كتب حليم خاتون:
التعليقات على ما ورد في كلام السيد يوم جريح المقاومة، كانت كثيرة جداً ومتنوعة جدا، بتنوع التركيبة السياسية في لبنان والتي تتراوح من أقصى اليمين الغبي التابع للإمبريالية، إذا لم يكن عضويا، فعلى الأقل ثقافياً وفكريا... إلى أقصى اليسار الذي يريد حرق المراحل، وحرق الأخضر واليابس، نظرياً على الأقل..
لم تتوقف، لاالشاشات ولا الكتابات، عن التعليق على الكلام... وعلى فصل الكلام...
لعلّ من أكثر التعليقات اللافتة بتفاهتها وغباوتها ما ورد على لسان "فنّانة" من جماعة القومية العربية المودرن، الذين يرفضون قومية عبدالناصر"الخشبية".
تفتّقت عبقرية هؤلاء على رفض الإتجاه شرقاً، لأن الصينيين يقومون باضطهاد المسلمين الإيغور، والروس يضطهدون بدورهم المسلمين الشيشان، من أمثال ما رأيناه في سوريا، ناهيك عن الإيرانيين الذين يكنّون العداء لإخواننا من "عرب!! الخليج".
في لحظة الزَّهايْمِر عابرة، تراود أكثر ما تراود، القوميين العرب الجدد، نسيَت هذه "الفنانة!"، أنَّ أصدقاءنا الأمريكيين، هم من يحتضن الصهاينة الذين يكنّون كل الود للشعب الفلسطيني الكافر، وأنّ بريطانيا العظمى هي من أوجد هذا الكيان في بلد الإسراء والمعراج، وأن فرنسا التي لا تقل عظمة، والتي ترفع عقيرتها ضد المشروع النووي الإيراني، هي من ذبح شعب الجزائر، في حرب استعمارية لا تقل بشاعة عن بنائها لمفاعل ديمونا، كي تقوم إسرائيل باختبار إنتاجه على الكافرين في لبنان والأردن وسوريا ومصروالعراق.
أما أوسلو، فقد بدأ حبها لكفار العرب يظهر، حتى قبل أوسلو الفلسطينية، يوم أهدت الصهاينة، ليس فقط الماء الثقيل لديمونا، بل وأيضا طريقة التصنيع...
أما عبقرية سامي الجميل، فحدِّث ولا حرج...
سامي الجميل خرج باستنتاح فائق الذكاء،
حزب الله يحضِّر لحرب أهلية ضد لبنانيي السفارة الأمريكية أو السعودية.
في المقلب الآخر، خرج علينا بعض "الثوار"، يدافعون عن قطع الطرقات بحجة أن هذا أقل ما يمكن أن تقوم به ثورة، مقارنة بما قامت به ثورات في الشرق والغرب على حدّ سواء...
ومستشهداً بالخيم التي لم تستطع، لسلميتها المبالغ جداً فيها؛ لم تستطع إسقاط حكومة لبنان الأمريكية برئاسةعميل المخابرات المركزية الأمريكية: فؤاد السنيورة.
عندما يكون قطع الطرق يهدف إلى إسقاط نظام فاسد، ويحظى بدعم كل الشعب المعادي لهذا النظام وفساده، لن يقف أي ثوري صادق في وجه هكذا عمل.
لكن عندما يكون هدف قطع الطرق، هو تكريس تقطيع أوصال الوطن، وتكريس حدود وهمية لكانتونات مستقبلية من وحي أفكار وكالة المخابرات المركزية الCIA، يكون قاطعوا الطرق، عملاء يجب اعتقالهم ومحاكمتهم بتهمة الخيانة، بدل احتضانهم من قبل هذا النظام الفاسد نفسه، وسكوت القوى الأمنية الحارسة لهذا النظام عن هذه الأفعال...
"الثوار"، إذا سمح لنا بعض الإخوة بإطلاق هذه التسمية على حراك 17 تشرين، دون "ترْيَأة"؛ "الثوار"، أصناف:
منهم الجائع فعلا، والمثقف فعلا، والذي يعاني من النظام الفاسد فعلا، والذي يريد فعلاً بناء الدولة القوية العادلة....
ومنهم، أمثال صاحب سيارة العشرين ألف دولار الذي تناوله السيد... مع العلم أن الكثيرين من أصحاب سيارات العشرين ألف دولار، يعانون فعلا، والكثيرون منهم باعوا سياراتهم بأقل من نصف، بل وحتى بربع ثمنها الفعلي لتجنّب "العَوَز"...
قريبتي مثلا باعت شقتها التي تساوي أكثر من 150000 دولار، بخمسين ألف دولار كي تعيش وزوجها دون حاجة، ولكي لا يُطرد ابنها من كلية الطب في الجامعة...
أجل يا سيد، هناك "ثوار"، وهناك ثوار...
شيء آخر سيدي، أنت تطلب من رياض سلامة كبح ارتفاع الدولار.
ثقافة حزب الله، هي رمي "الحُجّة"، سواء على رياض سلامة أو على غيره من أهل هذا النظام الفاسد...
لكن، هل سوف يقوم رياض سلامة بأي شيء على الإطلاق وهو أحد ضبّاط الهجوم المالي الأمريكي على لبنان؟..
قد يقول قائل: إنّ رياض سلامة سوف يحاول تخفيف الآثار السلبية على لبنان!!!
حتى الأمريكيون، انتبهوا لهكذا إمكانية، لذلك كان الخبر الذي خرج عند بلومبرغ، بإمكانية عقاب رياض سلامة...
فهِم رياض الرسالة، وهو بالتأكيد سوف يكمل المهمّة الموكلة له بتدمير الِاقتصاد اللبناني...
نحن نلهث خلف صندوق النقد الدولي التابع لأميريكا، الذي إذا خضعنا لشروطه الأمريكية، لن يعطينا أكثر من ملياري دولار سنويا، قرضاً مشروطاً بفوائد وسياسات غير وطنية...
لو كان سلامة يريد فعلاً السيطرة على الدولار، لكان أصدر تعميماً إلى المصارف، تحت التهديد بالعقاب لكي تقوم بتحرير الودائع، بأقساط لا تزيد عن ملياري دولار سنويا، بحيث يحصل كل مودع على 500 دولار شهريا...
ويستعمل لأجل هذا الِاحتياط الإلزامي...
ألم يكن هذا أكثر جدوى من كل الخزعبلات والتفننات التي يقوم بها...