د.عادل سمارة:  الاستشراق الإرهابي
مقالات
د.عادل سمارة: الاستشراق الإرهابي
د.عادل سمارة
14 آذار 2021 , 18:53 م
د.عادل سمارة : الاستشراق الإرهابي

 

 

امريكان، كيان، عربان تركمان وإخوان...ضد لبنان ربما لم ينتبه البعض إلى أن "حَلَوان/مكافأة" ضرب مرفأ بيروت كان لإعلان الإمارات الاعتراف المطلق والتخدق الحربي إلى جانب الكيان، وذلك في سياق التقسيم الإمبريالي للعمل بأن تتخصص الإمارات في الموانىء وربما لعرقلة الصين (مشروع طريق واحد حزام واحد) ، ولا يغطي هذا اللغم وجود سفارة للإمارات في دمشق المثقلة بأوجاعها والتي ترى بأم العين كيف يغرس من يُدعى أخاً خنجرا في صدرها وليس ظهرها.

وكما قيل في بداية العدوان أن الإمارات وألمانيا خُصص لهما ضمن تقسيم العمل الإمبريالي على التوابع النظام البنكي في سوريا بعد قتلها، وطبعا أعلن بفجاجة كل من السلطة واليسار الألماني احتضانهم للصهاينة من الكرد السوريين زاعمين بأن هؤلاء سيقيموا دولة اشتراكية وتاجروا بصورة امرأة تلبس الفوتيك/الخاكي وتحمل بندقية!

ولم تكن السعودية أبداً بعيدة عن تدمير سوريا حتى وهي والإمارات تقومان بحرب مطلقة ضد اليمن ليس لفصل الجنوب بل لتدمير البلد وتسليم باب المندب لأمريكا والكيان.

وطبعاً كان المفروض ان تكون حصة قطر تمرير الغاز وحصة الإخوان السلطة.

وحصة تركيا ثلث سوريا ناهيك عن العبور إلى كل الوطن العربي بهيمنة الاستعمار العثماني بعد تجديد عربته ب"أوفرقول". وحينها تكون امريكا قد سلمت المنطقة لأدواتها بإدارة العقل الصهيوني مما يسمح لها بخروج نسبي من الوطن العربي نحو الصين.

وربما لم يتذكر الكثير من الناس أن قطر دائما وابداً ضد القومية العربية باعتبارها كلها على بعضها مجرد المكتب السياسي للإخوان إلى جانب القواعد الأمريكية.

ولذا لا يتذكر كثيرون أن قطر أثناء الصراع العراقي الإيراني وحصار العراق أبقت على علاقة بالعراق، وأثناء المماحكة مؤخرا مع السعودية والإمارات حافظت إيران على علاقة مع قطر، وأن قطر هي التي طلبت من سوريا 2008 تمرير غازها إلى أوروبا بهدف إحراق روسيا وفك تحالف سوريا مع إيران، ولأن سوريا رفضت احتلت قطر دور سلطة رام الله في الجامعة العربية لاغتصاب مقعد سوريا ولم تتوقف قطر بعد ولن تتوقف.

فهل كل هذا حجم ومهارة حاكم قطر أو الدور المناط به من سيده؟ وفي الأعوام الثلاث الأخيرة تُمسك السعودية بلجام لبنان وتقوض النظام بالتدريج وتجهز توابعها لحرب تطيح بالبلد، حرب مالية وحرب مسلحة في لحظة قد لا تتأخر كثيراً. لذا نرى في لبنان "ثوارا" بأجرة المياومة ، وكل الشغل ضد النظام وضد محور المقاومة منه أو فيه.

وحيث ينبري "الثوار" بين فينة وأخرى إلى الشوارع او يوجهون وجههم إلى القصر والضاحية، يصرون على عدم رؤية قلاع اللصوص الذين نهبوا البلد ولم يستثمروا فيه كما يفعل الفساد "الحميد" بل وقبضوا من أعداء المة النفطيين لقاء دورهم وهربوا الأموال إلى الخارج. مع فارق الشرف بين كميونة باريس وبين كميونة الأنجزة في لبنان أن اهم اسباب فشل كوميونة باريس أنها لم تقتحم البنك المركزي في باريس، أما ثوار الأنجزة، فلن يقتحموا المصارف بل يتمولوا منها بأمر امريكا.

والطريف أن أحد منظري هذه الثورة وجه الأنظار إلى المطالبة بالذهب اللبناني من امريكا وأمريكا قالت لألمانيا غرق الذهب في موجة امطار!!!! يعني "أكله الذئب". بينما مال الشعب اللبناني في بطون زعماء الطوائف وهم في بيروت وصيدا وطرابلس الاستشراق الإرهابي: هنا مربط الفرس، لا توجد سياسة وطنية حقيقية لأي نظام عربي، وإن وُجد فاستهدافه مؤكداً، وهذا ما حصل ضد العراق وليبيا واليوم سوريا واليمن.

إن ما يجري في الوطن العربي مع بدء الربيع/الخريف العربي على الأقل هو تطبيق استراتيجية جديدة هي طبعة من الاستشراق جوهرها الإرهاب حيث التخطيط والتدريب والتثقيف هو من المركز الإمبريالي والأدوات إرهابية محلية. لذا هو استشراق وبالإرهاب استشراق عبر الإرهاب هذه المرة.

ولا يمكن فهم التقلبات والمحاور والتكتلات السياسية :

• لأنظمة الحكم التابعة

• ولأنظمة وقوى الدين السياسي

• والطابور السادس الثقافي دون وضعها على مشرحة الاسشتراق الإرهابي هذه والذي دور الكيان الصهيوني فيه هو دور من يجلس على ماكينة "الكاشير" يقبض ولا يبذل بعدُ اي كبير جهد.

ولكن، تبقى اسئلة وأكثرها إلحاحاً، هل خنق لبنان مقصود به فقط اقتلاع المقاومة أم هو ايضا الإصرار على تدمير سوريا وتعويض الهزائم في اليمن؟ بل هي متواشجة. المهم، فإن من يصر على المواجهة والتصدي أن يلتقط ويحلل ويتابع الاستشراق الإرهابي، وإلا يكن بلا بوصلة. وللتوضيح: هل يمكن لذي عقل أن يُخدع بتصريحات حكام قطر مثلا" الأسد انتهت مدته" بأنها من لدُنهم! أو عدوان قطر والإمارات ضد ليبيا وإقامة الإمارات قواعد في سقطره، واحتلال جزء من اليمن، أن يضع هذه القُزيمات في مستوى دول "إمبريالية ولها سياسة جيوبوليتيك" كالمألوف؟ الوطن العربي اليوم في تضاد محورين: محور المقاومة اعتماداً على الطبقات الشعبية بشرط استعادتها لحرب الشعب ومحور الثورة المضادة الاستشراق عبر الإرهاب وليس أمامنا سوى أن ننتضر.

المصدر: وكالة سبوتنك + اضاءات