كتب الأستاذ نائل نعمان\ كاتب عربي من الكويت الشقيق:
غرد أنور قرقاش وزير الخارجية الاماراتي باللغة الإنجليزية قائلا" ان الامارات لن تتدخل في انتخابات إسرائيل الان او أبدا" هذه رسالة واضحة لحكومة الكيان الصهيوني وللرأي العام في فلسطين المحتلة ان لا تستخدموا العلاقات بين الطرفين كأداة انتخابية، والواضح أيضا ان فيها انزعاجا اماراتيا من موقف البيانات الحزبية والصحفية هناك ؟ فما الذي أزعج الاماراتيين؟ ولماذا أجل رئيس حكومة العدو زياراته لابوظبي التي كان قد صرح بها في ديسمبر ويناير وحتى فبراير؟
وكانت صحيفة " ذا تايمز اوف ازرايل" قد نقلت عن القناة 12 ان مكتب رئيس الوزراء قد منع وزير خارجيته جابي أشكنازي من الذهاب الى أبو ظبي لافتتاح سفارة الكيان الصهيوني في يناير الماضي وأضافت أن نتانياهو قد منعه لان أشكنازي من حزب ازرق وأبيض ولا يريد أن يسبقه لزيارة الامارات!!!! ثم تحجج نتنياهو بتأحيل زيارته للامارات بعدة حجج منها الانتخابات التي ستجري في 23 من مارس الجاري وجائحة كورونا والصواريخ اليمنية وأخيرا ان السلطات الأردنية لم تسمح لطائرته بدخول الأجواء الأردنية!!!! فأين الصحيح؟
الصحيح في رأيي هو في سطرين جاءا في نفس الصحيفة في عدد 15 مارس والذي عنوانه منع جابي اشكنازي من زيارة الامارات، جاء في هذين السطرين " ان المصادر ذكرت ان رئيس الوزراء يأمل في لقاء ولي العهد السعودي أو/ ورئيس الوزراء السوداني أثناء وجوده في أبوظبي". هذا السبب قد يكون منطقيا اكثر من الأسباب الأخرى وهو ما قد يبين انزعاج الامارات التي حسب الظاهر كانت تعول على هذه الزيارة وفي نفس الوقت لم تستطع استضافة ولي العهد السعودي او رئيس الوزراء السوداني.
الغريب في تغريدة وزير الخارجية الاماراتي انها تأتي بعد اعلان الامارات الرسمي بضخ 10 مليارات دولار كاستثمار استراتيجي في عدد من قطاعات الكيان الصهيوني !!!! فكيف يستوي هذا الإعلان وتصريح قرقاش بعدم التدخل في الانتخابات؟ الظاهر ان الوزير نسي هذا الامر وكتب بما تجيش نفسه من الانزعاج من عدم الزيارة وقد يكون هذا درسا للاماراتيين ان دهاليز سياسة الكيان معقدة وخبيثة وانهم لا يؤمنون بصديق او حليف وربما كان الاجدر بالاماراتيين التعلم من التاريخ عندما زار نتنياهو الولايات المتحده الحليف الأكبر للكيان ابان عهد باراك أوباما وألقى خطابا في الكونغرس رغم رفض أوباما مقابلته او حتى دعوته.
ويبقى السؤال لماذا الامارات متلهفة لزيارة نتنياهو؟ لايشك احد بالتنافس الاماراتي السعودي لفرض سطوتهما ونفوذهما على المنطقة وأصدق مثال على ذلك هو حرب اليمن وكيف انسحبت الامارات تدريجيا من النزاع لعدم قدرتها على المنافسة وفرض كلمتها ، ثم ان التقارب الكبير ما بين ترمب وكوشنر من جانب وولي العهد السعودي من جانب آخر قد عززنفوذ ,الدور السعودي في المنطقة اكثر، لكن رغم ذلك لم تستسلم الامارات وبادرت للتوقيع على التطبيع بقوة بل وبدأت توقع الاتفاقيات الاقتصادية بحماس وفتحت الرحلات الجوية واستقبلت السواح الصهاينة وأخيرا تم فتح السفاراتين في الامارات والكيان وهي بمثابة الخطوة النهائية في التطبيع الكلي.
الان ومع وجود الديمقراطييين في الحكم في الولايات المتحدة وما صرح به جو بايدن تجاه مقتل الصحفي جمال خاشقجي وموقفه السلبي من ولي العهد السعودي، هذا التصريح رأى فيه الاماراتيون بابا يدعو للتحرك السريع لتثبيت دورهم الرئيسي في المنطقة تجاريا وسياسيا والتقرب من الإدارة الامريكية الجديدة التي قد تنتقي الامارات بدلا من السعودية لتعزز دورها الإقليمي..... ولكن في خضم هذه السرعة في التحرك نسي الاماراتيون ان الكيان الصهيوني يبحث عن نفس الدور القيادي والمؤثر في المنطقة ، ومن هنا ربما بدأ الاماراتيون باستدراك ما يحصل وانهم قد لعبوا بالنار مع عدو أخبث مما توقعوا.
صهيوني يرفع علم الامارات
