عندما اعلنا رفضنا لمهزلة الانتخابات هذه , لم ننطلق من عبث وانما لقناعه راسخه ومبنيه على معطيات الواقع السياسى الفلسطينى , فنحن اولا نريد اسقاط نهج التسويه والتفريط فى الساحه الفلسطينيه.ونعرف تماما ان الطريق لتحقيق ذلك لا تمر عبر بوابة انتخابات سقفها اوسلو والتنسيق الامنى.
ونعرف في ذات الوقت ان لا اهميه سياسيه او تمثيليه لسلطة اوسلو خارج اطار ازدواجية القياده (رئيس المنظمه هو نفسه رئيس السلطه) التى ابتدعها الراحل عرفات لتكريس هيمنته على القرار الفلسطينى ,, وبناء على ذلك فاننا نعرف ونعلم علم اليقين ان العنوان الوحيد للتغيير هو منظمة التحرير الفلسطينيه وعناوين هذا التغير هي:
اولا: الغاء اتفاق الذل والعار اوسلو ووقف التنسيق الامنى وسحب الاعتراف بالكيان .
ثانيا: اعادة الاعتبار للميثاق القومي التاسيسى لمنظمة التحرير الفلسطينيه.
ثالثا: اعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينيه بجميع مؤسساتها على اسس جبهاويه تحقق الشراكه فى القرار عبر القياده الجماعيه , اى انهاء حقبة الهيمنه والتفرد فى الساحه الفلسطينيه , وتجربه اكثر من 25 عاما من الحوارات والاتفاقات التى لم تنفذ ثؤكد لنا بانها السبيل الوحيد لتحقيق العناوين التى ذكرناها , واعيد واحدد بان السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الجبهه الوطنيه العريضه كاطار قيادى مؤقت للشعب الفلسطينى , فالقياده الحاليه والغير شرعيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه ليست فى وارد التخلي عن هيمنتها وتفردها , وان لا شىء قد يدفعها الى ذلك الا اذا شعرت بان شرعيتها قد اصبحت مهدده , فى تلك الحاله ومع تشكل ظاهرة تعدد الشرعيات , يصبح الحديث عن توحد هذه الشرعيات فى شرعيه واحده ممكن وقابل للتحقيق .
فى معمعة الانتخابات هذه , برز الترشح وتشكيل الكتل والقوائم , والمثير للعجب هنا ان بعض الشخصيات المستقله من من كانوا يعلنون ليلا ونهارا انهم ضد هذه الانتخابات واخدوا يهاجمون بعض الفصائل لموافقتها على المشاركه فى مهزلة الانتخابات هذه , المثير للعجب ان هذه الشخصيات سارعت لتشكبل قوائم وكتل للمشاركه فى هذه الانتخابات مبررين مشاركتهم هذه بنفس المبررات والاعذار التى اتخدتها الفصائل كغطاء لمشاركتها فى هذه الانتخابات مثل محاربة الفساد والوقوف فى وجه نهج التنازل والتفريط وتعرية هذا النهج , ومع معرفتنا بهزالة هذه المبررات والاعذار , الا اننا نتسال كيف لهذه الشخصيات ان تقبل لنفسها ما ترفضه من الاخرين . الا يدفعنا ذلك للتساؤل عن حقيقة مواقف هذه الشخصيات , وهل ان معارضتها لاوسلو ونهج اوسلو هى معارضه من حيث المبدأ ام هى معارضه من اجل الظهور , نعيد ونقول بان هذه الانتخابات لن تقود للتغيير , بل هى ترسيخ لنهج التسويه والتنازل والتفريط عبر غطاء الشرعيه , ولو افترضنا جدلا بان هذا النهج اى نهج التنازل والتفريط قد خسر هذه الانتخابات , فسيبقى ممسكا بالورقه الفلسطينيه عبر موقعه القيادى فى منظمة التحرير الفلسطينيه , قلنا السلطه اى سلطة اوسلو لا تحمل اى صفه تمثيليه وان الصفه التمثيليه هى للمنظمه , وان عنوان التغير هو منظمة التحرير , واى حديث اخر ما هو الا هرطقه سياسيه