انفراج سياسي-ميداني يلوح بالأفق....الرياض تعبد طريق العودة العربية الى دمشق
أخبار وتقارير
انفراج سياسي-ميداني يلوح بالأفق....الرياض تعبد طريق العودة العربية الى دمشق
7 أيار 2021 , 01:37 ص
  كثيرون راهنوا على مايسمى الربيع العربي في سوريا وعلقوا آمالا كبيرة على سقوط الحكم فيها في أيامه الأولى، ولكن اليوم وبعد مرور عشر سنوات على الحرب الإرهابية التي شنت على هذا البلد توقف الزمن بالكثي

 

كثيرون راهنوا على مايسمى الربيع العربي في سوريا وعلقوا آمالا كبيرة على سقوط الحكم فيها في أيامه الأولى، ولكن اليوم وبعد مرور عشر سنوات على الحرب الإرهابية التي شنت على هذا البلد توقف الزمن بالكثيرين وباتت ساعتهم تنبض على وقع عمليات الجيش العربي السوري، الجيش الذي قاتل واستبسل وحقق انتصارات عظيمة ليس على المرتزقة الذين تم تجنيدهم للقتال في سوريا فقط وانما على دول بعينها دخلت بطريقة أو بأخرى على خط العمليات العسكرية ليثبت للعالم أن الربيع يزهر من دمشق فقط ومخطئ من أسمى ثورة القتل والتدمير والذبح بالربيع فهذه الثورة هي ابعد ماتكون عن تسمية الربيع لان الربيع يزهر جمالا وليس عنفاً.

 

سورية اليوم وبعد كل ما مر بها باتت تشكل نقطة تحول في توازنات الدول كما أعادت رسم خارطة العالم السياسي لأعوام كثيرة قادمة وفي إطار الدور الاستراتيجي للجمهورية العربية السورية جاءت تحالفاتها مع شركاء المقاومة والنصر.

 

الغريب في الموضوع أن البعض لا زال مصرا على 

كذبته يصدقها ويفرض على الأخرين تصديقها، وكما يقال إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم، وهنا نقصد من اسموا أنفسهم معارضة سورية، ممن تبجحوا بحرصهم على وطن قطعته سكاكين دول هم لجؤوا إليها وعلى الرغم من الحقائق الكثيرة التي ظهرت على العلن وباتت معروفة للجميع لا زالوا يحاولون عبثا الحصول على مكاسب بغية حفظ ماء الوجه فقط لأنهم باتوا يعرفون تمام أن سوريا لا ولن تسقط ، وان محاولاتهم باءت بالفشل والخذي وصورتهم هشمتها سياستهم وأفعالهم التي كانت بعيدة كل البعد عن ما ادعوه.

 

6 دول عربية تغازل دمشق وتنادي بعودتها إلى الجامعة العربية

 

المتغيرات السياسية والعسكرية اللافتة التي عصفت بالملف السوري والتي قلّصت من مساحة سيطرة ماتسمى المعارضة السورية في الميدان، دفعت بعض الدول العربية الى تطبيع علاقاتها السياسية مع دمشق، لا سيما تلك التي اتسمت مواقفها بالأقل حدة، وجاءت دعوات البعض لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، كبوابة لتقارب سياسي.

 

وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد وخلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في 9 من آذار، صرّح أن مشوار عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي بدأ، وهو أمر لابد منه، كونه يشكل مصلحة لسوريا وللجامعة العربية أيضًا.

 

واستبقت أبو ظبي دعوتها لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية بخطوتين تمهيديتين، هما إعادة افتتاحها السفارة الإماراتية في دمشق، في 27 من كانون الأول 2018، بعدما أغلقتها عام 2012 مع الدول الخليجية الأخرى.

 

ثم اتجهت الى تقارب أكبر مع دمشق، عبر الخطوة الثانية التي تتجلى باتصال ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بالرئيس السوري، بشار الأسد، في آذار 2020، لبحث تداعيات انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، الأمر الذي اعتبرته الإمارات تضامنًا إنسانيًا في أوقات المحن.

 

اما مصر فقد تحدث وزير خارجيتها سامح شكري، في 26 من كانون الثاني الماضي، عما وصفها بـ”التعقيدات” أمام عودة العلاقات الدبلوماسية المصرية مع سوريا، مبديًا في نفس الوقت تطلّع بلاده إلى “عودة سوريا لمحيطها العربي”.

 

اما سلطنة عمان.. فقد انتقد وزير خارجيتها يوسف بن علوي، في شباط 2019، مواقف بعض الدول العربية التي تعرقل عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

 

تصريحات ابن علوي سبقتها مباحثات أجراها مع نظيره الروسي الذي يدعو منذ سنوات لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إذ دعا لافروف، مطلع شباط 2017، إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا فيها، باعتبار أن إبقاء دمشق خارج الجامعة “لا يساعد” في جهود إحلال السلام.

 

فيما دعا وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، في 14 من شباط 2020، إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.

 

وقال بوقادوم، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الجزائر تدعو إلى “قبول عودة سوريا إلى أحضان جامعة الدول العربية”.

 

وجدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، هذه الدعوات بعد أسبوع فقط من تصريحات بوقادوم، في الفترة التي كانت الجزائر تتحضر فيها لاستضافة أعمال القمة العربية في دورتها العادية في آذار من العام نفسه.

 

وقال تبون، خلال لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم”، إن سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية، لأنها وفية لمبادئها

وسبقت تلك الدعوات كلمة للأمين العام لوزارة الخارجية، رشيد بلادهان، خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب في تشرين الأول 2019، دعا خلالها لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

 

لبنانيا برزت الدعوات اللبنانية المطالبة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية على لسان وزير الخارجية اللبناني السابق، جبران باسيل، الذي دعا إلى ذلك في عدة مناسبات، بالإضافة إلى رفض لبنان قرار تجميد عضوية سوريا.

 

وفي كانون الثاني 2019، دعا باسيل لعودة سوريا إلى “الجامعة” باعتبار أن غيابها يشكل الفجوة الكبرى في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي استضافتها بيروت في ذلك الوقت.

 

بدوره طالب وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، خلال زيارته إلى السعودية، في شباط، بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، مشيرًا خلال لقائه بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، إلى ضرورة هذه العودة لتحقيق مبدأ التكامل في العمل والتنسيق العربي، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية العراقية.

 

وكان وزير الخارجية العراقي السابق، بشار الجعفري، دعا الدول الأعضاء في الجامعة العربية إلى مراجعة قرارها بتعليق عضوية سوريا في الجامعة، وذلك خلال كلمة ألقاها ضمن الجلسة الافتتاحية للدورة العادية النصف السنوية لمجلس وزراء الخارجية العرب.

 

السعودية تعبد طريق العودة العربية الى دمشق

 

التحول اللافت تجاه سوريا كان الموقف السعودي، فبعد كل هذه القطيعة بات واضحا أن تحركا دبلوماسيا سعوديا تجاه دمشق قد بدأ، خطوة جديدة قد تؤثر على مسار العلاقات وتسرّع من حل الملفات العالقة بين البلدين.

 

المصادر الدبلوماسية في دمشق تحدثت عن زيارة وفد سعودي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الفريق خالد الحميدان للعاصمة السورية دمشق الاثنين ، وعن لقاء جمعه بالرئيس السوري بشار الأسد ونائب الرئيس للشؤون الأمنية اللواء علي المملوك، حيث جرى الاتفاق على أن يعود الوفد في زيارة سميّت بـ “المطولة” بعد عيد الفطر المبارك. 

 

وقالت هذه المصادر إنّ هناك اتفاقاً جرى التوصل إليه بإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في المجالات كافّة بين البلدين وهو ما يظهر كتغير في أولويات السوري وعودته لواجهة ملفات المنطقة.

ليبقى السؤال أية تغيرات في الميدان السوري ستحدثها عودة العلاقات السورية السعودية؟ وهل الرياض صادقة فعلا في عودتها؟ وماذا عن لبنان واليمن أية انعكاسات لهذه العودة على ملفات المنطقة؟ .

المصدر: موقع اضاءات الاخباري