كتب حليم خاتون:
هدأت في غزة... فعاد الوضع الداخلي ليطفو على السطح، مثله مثل كل الأوساخ التي أدت إلى نفوق مئات أطنان السمك في بحيرة القرعون...
من يقرأ مقابلة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وحديثه عن الوضع الِاقتصادي اللبناني ومسألة رفع الدعم أو ترشيده، الذي يبدو أُحجيةَالاحاجي!!!!!!!!، لايستطيع سوى اللطم والدعاء إلى الله أن يرسل عزرائيل، في مهمة عاجلة الى لبنان.
من يعرف؟
قد ينجح عزرائيل طالما أن أحداً في لبنان لا يريد القيام بواجبه...
رمي المسؤولية دائماً على الحاكم سلامة، صار قصةً تافهةً، وأكثر بكثير من مملّة...
الرئيس عون يقول: إنه محدود الصلاحيات، والأمر فعلاً كذلك.
لكن ماذا عن الكتلة العونية في مجلس النواب؟
بعد الِانتخابات، تجمهر الناس في حلقات دبكة لأن حلف 8 آذار والعونيين كسبوا الانتخابات.
يا عيني على هذا المكسب!!!
قدّم النائب حسن فضل الله مشروعاً في مجلس النواب، فعارضته أمل ونصف العونيين.
قدم العونيون مشروعاً فلم يصوّت حزب الله إلى جانبه .
نواب حركة أمل سياسياً في 8 آذار....واقتصادياً في 14، بل حتى على يمين 14 آذار... لا ينقص سوى أن يتبنى ياسين جابر الماركسية..ليخفي انتماءه إلى طبقة الواحد بالمئة،على الأقل أيديولوجيا...
وليد جنبلاط "الِاشتراكي الرأسمالي- الزنبرك" في 14 آذار؛ هرّب الأموال هو وحزبه إلى الخارج، لكنه كل يوم أو يومين، يرسل أحد أتباعه، لقراءة مزامير اشتراكية على الناس، ليذكرنا بالعاهرة التي تدافع عن العفّة..
سمير جعجع والقوات، 14 آذار سياسياً حتى العظم، ومعظم جمهورهم من فقراء المسيحيين الذين يكرهون أنفسهم... على وزن اليهودي الذي يُتهم بأنه يكره نفسه حين يعادي الصهيونية..
فقراء القوات بلا أكل،فقراء"مشحّرين"، لكنهم مصرِّين على الدفاع عن النظام الِاقتصادي الحرّ ...
لماذا؟
بماذا يفيدهم هذا النظام الحر؟
خوفاً من الشيوعيين الذين لم يكشّوا ذبابة واحدة منذ تواجدوا في لبنان، حتى أيام عزِّهم خلال الحرب الأهلية...
لم يبقَ لنا سوى الرجاء أن يقوم تيار المستقبل بالإصلاحات المرجوّة...
نكتة سمجة!!!
أعرف...
لكن، بربكم، هل يستطيع أحد فهم هذا اللبنان؟
ليت محمد ضيف يأتي إلى لبنان، شرط أن لا يتحدث مع نواب حزب الله قبل أن يبدأ بقصِّ جوانح كل القوى على الأرض.
على الأقل، لن يقول لنا محمد ضيف: إنّه يخشى فتنةً سُنيّةً شيعية... فهو سُنيٌّ حليفٌ لإيران...
نداء الوطن القواتية تبكي لفقدان الأدوية...حتى البندول غير موجود...
لكن، نفس نداء الوطن كانت تقود حملة ضد الدواء الإيراني...
لا يصلح الدواء إلا إذا مرّعلى مستودع مافيا استيراد الأدوية...
أيام الشاه، كانت إيران صديقة حزب الوطنيين الأحرار... لم يكن اسم إيران يشكل حزازية لأقصى اليمين المسيحي..
"لازقين" بقفا السعودية وأمريكا.
لماذا؟ لا أحد يعرف...
كأن محمد بن سلمان سوف يعطي لبنان مليارات الدولارات إكراماً لعيون جعجع... والست مي!!!
أمراء السعودية "قرطوا" من لبنان مليارات الدولارات ايام تفضّل الرئيس "الشهيد" رفيق الحريري وشريكه الحي جدا، رياض سلامة، بإصدار سندات خزينة بفائدة 40٪ على الليرة... وحين أعاد الكرة بفائدة 10.5 ٪ على الدولار...
أيها اللبنانيون، لن يحكّ جلدكم إلا ظفركم...
لا تنتظروا "الدبس من قفا النمس"...
تقول الإحصاءات: إنّ كمية الدولارات الfresh التي دخلت إلى لبنان سنة 2020 تفوق ال6 مليار...
إذا لم يكن سلامة هو من امتصّها، فمن يكون؟
نقَص الاحتياطي في مصرف لبنان بسبب الدعم، بدل أن يزيد عن طريق امتصاص الدولارات بليرات مطبعة رياض سلامة...
ثم يقولون لنا: إنّ التجار يرفضون البيع قبل قبض فَرق الدعم.
إذا كان التجار يكذبون، تفضّلوا وألقوا القبض عليهم وحاكموهم.
وإذاكانوالايكذبون، ألقوا القبض على رياض سلامةليقول لنا أين ذهب مال الدعم؟
في النهاية،الوِلادة،
"يا صبي، يا بنت". لم تعرف البشرية صنفاً آخر...
يسرقون أموال المودعين بحجة الدعم، ثم يسرقون الناس لأنّ الدعم لا يصل.
إذا كنتم عاجزين، وكلكم عاجز...
خلص،اطلعوامنها.
لا يوجد شيء اسمه ترشيد الدعم...
في لبنان، تدفع 70 أو 80 ألف ليرة فتحصل على تنكة البنزين المدعوم دون أية صعوبة.
من يستفيد من الدعم هنا؟
هل هو صاحب التاكسي أم الموظف المسكين؟
المستفيد هنا هو الميسور الذي يستطيع دفع 70 أو 80 ألف بدل أن يدفع السعر العالمي العادل للبنزين...
المستفيد الثاني هو شركات المحروقات التي تخفي البنزين المدعوم والمفروض بيعه ب25 أو 30 الف، فتبيعه بالسعر الأسود وتكسب أكثر من 50 ألف ليرة في كل تنكة..
واستهلاك البنزين في لبنان يصل إلى ملايين الأطنان سنويا...
إنه الزمن المناسب جداً لأغنياءاللحظة المستجدة...
رحم الله كارل ماركس الذي فضح فظائع النظام الحر المحبوب جداً من قبل فقراء لبنان...
في هذا الوقت، لا الوزير يعرف شيئا، ولا الحكومة ولا الأجهزة الأمنية، الصلاة والسلام عليهم جميعا.
مجلس النواب الذي لا يزال، بعد حوالي سنتين من الأزمة،يفكر محتاراََ في قانون الكابيتال كونترول، سوف يقضي سنينَ ضوئيةً أخرى، قبل أن يُقِرَّ البطاقة التمويلية.
هل تعرفون لماذا!!!!؟
لأنّ مافيا الدعم موجودة داخل مجلس النواب... وداخل الحكومة... وداخل كل الأجهزة التي تدير البلد.
30 سنة وهم يسرقون المال العام...
تقلّص حجم الاقتصاد اللبناني من 55 مليارا إلى حوالى العشرين مليار...
نقصت أرباح المافيا...التعويض يأتيهم الآن من سرقة الدعم...
قانون الدعم هو سرقة منظّمة،تقوم بها المافيا باسم دعم شعب أهبل يكتفي بمضغ الفتات الذي ترميه له هذه المافيا نفسها، تماماً كما تمضغ البعير الشعير....
قد يسأل أحدهم ما الحل؟
أقول قد يسأل... لأن لبنان"بوسطة ماشية"بدون سائق والرّبُّ راعيها، وكل الرّكاّب يمضغون تبن الحشيشة الطازج، غير آبهين لا بالبوسطة، ولا بالطريق...
ما هو الحلّ؟
الحل الجذري هو بتعليق المشانق...
صحيح أن 90٪ من الشعب اللبناني له علاقة ما بالفساد أو بأهله...
ولكنّ بضعةَ رؤوس كبيرةٍ تتدلّى،تكفي لتربية البقية.
وحتى يومها.
توقفوا عن مهزلة الدعم.
إنّ مسرحية أنّ الدعم هو من أجل الفقراء كذبة لا يصدقها إلا البلهاء، واللصوص وبعض أصحاب النيات الطيبة، رغم أنّ جهنّم"مبلّطة"فعلاً بالنيات الحسنة.