كتب الكاتب نائل نعمان: التغيير المناخي حقيقة ام مؤامرة؟.
أخبار وتقارير
كتب الكاتب نائل نعمان: التغيير المناخي حقيقة ام مؤامرة؟.
نائل نعمان
15 آذار 2021 , 07:26 ص
كتب الكاتب نائل نعمان: التغيير المناخي حقيقة ام مؤامرة؟. قضية التغيير المناخي ربما تكون من أعقد القضايا الدولية رغم أنها مادة علمية بحتة ولكن الكثير من الدول تدخلت ومنها الولايات المتحدة في السنوات

كتب الكاتب نائل نعمان: التغيير المناخي حقيقة ام مؤامرة؟.

قضية التغيير المناخي ربما تكون من أعقد القضايا الدولية رغم أنها مادة علمية بحتة ولكن الكثير من الدول تدخلت ومنها الولايات المتحدة في السنوات الاربع الماضية لتقول تارة أنها مجرد خرافة وليس لها أدلة ثابتة على أرض الواقع وتارة أن المسألة طبيعية وليس للانسان يد فيها فلا بد من عدم التدخل في هذا الامر، لذاألتبس الموضوع على الكثيرين خاصة عندما يخلط الكاتب ما بين الاحتباس الحراري والتغيير المناخي والاحترار العالمي، لذا سأحاول في هذا المقال تبسيط الامر من جانب علمي بحت بعيدا عن الاجندات السياسية ليتعرف المواطن على حقيقة التغيير المناخي ام هو مجرد خرافة ؟ وهل للانسان دخل فيه؟

 

تعريف التغيير المناخي حسب موقع ناسا هو " التغيير على المدى الطويل لنماذج الطقس كمقدار الحرارة والامطار والرياح لاقليم جغرافي ما وبالتالي للعالم أجمع" فمنذ أن بدأ العلماء الاهتمام بحالات الطقس وهم يطورون أجهزةالقياس لتثبيت النموذج المناخي لكل جغرافيا في العالم ثم بدأوا بتفسير بعض الظواهر علما ان دراسة الطقس هي الحالة اليومية للجو في اليوم او الموسم بينما المناخ تتم فيه دراسة عقود وقرون من الزمن من التغييرات الكبيرة في الطقس.

 

تبين للعلماء في دراسة المناخ ان السنوات ال20 الاخيرة كانت درجات الحرارة في تصاعد غير طبيعي وكان عام 2016 هو الاكثر حرارة في التاريخ يليه عام 2020 ثم عام 2019 وتمت مقارنة القراءات بين العديد من الدول والمؤسسات للتثبت من الارقام وقد تم التثبت فعلا كما هو موضح في الصورة فاللون البرتقالي 2016والاسود 2020

 

 

 

 

 

 

 

المحيطات أيضا ارتفع منسوبها نتيجة الحرارة فالماء يكبر حجمة مع الحرارة وهذه البياني من ناسا يوضح ذلك

التغييرات المناخية لم تتوقف هنا فحسب بل زاد عدد الاعاصير والفيضانات وحدتها كما ازدادت اعداد حرائق الغابات وبدأت مناطق لم ترى الثلوج في تاريخها كولاية تكساس تكتسحها عواصف ثلجية وربما ابرز هذه التغييرات هو تقلص المساحات الجليديه في ال20 سنة الماضيه والتي لها الاثر البلغ في حفظ توازن الطبيعة ورفع منسوب المحيطات

 

 

 

 

 

هذه التغييرات المناخية الحادة في السنوات الاخيرة اما تكون بفعل الطبيعة كما يدعي بعض العلماء واما نتيجة الاثر الانساني البالغ في تدمير التوازن الطبيعي على الارض كما يدعي البعض الاخر من العلماء؟

 

ما قد يعتقده الكثيرين ان النشاط الشمسي ربما كان السبب الطبيعي الاكبر بالاحترار العالمي ولكن القياسات الدولية تظهر ان النشاط الشمسي قد تضاءل منذ عام 1980 كما هو موضح في الصورة فاللون الاصفر يظهر النشاط الشمسي بانخفاض بينما الحرارة باللون الاحمر في تصاعد

 

هذه القياسات تنفي الاثر الشمسي كان نتيجة تغيير مدار الارض او محورها او الانفجارات الشمسية، هذا يتركنا امام السبب الذي يركز كل علماء عليه وهو زيادة نسبة ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

 

منذ عام 1953 بدأ العلماء بقياس تزايد نسبة ثاني اكسيد الكربون CO2 في مختبرات هاواي وأظهرت القياسات ان الزيادة السنويه منذ ذلك التاريخ بمقدار 2 جزء بالمليون والان اصبح مقدار CO2   يفوق 420 جزء بالمليون وهي قراءة تاريخيه لان العلماء يعلمون مقدار CO2 ل 800 الف سنة مضت من خلال تحليل اسطوانات الجليد التي تحفر بالقطبين الشمالي والجنوبي وقد تبين خلال كل ذلك التاريخ لم يتجاوز مقداره ال 280 جزء بالمليون طوال تاريخ الكرة الارضية كما موضح في الصورة ناهيك ان ما هو موجود الان هو النظير الكربوني 12 الذي يطلقه احتراق الوقود الاحفوري

 

أهمية غاز ثاني اكسيد الكربون في هذا البحث انه من الغازات الدفيئة التي تمنع زيادتها الطاقة الشمسية من مغادرة الغلاف الجوي حابسة الحراره داخل غلاف الارض لذا جاءت تسميته بالاحتباس الحراري .هذه الزيادة في الحرارة مكنت الجو من الاحتفاظ بكميات أكبر من بخار الماء وهو ايضا من المؤثرات الكبيرة لزيادة الاحتباس الحراري وكذلك غاز الأوزون وغاز أكسيد النيتروس.

 

يتبين من كل ما سبق أثر الانسان السلبي على التغيير المناخي بسبب احراق الوقود الاحفوري وتكمن مشكلتنا في الكويت ان الوقود الاحفوري هو كل ما نملك فكيف سنوفق ما بين هذه وتلك؟؟؟  يجب علينا ان نؤمن ونتقبل من ان العالم يسبر بخطى سريعه في سبيل التخلص من الوقود الاحفوري ما بين 2030 و 2050 وان استثمارات الصين ،اوروبا وامريكا بلغت ترليونات في الطاقة البديلة على مدى ال6 سنوات الماضية وحسب تقرير الأمم المتحده لبرنامج البيئة فقد بلغت الاستثمارات الدولية 282 مليار دولار في عام 2019 فقط وهو رقم اكبر من الاستثمارات النفطية والغازيه والنووية مجتمعه،  فعلينا ان نبدأ بالصناعات التي تعتمد على مشتقات النفط وان نبحث عن تنويع الدخل لا لزيادة دخل الدولة فحسب وانما من أجل استمرار عجلة الاقتصاد في حال فرضت الدول الصناعية قيودا على استعمال النفط كمصدر للطاقة، وفي رأيي ان الخليج ككل ان لم يأخذ هذا الموضوع بجدية فسنجد أنفسنا في موقع لا نحسد عليه خلال 10 الى 20 سنة.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري