الحيوانات بشكل عام وفى علم النفس تتمتع بذاكرة اللحظه او خيال اللحظه , فهى تعيش حياتها تاكل وتشرب وتتناسل وهذا فعل فطرى , وهى لا تفكر باى شىء, فالتفكير فعل ارادى ( بعض الناس فى هذا تشبه الحيوانات ) , لكنها اى الحيوانات وبشكل مفاجىء عندما تاتيها اللحظه اى ذاكرة اللحظه او خيال اللحظه , تمر عليها احداث حياتها فى لحظه فتراها اما هى تضحك او هى تبكى , يقال بان الانسان فى لحظة الموت تاتيه او هو يمر فى تلك اللحظه اى ذاكرة اللحظه , فيشاهد احدات حياته وكانها شريط سينمائى , والله اعلم .
فى اجهزة الكومبيوتر هناك نوعان من الذاكره , النوع الاول هو الذاكره الدائمه وهو ما يعرف بالهارد ديسك اى القرص الصلب , والنوع الاخر هو الذاكره المؤقته وتتمثل بذاكرة الرام , وذاكرة الرام تحتوى على ذلك الجزء او البرامج الذى يعمل عليها الانسان اثناء استخدامه لجهاز الكومبيوتر , وتختفى تلك الذاكره عند اعلاق الجهاز ,لهذا ترتبط سرعة الجهاز بسعة الرام , فكلما كان الرام اكبر كلما كان الجهاز اسرع , بالطبع هناك عوامل اخرى بالنسبه للسرعه مثل المعالج والنواقل لكنها ليست مجال بحثنا , وما ذكرنا الكومبيوتر الا لغرض تبيان التشابه بين الذاكره البشريه والذاكره الصناعيه .
يبدو ان الفصائل الفلسطينيه , تتمتع بذاكرة اللحظه او لنقل ذاكرة الرام , وان هارد ديسك الفصائل معطل فلا يعمل , والدليل ان خيال هذه الفصائل انتج ما يسمى بميثاق الشرف فى جولات حوار القاهره , وهذا يدل على ان هذه الفصائل لا تتذكر تجربة اكثر من خمسه وعشرون عاما من جولات الحوار والاتفاقات , بل هى لا تتذكر الاسباب الحقيقيه للخلافات فى الساحه الفلسطينيه , فمن يقراء البيانات التى صدرت عن جولات حوار القاهره , لن يجد اى ذكر لتلك الاسباب التى ادت للخلافات فى الساحه الفلسطينيه , فلا ذكر مثلا لاتفاق الذل والعار اوسلو , ولا ذكر للتنسيق الامنى , ولا ذكر لسياسة الهيمنه والتفرد بالقرار ,ولا ذكر للمشروع الوطنى الفلسطينى المتمثل بالميثاق القومى التاسيسى لمنظمة التحرير الفلسطينيه , وعندما تذكرت تلك الفصائل وحدة الارض والشعب اختزلتها بالضفه والقطاع والقدس , فلم يكن هناك اى ذكر او اشاره فى تلك البيانات لاراضى 48 ولاهلنا الصامدين فى تلك الاراضى , كما وخلت من اى ذكر لجماهير شعبنا فى الشتات وحقوقها وفى مقدمتها حق العوده ,, ولهذا تفتق خيال فصائلنا عن ما سمى بميثاق الشرف , فذاكرة اللحظه اختزلت الخلاف بالانتخابات لا اكثر ولا اقل , حتى ان بعض الفصائل التى تبرر مشاركتها بالرغبه بالتغيير نسيت او هى تناست ان خسارة فتح فى عام 2006 لم تؤدى للتغيير , فالانتخابات ليست هى عنوان التغيير ... المهم ميثاق الشرف وبعد الانتخابات ستبقى النتائج ويفقد الشرف .
الشعوب قد تمر ولفتره طويله فى حالة انعدام الذاكره , لكنها وبالتاكيد ستمر ايضا فى مرحلة الذاكره اللحظيه وهى عند الشعوب تشبه حالة الانسان فى لحظة الموت , اى شريط الذاكره بادق التفاصيل , وفى تلك اللحظه ستتذكر الشعوب ادق ادق التفاصيل بل تفاصيل التفاصيل , وعندها يا ساده لا عذر لمن تخاذل