.كتب م. حيان نيوف:
بعد إعادة انتخابه رئيسا لحزب العدالة و التنمية
أردوغان :
إن أنقرة مصممة على زيادة عدد أصدقائها وإنهاء حالات الخصومة في الفترات القادمة بهدف تحويل "منطقتها إلى واحة سلام"، على حد تعبيره ..
على عكس عنجهيته المعهودة وعنترياته الفارغة ، بدا اردوغان اليوم كحمل وديع للمرة الاولى ، وتكلم بلهجة مختلفة عن سابقاتها ..
كل ذلك ياتي في ظل تبدل الظروف الإقليمية التي تميل إلى فض الإشتباك وطرح الحلول على الطاولة ، وهي الساحة التي لطالما استثمر بها اردوغان طوال عشر سنوات وقام بدوره الوظيفي، وانفرد خارج القطيع في كثير من الاحيان ، وكذلك في ظل اشتداد الصراع الدولي بين الغرب والشرق والذي بات يخشاه اردوغان خاصة ان تركيا تحولت إلى أحد أهم مواقع التنافس وربما الصراع بين الأميركي والاوروبي من جهة والروسي ومن خلفه الصيني من جهة أخرى ، ولم يعد بمقدور أردوغان اللعب على الحبال كما سبق ، وبات في وضع لا يحسد عليه في ظلّ إصرار كل طرف على الفوز بتركيا دون الآخر ..
هذا وغيره ترافق مع اهتزاز مالي واقتصادي تركي تسبب بهبوط كبير في العملة الوطنية بات يهدد بعواقب وخيمة ، ومع اهتزاز سياسي في ظل تراجع شعبيته أمام المعارضة التي بدأت بالتنسيق والتحضير لإسقاطه بالإنتخابات القادمة ..
وبلا شك فقد تلقى اردوغان العديد من الإشارات المقلقة ، في ليبيا حيث طلب منه الاميركي المغادرة من دون تباطؤ ، وفي سورية تلقى ضربات روسية سورية موجعة في الشمال حرمته من الإعتماد على النفط السوري المسروق ، وفي المتوسط أغلقت اميركا وإسرائيل الباب في وجهه ..
آخر ماكان يتاجر به اردوغان هو العديد من الرؤوس النووية التي كان يحتفظ بها الناتو في قاعدة انجرليك ، والتي قام بنقلها مؤخرا إلى اليونان من بعد سحبه لبطاريات الباتريوت منذ عامين ..
كان واضحا في كلام اردوغان شبه استجداء للمتخاصمين ، عندما طرح معادلة "تركيا الصديقة لروسيا والولايات المتحدة"، فبأيّ كتاب بالسياسة يقرأ ؟! وهو الذي لطالما تحدى في خطاباته الروس والاميركيين !!!