كتب الأستاذ حليم خاتون: أطلب العلم ولو في الصين..
أخبار وتقارير
كتب الأستاذ حليم خاتون: أطلب العلم ولو في الصين..
حليم خاتون
31 آذار 2021 , 20:25 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:  استطاعت أمريكا ببراغماتيةٍ على نسق شعرة معاوية؛ استطاعت السيطرة على العالم في المئة عام الأخيرة.. حتى الِاتّحاد السوفياتي، والحلفاء الأوروبيون والعبيد من العرب والعالم ا

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

استطاعت أمريكا ببراغماتيةٍ على نسق شعرة معاوية؛ استطاعت السيطرة على العالم في المئة عام الأخيرة..

حتى الِاتّحاد السوفياتي، والحلفاء الأوروبيون والعبيد من العرب والعالم الثالث... الكل كان يرقص على النغم الأمريكي، كلٌّ حسب درجة خنوعه وخضوعه للسيد الأمريكي الأبيض...

بدأ عصر الِانحطاط السوفياتي والسقوط في فخ الدولار، يوم خضع السوفيات لاقتصاد السوق العالمي..  حتى انتهوا إلى الِاستسلام الكامل مع ميخائيل غورباتشوف، الذي لم يضع، ولو حتى، شرط فرض النظام  الحيادي على كل دول منظومة حلف وارسو..

حتى الأمريكيون لم يصدِّقوا أعينهم عندما وافق غورباتشوف هذا على إعادة توحيد ألمانيا دون فرض شرط الحياد على هذه الدولة وخروجها من كل الأحلاف.

وكما استغل الأمريكيون ضعف شخصية غورباتشوف ليضعوا حداً لدولةٍ يبلغ الفارق في التوقيت من أقصاها إلى أدناها حوالي إحدى عشرة ساعة... وقاموا بتفتيتها...
كذلك فعلوا مع السكِّير بوريس يلتسين الذي لم يكن يزيد ثمن تنازلاته عن عدة ملايين من الدولارات وكمية كافية من الفودكا، لجعله يرقص على نغم تحويل إمبراطورية بطرس الأكبر والإمبراطورة كاترين، إلى دولة من مستوى دول الشحادة في العالم الثالث..

حتى فيتنام "هوشي منه"
والكفاح المسلح، لم تصمد أمام إغراءات الدولار الوهمي الذي لايحمل أي قيمة فعلية باستثناء الجيوش والأساطيل الأميريكية.

أمّا الحلفاء، فحدِّث بلا حرج عن خوفهم وارتعادهم، أمام رأس العصابة القابع في البيت الأبيض...

دولتان ربما، تُشكلان استثناءً على هذا الكوكب: إسرائيل  والصين..

إسرائيل، لها وضعها الخاص، لسببين رئيسيين:
أولاً، إنها كلب الحراسة الأرخص ثمناً، للذود عن مصالح السيد الأمريكي، ومنع أي حركة تحرر في هذا الشرق من مجرد التفكير بالخروج من حالة العبودية...

ثانياً، أن هذا الكيان يستند إلى إمبراطورية مالية هي التي تتحكم بأمريكا والعالم إلى حين، بما في ذلك أكياس المال في الخليج...

أمّا الصين...
فهذه قصة أخرى..

يقول المثل الشعبي الصيني؛ إنّه إذا تقاتل نمران، فالذي سيفوز حتماً هو "السعدان"...

لذلك نأت الصين بنفسها بعد مرحلة الثورة الماوية، وتركت أمريكا والسوفيات يتذابحان...

لم تتأخر الصين، حتى عن التخلّي عن مبادئ الثورة الصينية الكبرى، وعن الثوار والبلدان الصغيرة، في سبيل عدم استفزاز الأمريكيين...

درست الصين البراغماتية الأميريكية وتعاملت معها على أساس نفس شعرة معاوية...

كلما كانت أمريك اتشدّ، كانت الصين ترخي، طالما لا يتعلق الأمر بمصالحها الاستراتيجية والقومية...

الخط الأحمر عند الصينيين، كان دائماً وأبدا، المصلحة القومية الصينية العليا...

تخلّت الصين عن الشعب الفلسطيني في انتهازية غير مسبوقة في التاريخ..

ساندت كل العقوبات ضد إيران وكوبا ونيكاراغوا وغيرها، ولم تتأخر في فرض العقوبات الأممية،عبر الأمم المتحدة ضد طهران، وحتى ضد حليفها الأقرب في بيونغ يانغ...

في حرب 2006، كما في الحرب على اليمن، وصل الموقف الصيني حد الِانتهازية والذوبان داخل الفقاعة الأمريكية...

عند الصينيين معيار واحد:
طالما أنّ تقدّم الأميركيين لا يطال المصالح القومية الصينية، تغمض الصين عينيها...

لكن، وفي الوقت المناسب تثور الصين وتغضب،  فيتراجع الأمريكي....

كلما غضبت الصين، تراجعت أمريكا...

إذاً، استراتيجية الصين في المواجهة تقوم على فهمها، بأن أمريكا أيضا تخاف ممن يزأر في وجهها...

ينقسم العرب إلى قسمين:
قسمِ العبيد التابع لأمريكا الى حدِّ افتداء السيد الأمريكي بكل شيء...

وقسمٍ لا يزال يرفض الخنوع، وأغلب هذا القسم  موجود داخل محور المقاومة..

محور المقاومة هذا يمتلك قوة، هو نفسه لا يعرف مداها...

بدل أن يُري الأمريكيين العين الحمراء، نراه في أحيان كثيرة، إن لم يكن مرتدعاً هو نفسه، فعلى الأقل، هو غير جديّ في التصميم على المواجهة حتى الأخير...

لهذا نرى الأمريكي في أحيان كثيرة، ورغم براغماتيته، لا يعطينا وزنا.

صحيح أن الإيرانيين تعلموا هذا الدرس، وهم الآن يمشون بتصميم أكبر، في طريق دحر الهيمنة الأمريكية.... إلا أن الصحيح أيضا، أن المحور في لبنان، رغم امتلاكه كل مقومات النصر، لا زال يرقص على الأنغام الأمريكية.

في لبنان، الدولة العميقة تابعة مئة في المئة للأمريكيين.

في لبنان، 14 آذار، والوسطيون وقسم كبير من 8 آذار، تابع للأميركيين.

في لبنان، القضاء والأمن، وجهاز الدولة الإداري، تابعة للأميركيين.

في لبنان، معظم حلفاء المقاومة، تابعون للأمريكيين.

في لبنان، طرف واحد لم يتملكه الأمريكيون:

إنهم أحرار لبنان من المقاومة التي هزمت الأمريكيين، في كل المعارك التي خاضتها ضدهم، في لبنان، وخارج لبنان...

الأمريكيون خائفون، ومن المفروض أن يتراجعوا؛ مع ذلك، هم يتقدمون ...

إذاً ما الأمر؟

بكل بساطة، لأنهم يرون ويشعرون بتردد المقاومة. لذلك، هم يتقدمون...

لو جعلناهم يشعرون بأن ما حدث لهم، ولغيرهم في سوريا، سوف يتكرر هنا في لبنان، لرفعواالعشرة..

تعلموا الحزم من الصين...وسوف تجدون أمريكا ترتعد خوفاً وتتراجع...

تذكروا المارينز سنة 1983.
هذه هي الرسالة التي يجب إرسالها إلى عدو الله وعدو الأمة، وليس التنمير عليه بأن شِيا كانت تحت حماية المقاومة في الضاحية... يوما...

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري