هنادي الصالح _
مقالات
هنادي الصالح _ "قيامة فلسطين"
هنادي الصالح
12 أيار 2021 , 18:41 م
إنتصارات المقاومة الفلسطينية في غزة تفرض معادلات ردع جديدة و تجبر الصهاينة على عدم الثقة بدولتهم و حكومتهم على حمايتهم

يبدو أنها قيامة المسيح بيد حسينية لتثأر و تعيد الحق الى أصحابه لكن ليس على أرض كربلاء هذه المرة، بل على أرض فلسطين المقدسة. التاريخ يعيد نفسه.. الأخذ بالأسباب جليا و واضحا لشن حرب مفتوحة من دون توقف. 
الزحف المقدس إلى القدس من كل مضارب فلسطين من اللد من الناصرة من حيفا و عكا الى غزة الشموخ كان كفيلا ليشعل فتيل انتفاضة ثالثة.. 
مشرئبين مندفعين غير آبهين، فكأس الذل و الخنوع قد طفح... .
الحراك الشعبي الفلسطيني كان البداية و تدحرج لإعلان حالة الحرب مع كيان الإجرام الصهيوني و جيشه  و كان ذلك بمثابة وعد قد تم الوفاء به كما صرح قائد أركان المقاومة محمد الضيف.. و بدعم واضح من محور المقاومة بالخبرة و السلاح الذي تم إيصاله إلى قلب غزة المحاصرة و رأى العالم عينة من ذلك حين إنطلق الكورنيت السوري مستهدفا عربات الجيش الاسرائيلي و تدمرها و تقتل من فيها.. .
الكيان يرد بحرب الترويع و قصف الأبراج السكنية،
فترد المقاومة بصواريخ كأنها من سجيل، تنهمر و تدك معاقل الصهاينة دك الابابيل. 
حالة من هواجس الخوف و الرعب في قلوب المدنيين الاسرائيليين الذين نزحوا الى مدن الشمال أو نزلوا الملاجئ معتبرين أن سلطتهم لا تقوى على الدفاع عن نفسها فكيف لها ان تدافع عن مواطنيها.
حالات من التذمر و الغضب عمت شوارع المستوطنات مشيرين فيها الى غباء نتنياهو المتكرر و بالفشل المزري لأجهزته العسكرية والاستخباراتية... إلا أن
نتنياهو رغم تخبطه الداخلي مصرّ على المضي قدما بما اتخذه من دون معرفة بما ستخبئه الحرب المفتوحة الجبهات مع باقي جبهات و أذرع محور المقاومة الذي  شكل معادلة الردع التي ستقصم الكيان من ظهره و تمزق بيت العنكبوت الواهن و تعيد ترتيب الحسابات في المنطقة و لكن و بتراجح المعادلة لصالح محور المقاومة و لدوله و لرسم خريطة جديدة بعنوان الى القدس نعود، أو قيامة فلسطين و بذلك يكون مشروع حدود الدم الذي أعلنه ضابط استخبارات أميركي في عام 2010 و أسموه الربيع العربي قد سقط وسقطت أدواته المضمحلة معه نهائياً، سواء كانت بأدوات دينية أم عسكرية أم مادية أم حتى جاسوسية بقناع الوطنية. 
كتاب ومحللون استراتيجيون وعسكريون صهاينة إستشعروا الهزيمة مبكراً و تحدثوا على الملأ ويتمنون
لو يوقف نتنياهو ترهاته الغير معروفة النتائج و بأن أحلام اسرائيل منذ القدم كانت ترهات و أنه لا حق لهم في أرض فلسطين و لا ميعاد لهم فيها بل هم عبارة عن لقطاء من كل أصقاع الارض تم تجميعهم في فلسطين و حقنهم بالفكر الصهيوني 
و بأنهم الآن يتمنون العودة الى أي دولة أخرى،  باريس، برلين و غيرها... و يخافون أن تعود محرقة هتلر الهيلوكوست لكن بأيدي أصحاب الأرض هذه المرة !.
من غير المعقول ان تنطفئ هذه الانتفاضة وإن انطفأت ستعاد من الرماد.
إنها قيامة فلسطين !!

المصدر: إضاءات _ رأي