كتب عصام سكيرجي:
ان معظم الحروب التى خاضها الكيان , كانت حروب خارجيه تدور احداثها على ارض الغير, بمعنى ان الجبهه الداخليه للكيان كانت دائما فى مأمن من ويلات ونتائج تلك الحروب, الا ان حرب 2006 كسرت تلك القاعده , فلإول مره منذ نشوء الكيان تدفع جبهته الداخليه جزءا من فاتورة تلك الحرب , ومع تطور القدرات العسكريه لمحور المقاومه , فان الفاتوره العسكريه اصبحت باهظة الثمن بالنسبة لجبهة الكيان الداخليه , وبحكم الطبيعه الديمغرافيه الاستيطانيه لهذا الكيان فان جبهته الداخليه غير قادره وغير قابله لدفع مثل هذا الثمن , وهذا بحد ذاته يعتبر مؤشر من مؤشرات زوال هذا الكيان .
فى الفتره الاخيره انتشرت ظاهرة ما يسمى بحرب اعالى البحار او الضرب تحت الحزام , الحرب التى افتتحها الكيان , وكان الرد الايرانى اسرع من تساؤل البعض الشامت , السؤال البرىء فى ظاهره اين الرد , فى المرة الاولى؟, كان الرد على مبدأ العين بالعين , وفى المرة الثانيه كان الرد على مبدأ العين بالعينين , وحبة مسك زياده.
لا باس بها , فلم يكتفى الايراني بقصف الباخره الصهيونيه , بل الحق ذلك بضرب مقر الموساد فى ما يسمى بكردستان العراق المسيطر عليه من قبل الاكراد الانفصاليين , وهنا يشكل الرد الايرانى وسرعة هذا الرد والجواب على رسالة الكيان , فحرب اعالي البحار لم تكن الا عملية جس نبض ارادها الكيان بهدف معرفة رد الفعل الايرانى والمدى الذى قد يذهب اليه هذا الرد , فكان الجواب الايرانى القائل بان من يريد ان يلعب بالنار فلا بد وأن تحرق اصابعه , ونعتقد بان الرساله قد وصلت لمن يعنيه الامر .
مما تقدم, لا يعنى بان الكيان لن يقدم على ارتكاب الحماقه الاخيره او المسمار الاخير فى نعشه , فقادة الكيان يعلمون علم اليقين ان الوقت لا يلعب فى صالحهم , وان التهديدات المحيقه بهم قد اصبحت تهديدات وجوديه وحقيقيه , وهذا يعنى بان الكيان عاجلا ام اجلا سيقدم على ما نسميه برقصة التانغو الاخيره , اى الحرب الاستباقيه , فى محاوله لاعادة عقارب الساعه الى الوراء , ولكن هيهات فزمن الهزائم قد ولى , وجاء زمن الانتصارات , وبالتاكيد ستكون الحماقة الاخيره لهذا الكيان , الحماقه التى ستكون من نتائجها زوال هذا الكيان من خارطة المنطقه ..زوال الكيان حتميه تاريخيه والمساله مسالة وقت فقط