يتوقّعون عملا من حزب الله، غير عادي وسوف يزلزل الارض تحت اقدام التابعين لدول التتبيع.
حتّى الروس ملّوا الإنتظار
ويحلمون بردًِ، لا بد آت...
هل سوف نعيش مجدا جديدا قريبا...
الصبر والبصيرة، كانوا كلمات، صارت اغنية...
آن ألأوان أن تصبح هذه الكلمات إرادة فعل حُرّ مرة أخرى...