الكاتب  إيليا ج. مغناير يكشف عن أخطر فصل من فصول المواجهة بين الحرس الثوري والفرقاطة البريطانية
أخبار وتقارير
الكاتب  إيليا ج. مغناير يكشف عن أخطر فصل من فصول المواجهة بين الحرس الثوري والفرقاطة البريطانية
رئيس التحرير
1 آب 2019 , 06:02 ص

 

تتضح يوماً بعد يوم ملابسات السيطرة على ناقلة النفط البريطانية, أمر الضابط البحري الايراني نظيره الانجليزي بكلمات حاسمة قال له  “إني آمرك بعدم التدخل في عملياتنا. ناقلة النفط تحت سيطرتي. لا تُخاطِروا بأرواحكم”  فاذعن واستسلم وانسحب, لم تكن بارجة بريطانية واحدة فقط بمواكبة الناقلة البريطانية بل كانت عدة بوارج حربية أوروبية وأمريكية, هدد القائد البحري بكلمات حاسمة وكان الإستعداد لتنفيذ التهديدات جاهزاً وهذا ما انهى عملية الإحتجاز كما أرادتها ايران, اليكم التفاصيل كما نشرها الكاتب الواسع الإطلاع على صفحته بالفيسبوك ونشرتها صحيفة الرأي الكويتية.

إضاءات: رئيس التحرير

 

نشر الكاتب  إيليا ج. مغناير مقالا في صحيفة “الراي” الكويتية كشف فيه لماذا لم تطلق البارجة البريطانية النار على زوارق الحرس الثوري الإيراني ومَن أعطى الأوامر بالمواجهة،

وقال الكاتب مغناير في مقاله “طلبتْ أميركا رسمياً من أوروبا، وبالتحديد من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، إرسالَ سفنٍ بحرية عسكرية إلى مضيق هرمز وقَبِلَتْ بأن تكون القيادة لأوروبا وليس لها، وذلك كي تُوَرِّط القارة العجوز ولتحتمي خلف الدول الأوروبية في حال المواجهة العسكرية مع إيران. وقد فعلتْ واشنطن ذلك لأنها هي التي تَسببت بالوضع الحالي المتفجّر في الشرق الأوسط بإنسحابها من الإتفاق النووي أحادياً بينما رفضتْ أوروبا اللحاق بها. واليوم أكثر من أي وقت، لا تريد أميركا أن تكون لوحدها، وهي لا تريد المواجهة العسكرية مع إيران التي ترجمتْ القول بالفعل وأدارتْ صواريخها البحرية بإتجاه السفن المُبْحِرَة وبالأخص ضدّ السفينة البحرية العسكرية البريطانية HMS Montrose أثناء عملية إحتجاز الناقلة البريطانية ستينا أمبيرو، ما منع القيادة البريطانية في لندن من الدخول في مواجهة عسكرية. “إني آمرك بعدم التدخل في عملياتنا. ناقلة النفط تحت سيطرتي. لا تُخاطِروا بأرواحكم”.

“هذا ما قاله الضابط البحري التابع للحرس الثوري الإيراني لقبطان السفينة البريطانية الحربية بمناداتها باسم “F-236”. ولكن لماذا قال “لا تُخاطِروا بأرواحكم”؟ علمتْ “الراي” أن البارجة البريطانية كشفتْ من خلال راداراتها أن عدة صواريخ وُجِّهَتْ إليها والتقطت إشاراتٍ بأنها أطبقت عليها أثناء مخاطبة الضابط الإيراني لنظيره البريطاني. وكذلك كشفتْ أن هذه الصواريخ كانت مستعدة للإنطلاق بحسب تصرُّف القائد البريطاني الذي كان بإستطاعته الإشتباك وتدمير بعض الزوارق الإيرانية القريبة من الناقلة ستينا أمبيرو”، حسب الكاتب.

واضاف الكاتب “إلا أنه في اللحظة التي يأمر بالتعامل مع أهداف إيرانية كان سيتلقى عدة صواريخ بحرية من نوع أكثر حداثة ومعدَّلة، صواريخ وطوربيدات “قادر ونور” المنتشرة على طول الساحل المُقابِل لمضيق هرمز. هذا بالإضافة إلى طائرات مُسَيَّرة من دون طيار كانت مسلَّحة وبإنتظار أوامر إطلاق النار لتدمير البارجة البريطانية العسكرية وقدرات عسكرية أخرى لم تكشف عنها إيران لغاية يومنا هذا. وهذا ما مَنَعَ القائد البريطاني من الإشتباك وفضّل ترْك الأمور للديبلوماسية لحلّها من دون إراقة الدماء. إلا أن بريطانيا، بحكومتها الجديدة، تصرّ على حفْظ ماء الوجه للخروج من مأزق حرب الناقلات، وفضّلت عدم القبول بالتبادل مع السفينة الإيرانية التي إحتجزتْها بريطانيا بقرار قضائي شكلي من سلطات مضيق جبل طارق بعد ضغوطٍ أميركية. وبالتالي فإن الحل الوحيد المتبقي أن لا تُجدَّد مدةُ الإحتجاز التي تنتهي منتصف الشهر. وهكذا يُطْلَقُ سراح “GRACE 1” الإيرانية وستُطْلِق طهران سراح السفينة التي قادتْها إلى بندر عباس الإيراني. ولكن لماذا قال الضابط الإيراني “إني آمرك بعدم التدخل في عملياتنا” بينما كانت على مقربة من الناقلة البريطانية أربع سفن حربية أميركية وسفينة بريطانية كاملة السلاح والجهوزية، وَمن أعطاه الأوامر بذلك؟ “.

وتابع “عندما أصدرت محكمة مضيق جبل طارق قرارَها بتمديد الحجز للناقلة الإيرانية العملاقة لمدة شهر آخر، كشف القرارُ عن فشل الوساطة الفرنسية التي وعد بها موفد الرئيس ايمانويل ماكرون إلى طهران إيمانويل بون. وثمة مَن رأى أن بريطانيا ضربتْ حليفتها الأوروبية (فرنسا) بتنفيذ الطلب الأميركي ورفْض حلّ المشكلة وقبولها بأن تكون وقوداً للرئيس دونالد ترامب لتتلقى هي الضربة الأولى. وعندها أَمَرَ السيد علي الخامنئي بالمعاملة بالمثل. فما كان من قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي إلا أن أعطى أوامره للقوات البحرية بإعتقال أول سفينة تحمل العلم البريطاني. وعند دراسة حركة الملاحة، أفاد الضابط المسؤول عن عمليات مضيق هرمز لقائده سلامي أن هناك سفينة بريطانية ولكن هناك خمس قطع عسكرية أميركية وبريطانية على مسافة قريبة جداً منها. فإتصل اللواء سلامي بالسيد علي الخامنئي الذي أجابه – بحسب المصادر القيادية التي واكبتْ العملية – بالآتي: “توكّلوا على الله فإنهم لن يتجرّأوا على مهاجمتنا””.

واضاف الكاتب “وهكذا إتُخذ القرار على أعلى المستويات لتكون القيادة الإيرانية، العسكرية والروحية والسياسية هي المسؤولة عن الخطوات التي تُتخذ تحت عنوان حماية المصالح الإيرانية، بعيداً عن الهيْمنة الإقليمية. لن تقبل أوروبا كمجموعة بأن تصبح درعاً لتقودَ أميركا حربَها بالوكالة ضد إيران مُسْتَخْدِمَةً المَصالح الأوروبية كسدّ أمامها. ولم تعد الشركات البريطانية تقْبل برفع العلم والتسجيل تحت إسم البلاد إذا كان لا بد منها أن تُبْحِرَ في مضيق هرمز كما فعلت شركة “BP” النفطية العملاقة لأنها لا تثق بسلوك حكومة لندن التي لا تأخذ في الإعتبار المَصالح البريطانية بل تفضّل تلك الأميركية عليها. وإرتفعتْ أسعار التأمين على الناقلات بزيادة 185000 دولار للناقلة العملاقة الواحدة بعد الهجمات التي تتعرّض لها ناقلاتٌ مُبْحِرَة في مضيق هرمز. لقد وجّه الحرس الثوري الإيراني “الرسائل” إلى كل جانبٍ بأن إيران ستواجه أي دولة إذا مُنعت من تصدير نفطها وإذا هُدد أمنُها القومي. فقدوم بارجة بريطانية (HMS DUNCAN) لتحلّ محل الأولى لن يفيد بريطانيا بشيء بل على العكس فإن الأزمة تنقلب على الحلف الأميركي – البريطاني لدرجة أن إيران أعلنتْ عن مناورات مشتركة مع روسيا في مضيق هرمز ، لقد أحضرت إيران إلى ملعب أميركا البحري روسيا وأسطولَها بسبب “ضغطها الأقصى” الذي يبدو أنه لا ينفع كثيراً.

وختم الكاتب مقاله بقوله “وفي تقدير متابعين أنه ما دام ترامب في الحُكْم فأن الأمور لن تهدأ. ولم يعد أحد يصدّق وزير الخارجية مايك بومبيو عندما قال إن “العقوبات تحدّ من سلطة إيران في الشرق الأوسط وتعطي النتائج المرجوّة بنسبة 95 في المئة”. فها هي إيران خارج السيطرة الأميركية، تدْعمها كل من الصين وروسيا وتُطَوِّرُ صواريخَها بكلفةٍ باهظة الثمن لتعوّض عن عدم قدرتها على بناء قوة جوية وبحرية تجابه أميركا ودولاً قوية أخرى. وها هي طهران أيضاً تعتمد على الدفْع الصاروخي براً وبحراً وجواً لتفرض شروطَها وقواعد إشتباك تحدّدها هي حتى في وجه دول عظمى مثل أميركا وأخرى كانت إمبراطورية مثل بريطانيا. وفي رأي هؤلاء المتابعين أن أميركا لن تستطيع تقليم أظافر إيران التي لن تتخلى أو تساوم أبداً على قدراتها الصاروخية ولا النووية. وها هي تستعدّ لإنسحابٍ تدريجي قريب ليبقى العالم مشدودَ الأنظار للمجابهة الأميركية – الإيرانية في الشرق الأوسط”..

المصدر: الرأي الكويتية