كتب الأستاذ حليم خاتون:
أقسم إني لست خبير تغذية، ولا اقتصاد ولا سياسة، وليس لي في علم الجينات أكثر من ثقافة عامة...
لكني لاحظت وجه الشبه بين حالة أفريقيا الجنوبية أيام النظام العنصري، وزيمبابوي (روديسيا، سابقا)، وبين فلسطين..
كانت كل بلاد أفريقيا تقريباً تابعة إلى الهيمنة الغربية، كما كل بلاد العرب اليوم صاغرة ساجدة للإلٰه
الأمريكي الصهيوني...
إلا أن الأفارقة لم يقبلوا بأقل من سقوط حكم العنصرية البيضاء، بينما ينتحب الإماراتيون مرارةً على ضحايا الهولوكوست... ويبكي ابن سلمان في غرفته وحيدا، على آلام ضحايا هذه النازية...
الإمارات والسودان والمغرب ومملكة البحرين العظمى، متضايقون جدا من أنين الفلسطينيين.
ما بالهم هؤلاء الفلسطينيون؟
ألا يستطيعون الموت بصمت وهدوء؟
لماذا يريدون إدخال أصوات أنينهم إلى موسيقى الحب الجارف، بين نتنياهو ونتن الأمة العربية؟
ما علينا!
إنها نبتة الحَر الأفريقي...
يقال: إن لهذه النبتة تأثيراً كبيراً على الخمول...
بالأمس، على الإفطار، زدت قليلا من الحرِّ...ولاحظت التأثير الفوري...
كنت استمع الى الِاقتصادي محمد زبيب، ومن بعده إلى مقابلات الناشط السياسي جاد غصن ،مع أكثر من اقتصادي وسياسي... فإذا بنبتة الحرِّ هذه توّلد فيّ شعورَ الغضب والثورة؛ ولولا منع التجول بسبب الكورونا، لكنت خرجت إلى الشارع فوراً متظاهراً ومطالباً بنصب المشانق لكل زعماء لبنان
دون استثناء...
قررت أن أرسل بضعة (مراطبين) من هذا الحَرِّ إلى نواب ووزراء المقاومة ومجموعة من اقتصاديّي ومحلِّلي جمهور هذه المقاومة...فقد تنفع هذه الوصفة.
لا أريد أن أبخس قناة المنار حقّها.
المنار، ومنذ فترة، رفعت "الدوز" قليلا... وإن كان ذلك بشكل غير كافِِ، إلى درجة أن ضيوف الNBN، يبدون أكثر جرأة على النقد هناك، منهم على المنار...
آخر ما علمناه مما حدث وسوف يحدث، أثناء نوم نواطير مصر عن ثعالبها، أنَّ كل ما يدور من حديث عن التحقيق الجنائي، وما سوف يجترحه من معجزات... هو مثل "الضراط على البلاط".
لقد "بكَّلت" الطبقة الحاكمة الِاتفاق مع "ألفاريز..."
سوف تضيع سنة أو اثنتان، قبل أن تبدأ الشركة التدقيق...
وحسب الِاتفاق، لا يحق للحكومة أو أية جهة أخرى، استعمال هذا التحقيق في القضاء، وإذا حصل هذا، يحق للشركة تغيير أقوالها...
كما أنه يحق للشركة رفض المثول أمام أي قضاء ولو حتى بصفة شاهد...
كما أنه لا يحق لأيٍّ كان استعمال اسم الشركة، في حال الِادِّعاء على أيٍّ كان...
والمضحك المبكي، في هذه التراجيديا الكوميدية السوداء، أنه يحق لكل الإدارات عدم فتح كل صفحاتها أمام شركة التحقيق الجنائي تلك...
منذ حوالي السنتين، تأبّط النائب السيد حسن فضل الله ملفاً قال عنه النائب يومها: إنّه سوف يُسقط رؤوساً كبيرة.
تأبّط هذا الملف وذهب إلى"مجلس النواب" (عرين العدالة!)
والى القضاء اللبناني....
مجلس النواب لا زال حتى يومنا هذا، لم يقرر حتى مجرد فتح هذا الملف، ناهيك عن مناقشته...
أما القضاء في لبنان، فكلمة قضاء تأتي من فعل القضاء على الشيء، أي محوه من الوجود...
سنتان مرتا، وملفّ النائب فضل الله في عالم النسيان...
سنين طويلة عمل فريق رئيس فرع المحاسبة في وزارة المال، آلان بيفاني، قبل أن يخرج في مؤتمر صحفي وسط الزغاريد ودقِّ طبول أعراس العدالة والمحاسبة، ليعلن أمورا لو أُعلنت في بلاد الماو ماو، لكانت المقصلة فعلت فعلها...
أما في لبنان... حيث الناس لا تأكل نبتة الحرّ، جرت الأمور كما جرت ثم عُزفت الموسيقى الجنائزية، قبل دفن تحقيق بيفاني الجنائي، في لجان مجلس النوائب....
*أُنطرْ يا كديش، لينبت الحشيش*
تحقيق جنائي أو لا تحقيق جنائي... الأمر سيّان...
نحن من يعمل من أجل قوت يومه، قد لا تنكشف أمامنا الحقائق من فورِه... ليس لدينا الوقت لمتابعة كل الأمور... ومع ذلك، نعرف أكثر مما يعرفه ممثلونا في السلطة...
أما طبقة الحكّام، ومنهم نواب ووزراء محسوبون علينا وعلى مقاومتنا... فهذا عملهم...
ماذا كانوا يفعلون؟
لماذا لم يدبّوا الصوت؟
عذراً يا شعبي... لكن العيب فيك انت قبل الآخرين...
عذرا يا شعبي، في حالتك أنت، نبتة الحرِّ لم تعد للأكل حتى تعطي المفعول اللازم... لهذه النبتة أماكن أخرى حتى "يفنعص هيدا الشعب"...