هنادي الصالح/ رسالة إلى القدس
مقالات
هنادي الصالح/ رسالة إلى القدس
هنادي الصالح
27 نيسان 2021 , 01:45 ص
هنادي الصالح/ رسالة إلى القدس

إضاءات القدس

 

عيناكِ يا قدسُ كرغبةٍ مقدسةْ

لا يطالُها الجياعُ وقليلي الحيلةْ

يا فردوسَ الرّبّ ِ

وخمراً يُعصَر ُ من داليةْ ...

باعوكِ يا قدسُ إخوتُكِ من العربِ

ولليهودِ بالقيدِ يا بتولُ ساقوكِ

وتفرّجوا على وقعِ الطّبول ِ

كيف فضّوا غشاء بكارتكِ

ورقصوا تحت المال والنفطِ

لم يجرُؤا على الثأرِ

لم تُخدشْ رجولتهم

تحت عباءة الترفِ

وكأنّما شرفُ العروبة مباح...

وما صلّت بنادقهم

فيا قدس ُ لا تأسفي

ويحكم يا أمة َ العربِ ....

أعوامٌ من الدّهرِ يا قدسُ

تجرّينَ ذيولَ الذّلٍّ ِ

وتنتفضي

فينفخُ الرّبُ في رحمك

ألفَ رجلٍ

ألفَ طفلٍ

ألفَ صبي

يسندونَ أسوارَك ِ

كي لا تتعبي

ويثورون بالنار

بالحجارة

بالكبريت...

بالصيحاتِ نفديك

يا قدس فلسطينِ

فيثورُ الرصاص من كل بندقية

ويستعدُّ السكين والمدية

فيوقِظ ُالحسين فينا ثاراته

ويمشي بنا عليا

وتكون جفرا

بانتظارنا مع المجاهدينَ..

و ترشّنا رزا وريحانا وميرمية ....

و نضالُ و بشار

ُوجدّهمُ محمد الدرة

ثاروا ليقطفوا النجوم

من على خد المجدلية

صفعوا الطاغوت على وجهه العابس

و انتفضوا لمرّ ٍملؤه غيّا

وأعلنوا أنهم الأعلون

وأنهم لجرحك بلسما مرقيّا ...

برغم البنادقِ برغم القنابلِ. .

.برغم سلاسل الحديدْ ...

برغمِ المصفحات الخائفة

على مفارقِ الطريقْ

ينتفضون من رحمك...

يثأرون لطهرك ...

فيشدّ الله على أيديهم

بحجارةٍ من سجّيل

ولا تسمعين

إلا ّصدى الفرسان والصهيل

ويزرعون من دمهم يا حبيبة

ويسقون التراب

فتزهرين

يا سيدة الحرائرِ

شقائق النعمان

أتسمعين يا قدس ؟...

أتدركين؟

ما معنى أن يخافَ الموت ُ

على أبوب مسجدك

لو تنظرين. ..

يا حبيبة ...

لمن بالعزة منتصرين ...

للذين واجهوا الرصاص

بالصدور والعيون

لو تنظرين

كيف لهم كسر جحافلِ الطاغوت؟!

جرّعوهم من الذّل

ماقد يُميت

هنا على أعتابك

يا قديسة َالرّبّ ِ

من جاؤوا حراسَ شمسٍ...

لعينيك ِ صامدين

ولجبينك الشامخ

قبلتي وانتفاضَتين

المصدر: وكالات+إضاءات