رجا اغبارية (أبناء البلد):
مقالات
رجا اغبارية (أبناء البلد): "إنتفاضة شعب يقودها الشباب.. لا المتابعة ولا مبايعة الموحدة ولا متعة المشتركة"
إنتفاضة الشعب الفلسطيني في كل فلسطين دليل على وحدته و تصميمه على الحرية و فشل مشاريع السلام

بعد  انتهاء الوجبة القوية ” لمجمع دان ” ( تل ابيب وضواحيها ) من قصف الصواريخ الغزية  بالأمس ،  التفت الاعلام الصهيوني لما تخفيه عنهم المخابرات ، كونها المغذي الأساسي لاخبارهم الموجهة ، التفتوا الى الانتفاضة الفلسطينية التي تشتعل داخل مدن وقرى المحتل من عام 1948 ، ما يسمونهم هؤلاء الاغبياء ومعهم عملائهم  ، ” عرب إسرائيل ” !

وما اثار انتباههم ليس ام الفحم ولا الطيبه ولا سخنين ولا راهط ولا مجد الكروم ولا باقة ولا كفر قرع ولا الشبلي ولا الزرازير ولا عرعرة  ولا الناصره  ولا كل البلدات العربية المشتعلة ، لأنها بلدات عربية خالية من اليهود ، بل المدن المختلطة  في لد الحكيم ويافا ابواياد وعكا ظاهر العمر وغسان كنفاني  وحيفا العائدين الى حيفا الجدد والرملة وبئر السبع بطلاب جامعتها  ، حيث تصدرت  اللد بشهيدها الأول انتفاضة رمضان المقدسية  ، قدس الأقصى والقيامة والشيخ جراح وباب العامود وكعك القدس  الغذاء الأساسي لضيوف القدس من اكناف بيت المقدس ..

لم يهمهم ذلك المشهد السريالي ، اعلام فلسطين  من البحر الى النهر تصرخ هنا فلسطين ، لم يهمهم غلق الشوارع وقطع اوصال بلادنا المحتلة طولاً وعرضاً .. فقد “تعودوا” على ذلك في يوم الأرض الخالد  وانتقاضة القدس والاقصى والروحة وكل أيام شعبنا الوطنية  المشهودة في الداخل …

لقد همهم واستفزهم  ان سكان اللد الفلسطينيين كما يافا وعكا وحيفا  والرملة  الذين احتلت بيوتهم من قبل المهاجرين  اليهود المستوطنين منذ عام 1948  وطالبوهم “بالجيرة الحسنة”  رغم سرقة بيوتهم وارضهم ، لا يقبلون بعد سبعة عقود ونيف  بهذا الاحتلال والاهانة اليومية والعنصرية ، لذلك قامت إسرائيل باحتلال اللد مجدداً وفرضت اليوم الحكم العسكري عليها وعلى وادي عارة وعلى عكا  ! ان هذا الاحتلال يرمز الى ان فلسطين محتلة من البحر الى النهر وان الاحتلال هش وسيزول قطعاً من البحر الى النهر !

انهم اغبياء يعيشون على أسنة الرماح فاقدين لأي شرعية مصطنة …

هؤلاء العرب  الذين يعيشون بظروف مخيمات لاجئين دون أي بنى تحتية واي اعتراف بسكنهم في بيوتهم العتيقة والتي لا يسمح بتجديدها او الإضافة اليها وتوسيعها ، الموجودين في أماكنهم اباً عن جد منذ الازل وقبل ميلاد فكرة إقامة دولة اليهود في فلسطين .

تساءل احد اليهود على التلفاز العبري  : الم يخطيء هرتسل عندما قرر إقامة دولة يهودية في قلب فلسطين والشعب الفلسطيني ؟ هذه ليست انتفاضة ” زعرنة ” بل صحوة شعب ( وهو يقصد عن ال48 ) ، سئم الظلم والعنصرية  وادرك ان هذا احتلال خبيث لا يبقي ولا يذر من معالم الشعب الأصلي لهذه البلاد ، ليخرج الشباب بدون أي اعتبار لقياداته” ….

انه يعني قيادات  الاسرلة بلغتنا ، بكل تشكيلاتها من  متابعة وموحدة ومشتركة  التي تتحدث باسمهم امام اليهود بلغة ولكنة تزوّر ارادتهم وتحرف لكنتهم الفلسطينية  وتساوم على حقهم “بالعيش الكريم” كحق انساني مطلق  مقابل التنازل عن الحق الوطني المسلوب !

 شباب غاضب يعري  قيادات الكرتون التي يفتش عنها الاعلام العبري الذي تملأ شاشاته في “الأيام الوساع”  كي تتحف اليهود بسياسات ونهج الاسرلة ، ليختبئوا الآن خوفاً من الشعب الذي يقوده الشباب المنتفض الذي لا يحسب لهم ولدولتهم التي يرقصون في مؤسساتها أي حساب ….

 يصابون بالرصاص الحي والمطاطي  ويعتقلون ويستشهدون ويعلنون انهم مستمرون وملتحمون مع شعبهم المنتفض وال م قا وم  في القدس وغزة والضفة “المحتلة مرتين” ، واحدة من الصهاينة وواحدة  من كرازاي عباس وتنسيقه الأمني ،  ليكتمل المشهد ، مما جعل اشد المحللين العسكريين تطرفاً في القناة 12 الصهيونية يقول : ” ان ما يجري عند عرب إسرائيل اشد واخطر من صواريخ غزة  والدولة غير موجودة ، يجب ان تكسحهم وتضع لهم حداً ” !

لم يختلف معه وعنه أي محلل آخر، فجميعهم كشروا عن انيابهم وسقطت اقنعتهم واظهروا كهانا المستتر تحت جلدهم  وخلف السنتهم الناعمة  ، وقد استفاضوا بالتحليل  حتى اجمعوا ” انه لا توجد  قيادات عربية ، انهم يختبئون كي لا يتناقضوا مع ” مثيري الشغب ” وخوفاً على مقاعدهم في الكنيست من نقمة شعبهم والانتخابات القادمة”  … الى آخر هذه المقولات التي تستند على معرفتهم  لحقيقة هذه القيادات ومن يدور في فلكها ممن يتحدثون عنها  .

 ان هؤلاء المحللين خريجي الشاباك  يتعمّدون  تجاهل ان هؤلاء  شباب حرّكهم  شعورهم  بالانتماء دون ان يجيدون  مصطلحات الساسة  وانهم  وعوا   مبكراً ماهية العدو ، وق غجر وعيهم هذا  ما اقترفه الصهاينة  من جرائم الاحتلال والمستوطنين في الأقصى والشيخ جراح واللد وكل بقعة من فلسطين .

 تجاهل الساسة والمحللون الصهاينة  ان هذا  شعب يجدد انتمائه الفلسطيني تحت كل الظروف بقيادة  شباب صاعد يمثل كل الطيف الوطني من جميع المشارب الفكرية الملتزمة التي لا تساوم على فلسطين وتنبذ المتصهينين القدامى والمتصهين  الجديد الذي يلبي  برعب طلب  اسياده في حكومة الكيان العتيدة  ، ليدعو أبناء الشعب ( الضحية )  الذي ينتمي اليه ،  الى “التهدئة” ولا يستنكر اعتداءات المستوطنين على الاقصى وغزة واهل اللد وقتل احد شبابها في نفس البيان …

اننا امام  مشهد مادي لجيل  لا يعرف الخوف من الاحتلال ولا اشباه القيادات المتصهينة التي ضربها الشباب الغاضب في  ام الفحم  قبل شهر ونيّف ، شباب يواجه رصاص الجنود بصدره العاري ، ليقول للصهاينة وأبو مازن ( اللي عمال يعملها بلباسه ) وللعالم اجمع اننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ماضياً وحاضراً ومستقبلاً  ونحن متمسكون بارضنا من البحر الى النهر ، وان الحرية مسافة ثورة شعبية  حتى لو طال امدها  ، فاشربوا من بحر يافا وحيفا وعكا وغزة  أيها المحتلون واذناب المحتلين !

رمضان كريم وعيد اكرم وكل عام وانتم يا شعبنا بالف خير

المصدر: أخبار فلسطين