مفهوم متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي\ جورج حدادين
مقالات
مفهوم متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي\ جورج حدادين
2 حزيران 2021 , 04:35 ص
بم تفكر؟ التحرر الاجتماعي كتب جورج حدادين:    يبدو أن مفهوم التحرر الاجتماعي ما يزال ملتبساً على الكثير من النخب ، وبالتحديد على النخب الفاعلة في المجال السياسي والنضالي. لماذا هذا الالتباس وما

بم تفكر؟
التحرر الاجتماعي
كتب جورج حدادين: 
 

يبدو أن مفهوم التحرر الاجتماعي ما يزال ملتبساً على الكثير من النخب ، وبالتحديد على النخب الفاعلة في المجال السياسي والنضالي.
لماذا هذا الالتباس وما هي مظاهره؟ 
ننطلق من مفهوم متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي وما يثار من جدل وهمي وغير خاضع لقوانين الصراع العلمي 
" أيهما يسبق الآخر، وتجزم الأغلبية في هذا النقاش على أن التحرر الوطني يسبق التحرر الاجتماعي"
أي يمكن أرجاء التحرر الاجتماعي إلى مرحلة ما بعد التحرر الوطني ، والتجربة التاريخية الحديثة في الجزائر التي دفعت مليون ونصف المليون شهيد للتحرر من الاستعمار الفرنسي دخلت الجزائر بعد التحرر من الاستعمار في حكم أضاعوا ثروات ومقدرات  الشعب الجزائري وحولوا المجتمع وثرواته إلى غنيمة  لعصابات السلطة، وكذلك الحال في مصر والعراق وسوريا، أي أن التضحيات الجسام للجماهير قد ذهبت سدى، بسبب طبيعة من قاد مرحلة التحرر الوطني ( قيادة البرجوازية الصغيرة والوسطى)  في ظل غياب شبه تام لدور الأطر والمؤسسات الممثلة للشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، وأن وجد قد تم تجييره لصالح نظام الحكم وسياساته ونهجه.
هذا الفهم غير الجدلي  أي " أولوية التحرر الوطني على التحرر الاجتماعي" تدل دلالة ساطعة على ضحالة فكرية وغياب الوعي الحقيقي لقوانين الصراع العلمي،
"التحرر الوطني " مشروع يهدف إلى تحرير الوطن من الهيمنة الخارجية و الاستعمار غير المباشر، ويقوم بالضرورة بالأساس على أكتاف قوى اجتماعية هي بالضرورة معادية للهيمنة والاستعمار، وفي الوقت ذاته هي قوى مقاومة للظلم والاضطهاد والاستغلال الداخلي،  وانجاز هذه المهمة هي سيرورة تراكم النضال اليومي، وليس ضربة حظ ، ومسار لتغيير موازين القوى على أرض الواقع، 
أي تغيير معادلة الهيمنة،  وهذا يتطلب بث الوعي بين صفوف الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة وتنظيمها في أطر ومؤسسات تمثل مصالحها، ودفعهم للانخراط في نضال يومي مطلبي وطني يعبر عن مصالحهم، 

المصالح هي التي تحدد شكل النضال الاجتماعي والمبادئ تحدد شكل النضال السياسي، 

تحشيد طاقات المجتمع في النضال الوطني التحرري، يتطلب بناء الأطر والمؤسسات الممثلة بالحقيقة وفي الواقع،  للشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة ( النقابات العمالية والمهنية والاتحادات النسوية والشبابية والطلابية والفلاحية ، وغرف الصناعة والتجارة، والجمعيات والمنتديات الثقافية والاجتماعية والتخصصية... الخ) وتعبر وتتبنى مصالحها الحقيقية،  أي ليست مؤسسات  صورية ( كما أرادتها أنظمة البرجوازية الصغيرة) وزج هذه الأطر والمؤسسات في معمعان النضال المطلبي الوطني اليومي، مما يمكن هذا النضال الدؤوب من بناء "حامل اجتماعي" حقيقي من أصحاب المصلحة الحقيقية في التحرر الوطني، حامل اجتماعي  لمشروع التحرر الوطني، 
التحرر الاجتماعي  يشكل المقدمة و الممر الإجباري للانخراط الشعبي في النضال الوطني التحرري، 
ما زال اليمين السلطوي واليمين الديني يرفض الربط الجدلي بين التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، 
وللأسف الكثير من الوطنيين واليساريين والماركسين لم يستوعبوا بعد شرطية متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري