كتب الصديق "ابو رضا"’ عاطف زيد الكيلاني, مقالاً يعكس المزاج العام الذي يمر به نتيجة لفقده الأحبة بسبب هذه الجائحة التي سببها الفيروس اللعين والذي ستكشف الأيام من صنعه وكيف تم نشره وكم هو عدد ضحاياه من الأبرياء.
من جهتي أدعو الله أن يحفظ الصديق بواسع حفظه وأن يجنبه شر هذا الوباء وشر كل مرض وداء وأقول له , أمد الله في عمرك, لا غير ذلك.
نعم من منا لم يخسر أحبه في هذه الجائحة؟, المهم ان نكون أقوياء لكي نتصدى للفيروسات اللعينة المتمكنة من بلداننا ومجتمعاتنا وأخطرها الفيروس اللعين المسمى اسرائيل وفيروساته المتحورة على شكل نظم وجماعات وأفرادٍ واحزاب.
شاكر زلوم
كتب عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) – الثلاثاء 16/3/2021 م …
حسنا ، لنبدأ من حيث نحن الآن .
سأتكلّم عن نفسي فقط ، عن شعوري، وعمّا أعيشه وألمسه وأحسّ به.
ربما كنت في مرحلة الطفولة أو المراهقة عندما قرأت أو سمعت تعبير ” إن البعض يموت في اليوم ألف مرة ” .
لا أدّعي أني فهمت تلك المقولة أو أني استوعبت معناهاعندما سمعتها للمرة الأولى ، ولكني الآن ( فقط ) فهمتها، بل وفهمتها جيّدا ، وأدركت مدى صدقيّتها ودقّة من قالها للمرة الأولى.
عشنا طويلا، وربما أكثر مما ينبغي، حتى أدركنا عصر هذه الجائحة اللئيمة ، جائحة كورونا، التي حصدت وما زالت تحصد يوميا عشرات آلاف الضحايا، والله وحده يعلم متى وكيف سينتهي هذا الوباء!
العالم كلّه منشغل بالوباء وبالبحث عن أقصر وأنجع أساليب المواجهة للإنتصار عليه، وتخليص البشرية منه ومن جبروته.
علماء الطب والصيدلة ، علماء الكيمياء والفيزياء وعلوم الأدوية، علماء الجينات والهندسة الوراثية، وغيرهم من العلماء في مختلف حقول المعرفة التي لها أدنى صلة بالإكتشاف والتجريب، كل هؤلاء ومن خلفهم حكومات العالم أجمع وجيوش جرّارة من المتابعين والمهتمّين والمرضى، وحتى الأصحاء… كلهم يحاولون الوصول بالبشرية إلى شاطيء الأمان، والخروج من الوباء بأقلّ الخسائر.
كنت وغيري نراقب المشهد من بعيد، فأيدينا لم تكن بالنار، أقصد أننا في البدايات لم نبتلى كما ابتلي غيرنا من الشعوب والأمم.
ولكنني الآن ( واليوم تحديدا ) ، وبعد أن وصلت الأرقام إلى 82 وفاة و9417 إصابة بالفيروس، وبعد يومين من فاجعة وكارثة و ( فضيحة وجريمة ) وفاة 7 مرضى في مستشفى السلط الحكومي بسبب نقص الأوكسجين، اكتشفت إلى أيّ مدى قد أصبحت ( مشروع ميّت بالكورونا ).
هل أقول أننا جميعا ( مشاريع أموات )؟
ها هم يتساقطون الواحد تلو الآخر …
أهل وأقرباء، أصدقاء، معارف، رفاق لي عرفتهم عن قرب، وعملنا سويّا في مجالات مختلفة، منها الإجتماعي والثقافي والسياسي ، فكانوا هم أيضا أهل وأقرباء.
أجد نفسي أموت مع موت كل واحد منهم.
كلّ من يدفن منهم تحت التراب يأخذ معه جزءا من روحي …
تلاشت روحي …
صعب أن يموت المرء ميتات عديدة خلال فترة وجيزة.
المحزن في الأمر أنهم يذهبون دون كلمة وداع …
يذهبون دون تشييع الأهل والأصدقاء والرفاق لهم، وهم يستحقون ما هو أكثر من التشييع.
بل أنه أصبح من المحظور أن تفتح بيوت العزاء لمن يموت بالكورونا…
أصبح الموتى أرقاما فقط …
أمر محزن دون شك …
يبدو أننا جميعا مهددون بالموت بهذا الوباء اللعين.
أنا بالذات ، وتحديدا ، أنتظر دوري …
أخذت جرعتين من اللقاح، وملتزم جدا وإلى أقصى الحدود بارتداء الكمّامة وبالتباعد الإجتماعي، ومع ذلك أشعر بأني سأصاب بالفيروس دون أدنى ريب.
متى؟ … لا أعلم ، ولكني سأصاب حتما.
فإلى أن أفارقكم ، أقول معزّيا نفسي : ” أعظم الله أجرك يا عاطف بوفاتك ” ، لأجيب فورا: ” شكر الله سعيك يا عاطف … وأجرك عند الله عظيم ” .
أنتظر تعازيكم بموت أموته كل يوم ألف مرة.