أدب
( رسالة مني من سوريا للأسير المحرر الفلسطيني منصور الشحاتيت )
كيفَ حالُكَ يا منصورُ؟!
وكيف حالُ الرّجال ؛
في جنازيرِ القيودْ
وكيف حال ُ الجباهِ النّاعساتِ
التي بعدُ لم تُبصرِ النور ؟!
سبعةَ عشر عاماً
مذ كنتَ...
ابن السبعة عشر ربيعاً
تحت سياطِ الجلاّدينَ
وأنت يا منصورُ....
تثورُ
لم تعرفْ ابداً خوفا
لم تسقطْ أبداً تعِبا
لم يلووا ساعدَك الايسرْ
أ يا منصورُ...
أتذكرُنا..
أمكَ
اخوتكَ
رفاقَ الحيّ
أصواتُ السّنونواتِ
بياراتُ الليمونِ
هنا كرومُ العنبِ والزيتونِ
أتذكرَها؟!...
أتذكرنا؟!
يوماً على الرّصيف ِ ركضنا
حملنا أحجاراً وخبزا
غيّبوا ذاكرتك عنّا...
حاولوا محوَ ذكرياتك الحلوة
وزرعوا مكانها
صدى صرخاتٍ
من خلف الزّنزانات الخرساءَ
من قعرِ غرفٍ لم تر َ
الاّ الدّماء
منصورُ يا منصورُ يا منصورُ
اِعذرنا لقلّة حيلتِنا
واِعذرنا
لضَعفِنا لكذِبِنا...
اِعذرنا
على الّتمثيل ِبمفاخرِ الرّجولة
والوطنيةِ المعدومةِ فينا
والإنسانيّة المتبرّأة ِمنّا
أ يا منصورُ
لو تُعطي لكلّ واحدٍ فينا
عِزّة َ نفْسٍ من نفِسك
وعلِّم على الجلا ّدين من سَخطكْ
وردِّدْ ما كنتَ تردّد ُهٌ
"لقد هَدموا ذاكرتي
لكنّني هاقد خرجتْ عزيزَ النّفس ِ
في دنيايَ
يا فلسطين
فانفُضي غبارَ التعبِ عنّي
وانتَفِضي
لألفِ عِزّة ِ نفسٍ في المعتقلاتِ
ألفُ منصورُ