مهزلة القِمم أن يكون بطل السلام هو الخصم الحقيقي لغزة ،وهو شريك في دمائها ،وهو الذي كان يحقن الكيان الغاصب بالأوكسجين كي يبقى صامداً ، ويزوِّده بأحدث الأسلحة المتطورة ،ليمعن في الذبح وارتكاب المجازر.. !!
وهو يتباهى بدعم الصهاينة دون خجل ،أمام كل هذه الأصنام الخشبية الذين جمعهم ليرعبهم ويهددهم بالسلام القادم كالطاعون الى المنطقة .. ويفتخر أمامهم بدعمه لنتنياهو السفاح ..!!
ومَن هو الوسيط؟؟ الدول العربية التي تآمرت علينا كلنا من لبنان الى اليمن وأسقطت سورية وقسّمتها .. وأردوغان الماكر ..وكل من حمل خنجره وطعن غزّة في قلبها ..
قمة الخيبات والذل العربي الذي تكرّس اليوم كعنوان للعرب ..
(ومصر التي في خاطري وفي فمي )..لصاحبها السيسي الذي لا يعلم ما ينتظره ..!!
فكل الجيوش العربية التي تهدِّد أمن الكيان انتهت ولم يبقَ سوى جيشه المصري ،ولن يتركوه متماسكاً..سيشتتون شمله كما فعلوا مع أخوته من الجيوش العربية ..فرغم معاهدة كامب ديفيد إلا أن ناتنياهو لا يرتاح نفسيا لوجود جيش في دولة عربية مجاورة لإسرائيل ..!!
ومهما قدّم من تنازلات ، وحتى لو تنازل عن أبو الهول (بجلالة قدره ) ..لن يتركوه بسلام ..!!
قمّة بائسة تؤكِّد تبعية واستلاب العربان وانعدام الكرامة لديهم .. وتُظهر الإنحطاط الأخلاقي في خطاب ترامب .. ووقاحة سلوكه السوقي الرخيص .. وبشاعة السلام الذي يعد به ..وهو الكاذب ..المنافق ..
والمخادع..
قمة سوريالية بإمتياز ، لم يتطرق فيها جماعة القِمّة الى حق الشعب الفلسطيني بدولة، ولا حقّهم بفلسطين ..ولم يدينوا جريمة الإبادة الوحشية التي لم يشهدها تاريخ الأمم ، ولم يذكروا حتى الكم الهائل من الضحايا ، شهداء القتل اليومي ، ألاف وألاف الشهداء .. والمآسي التي حصلت تحت سماء غزة والمجازر المتواصلة لعامين ..!!
إنها قمة كبقية قممهم، تخذل الحق وتنصر الباطل ..!! قمّة بلا ضمانات ،فكل من حضرها غير مؤتمن..ولا شيء يدعو للطمأنينة.. ومن يضمن عدم إنقلاب الصهاينة على الإتفاقية بعد أخذ أسراهم ..أو أن يكون وقف اطلاق النار كإتفاقية لبنان الغامضة ..!!لا شيء أكيد مع هذا الأمريكي القبيح ،
هو يسوّق لشرق أوسط تلمودي بكل وقاحة، والعُرب يهتزون طرباً مع كل إهانة يوجهها لهم ..ويعلنون دخولهم في بيت الطاعة الأمريكي ..
فأي سلام هذا الذي يعد به ترامب ..؟؟
هو السلام المغمس بالذل وتسيٌد الصهيوني في الشرق الأوسط ..
وترامب لا يخفي صهيونيته (ولا يخاف في يهوه لومة لائم)..وهو يتنكّر بثوب حمامة السلام .. وبأنيابه الأمريكية المفترسة ،يريد فرض التطبيع على كل المنطقة بعد أن يقضي على كل حركات المقاومة ..وبعدها يعلن دخول الكوكب في عصر
ترامب الملقّب ( حمامة السلام )
ألا لعنة الله على العصر الأمريكي المتصهين .. وعلى سلام يأتي من يديه الداميتين..!!
وصدق الأبنودي بقوله:
" يلعن أبوها الحمامة أم
غصن زَتُون……"
هيام وهبي