العدوان الاسرائيلي المنظم وممارسة ارهاب المستوطنين يتواصل .. على وقع صمت وتجاهل عربيين مايترك مكانا للشك أن هناك تواطؤ لقهر الشعب الفلسطيني وسحق مقاومته الشعبية لاسيما بعد اتفاقات العار التي أعلنتها بعض الدول....في المقابل صمود وقواعد اشتباك جديدة تخطها المقاومة في غزة جعلت العدو الإسرائيلي يعيش حالة من الاحباط والخوف من كل جديد لديها
عن المشهد الميداني في قطاع غزة والتصعيد الخطير من جهة الاحتلال والذي تواجهه المقاومة بكل بسالة، قال أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة الفلسطينية السيد عدلي الخطيب وفي حديث خاص لموقع اضاءات إن المشهد الميداني في غزة يتحدث عن نفسه، صمود، مثابرة، وقدرة على مواصلة الرد على الاعتداءات الصهيونية ليصل هذا الرد إلى العمق الصهيوني، وليجعل كل المستوطنين في كافة المدن التي يتواجد فيها المستوطنون في الاراضي الفلسطينية المحتلة يقضون أيامهم في الملاجئ.
نحن أمام تطور نوعي كفاحي كبير غير مسبوق في ميدان المقاومة المتواصل...صحيح أن العدو يرد بقوة أيضا مستخدماً مختلف أنواع الطائرات ويستهدف المدنيين والمساكن والأبراج السكنية في محاولة للضغط من أجل إيقاف قدرات المقاومة في قطاع غزة وإيقاع خسائر بين المدنيين ولكن هذا يقابل بصمود لان الناس تدرك أنها دخلت في معركة مفصلية مع العدو
الحقيقة الأمر الذي لم يعد يخيف غزة على الاطلاق مسألة التوغل البري، العدو حاول منذ يومين أن يقوم بمناورة مخادعة عندما حشد الدبابات على الحد الفاصل، هو كان يعتقد أن المقاتلين سيخرجون لملاقاته ومواجهته لكن التكتيك للمقاومة فوت عليه الفرصة وكشفت الخداع الذي كان يمارسه ومحاولة جلب مقاتلي المقاومة إلى أمام نيران دباباته وصواريخه وهو ماجرى إفشاله.
وتابع أبو فاخر، إن " المقاومة اليوم لم تعد أمام مسألة توغل بري أو غير توغل بري هذا صراع ارادرت وهذه مقاومة شعبية ممتدة ومسلحة وحدت الجغرافيا الفلسطينية لم يعد الان ضفة وغزة و 48 هنالك وحدة الأرض والشعب تتجلى بأروع نماذجها، وفي هذه الفترة بالذات نحن نشهد أداء وتطور نوعي للمقاومة تجسد من خلال القدرات العسكرية التي ينتجها المقاومون وهذا الابداع في إستخدام القدرات التي فاجأت العدو وكشفت عن فشله الأمني والاستخباراتي في تقدير الموقف والامكانيات الموجودة.
وهو فشل ليس في تقدير قدرات غزة ، فهو يعرف أن هناك في غزة مقاومة وسلاح لكنه لم يكن يعرف حجم ونوع وقدرات الأسلحة الموجودة لدى المقاومة، كذلك هو فشل أيضا في تقدير الموقف في أراضي 48 ولم يكن قادرا أيضا على تحسس إمكانية نهوض أهل القدس سواء بالشيخ جراح أو باب العمود أو الذين يدافعون عن الأقصى ويواجهون المستوطنين وكل أفعال القتل والنهب والاجرام والتدمير التي تقوم بها عصابات المستوطنين التي علقت فسادا في أكثر من منطقة .
وأشار الخطيب إلى أننا اليوم أمام مشهد مقاومة شعبية واسعة مسلحة تطال كل الأراضي الفلسطينية ولم يعد الصراع محصورا بمنطقة محددة، وهذا الأمر أيضا فاجأ العدو أنه لا يواجه محور واحد أو جبهة واحدة وانما كل الجبهات في فلسطين اليوم تقاومه بالاشكال والامكانيات المتاحة وهي إمكانيات مرشحة لان تتطور وتتطور ربما تحمل الكثير من المفاجآت للعدو في الأيام القادمة.
أما فيما يتعلق بالتحرك الشعبي في الأردن ولبنان، بين الأستاذ عدلي الخطيب أن هذه التحركات هي ظاهرة حية وحيوية وجاءت في وقتها وهذا تعبير عن أن الشعب الفلسطيني ليس لوحده في هذه المعركة التي يخوضها وهذا تعبير أيضا عن أن العدو الإسرائيلي هو عدو الأمة جمعاء وهذا تحسس أيضا لخطر الكيان الصهيوني ليس على فلسطين فقط وانما على لبنان والأردن وكل الإرجاء العربية، وهي تأكيد راسخ على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة وتأكيد على أن شباب الأمة اليوم جاهزين ليس فقط للتضامن وانما المشاركة فهذا التواجد على الحد الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، كذلك التواجد على الحد الفاصل بين الأردن والأرض المحتلة حقيقة لم يكن بشكل اعتصام أو نشاط بروتوكولي ترفع الإعلام والهتافات وانما كان هناك استعداد للاقتحام وربما يأتي يوم يشهد فيه العدو تدفق ألوف المقاتلين والشباب لملاقاته على أرض المعركة
فاليوم حجم الغضب والسخط والإدراك أنه لابد من مواجهة العدو كفى إذلالا ومساس بالكرامة واستباحة للامة وغطرسة وعدوانية كفى تهويدا واستيطان لم يعد الأمر محتملا ، أصبح هناك هوة كبيرة بين الناس والحكام العرب ممن لم يعودوا يمثلوا لا شعوبهم ولا أمتهم ولم يعد يعول عليهم أحد وانما بات العار ملتصقا بهم بعد ما فعلوه من علاقات وتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
والذي نشهده في لبنان والأردن هذه ظاهرة تحمل رسالة كبيرة للعدو الصهيوني مفادها أن قضية فلسطين ستظل قضية الأمة شاء من شاء وأبى من أبى ولن يكون بوسع من وقعوا للاتفاقيات مع العدو أن يحولوا بينهم وبين أن يقوموا بدورهم وواجباتهم تجاه فلسطين
التي تمثل عزة الأمة ومصيرها.
اذا ماتحررت فلسطين ستتحرر الأمة كلها وإذا ماهزمت فلسطين لاسمح الله فالقادم أعظم على باقي أرجاء أمتنا لان العدو له من الأطماع والمشاريع لإخضاع الأمة كلها وليس فلسطين فقط.



