نظراً للظروف التي يمرّ بها لبنان اليوم، ارتأينا في موقع إضاءت الإخباري نشر وثيقةٍ فرنسيّةٍ، حول هذا البلد الذي عانى من الغرب، ولا يزال يعاني بتعاون بعض أبنائه، الذين ارتضوا أن يكونوا أدواتٍ، بها يتدخّل الغرب في شؤون هذا البلد العزيز.
موقع إضاءات الإخباري
أهكذا يكون رجل الاستقلال؟
قيل:"يا ما في الزوايا خبايا".
وهذه الخبايا بات من الضرويّ جداً كشفها، لتكون عبرةً لمن يعتبر، وتنبيهاً، لمن ينفعه التنبيه والتحذير.
هذه ترجمة قانونية لوثيقة محفوظة في وثائق الخارجية الفرنسية، وهي رسالة بعثها الجنرال كاترو الى وزير الشؤون الخارجية الفرنسية، تظهر مدى سفالة "رجل الاستقلال بشارة الخوري"، هذا الذي وقّع قرار إعدام انطون سعادة.
رقم الوثيقة : 4612 بيروت، 12 أبريل/ نيسان 1943.
نص الوثيقة:
معالي الوزير،
لقد تسنى لي شرف إعلامكم مسبقا، بأنّ السيد بشارة الخوري قام بزيارتي، وكيف أنّه تضرع إلَيَّ مستعطفاً أن أدعم ترشُّحَهُ لرئاسة الجمهورية اللبنانية.
وأريد أن أُضيف: إنّه انحنى لتقبيل يدي وكاد أنْ يرتميَ على قدَمَيّْ؛ بالطبع ردعته عن القيام بذلك، ولكنّ تصرفه هذا عكس لي سفالة عقليته البائسة؛خاصة حين أكّد لي: أنه سوف يكون الخادم المخلص لمصالح الدولة الفرنسية، وأنّه سوف ينفِّذ حرفياً، دون أيِّ جدال،كافة التعليمات التي نُمليها عليه.
بطبيعة الحال رفضت عرضه الذليل، ولم أتمكن من عدم إظهار امتعاضي واشمئزازي حيال هذا السلوك الشديد الذل والخنوع.
هذا الرجل، هو حتماً ليس من طينة الرجال التي تدرك معنى الرفعة والشرف.
معالي الوزير،إذ أسمح لنفسي بالعودة إلى طرح هذه المسألة مجدداً، فبسبب معلومةٍ وصلتني مؤخراً، ومُفادُها أنّ السيد بشارة الخوري ينوي الكتابة إلى الجنرال شارل ديغول، معززاً له وفاءه وإخلاصه، وليعلن له:أنه على أتمِّ الجهوزية لِاتِّباع كافة التعليمات التي تُمليها عليه الحكومة الفرنسية.
هكذا رجل، معدوم الشرف ومجرد حتى من العزة واحترام الذات، لا يسعه تَوَلِّي هذا المنصب الرفيع، حتى ولو أعلن عن استعداده للخضوع، ولتنفيذ كافة أوامرنا. علاوة على ذلك: من يضمن لنا، بأن السيد بشارة الخوري هو نفسه، الذي يتمتع بمثل هذه العقلية والسلوك المقزز، لن يتوانى عن خيانة مصالح فرنسا العامة، من اجل مصالحه ومآربه الشخصية.
التوقيع: كاترو



