ترجع حقيقة تغير أو اختلاف لون العينين من شخص لآخر بشكل طبيعي إلى مستوى صبغة الميلانين في الجسم، فقد لاحظت بلا شك كيف تتألق وتلمع عيون الطفل عند ولادتها تماما كما تتألق بشرته.
تغيير لون العينين
وأشارت العديد الأبحاث والدراسات العلمية المتزايدة باستمرار إلى أنه عندما يبدأ الطفل في النمو، من المحتمل أن يتعرض للمزيد من أشعة الشمس، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الميلانين في الجسم، وبذلك يتغير لون العديد من أجزاء الجسم بما في ذلك العيون.
ومع وضع ذلك في الاعتبار، يصبح من السهل فهم أنه كلما طال تعرض عينيك للضوء، زادت صبغات الميلانين التي تنتجها قزحية العين، كما أنه من المهم ملاحظة أن الجينات تعتبر عاملا رئيسيا في التأثير على لون الجلد والعين والشعر أيضاً.
لذلك، بغض النظر عن مقدار تعرضك للضوء وأشعة الشمس، فإن جيناتك تحدد مدى طبيعة اللون الفاتح أو الغامق لعينيك.
• أسباب تغير لون العينين:
1- التعرض لأشعة الشمس:
يؤدي التعرض للضوء إلى إنتاج جسمك للمزيد من صبغة الميلانين، فحتى إذا تم ضبط لون عينيك، يكون هناك احتمال لحدوث المزيد من التغيير عند تعرضك للمزيد من ضوء الشمس.
وهذا قد يؤدي بدوره إلى أن زيادة كثافة اللون البني أو الأزرق أو الأخضر أو الرمادي، حسب لون عينيك الحالي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكشف ضوء الشمس أيضاً عن الألوان التي كانت موجودة بالفعل في عينيك.
ونظراً لأن ضوء الشمس الطبيعي يكون غالباً أكثر سطوعاً من الأضواء الاصطناعية، فإن التعرض له قد يسمح لك برؤية ألوان في قزحية العين لم يكن بإمكانك رؤيتها من قبل.
2- تغير حجم بؤبؤ العين:
بقدر ما يبدو الأمر غير معقولاً، يمكن أن يتسبب حجم بؤبؤ العين أيضا في تغيير لون أعيننا. وعندما يتقلص أو يتسع البؤبؤ، قد يبدو أن لون عينيك قد تغير أيضاً.
وعلى سبيل المثال، إذا اتسعت بؤبؤ العين، فلن تظهر القزحية بالكامل، مما سيجعلها تبدو أغمق.
3- الهيتركروميا (تغير لون قزحيتي العينين):
إن الهيتروكروميا حي حالة نادرة تعني تطور لون عيني الشخص إلى لونين مختلفين، حيث يكون لكل عين لون مختلف خاص بهما.
وبينما يقال إن تغاير اللون الجزئي يحدث عندما يكون لأجزاء من قزحية العين ألوان مختلفة، فقد تبدو إحدى الزوايا خضراء بينما تبدو بقية القزحية ذات لون أزرق.
وتتطور الحالة لتصبح ما يسميه الخبراء باسم تباين الألوان المركزي، و الذي يشير إلى حالة يكون فيها لقزحية العين حلقتان ملونتان مختلفتان.
ومع ذلك، يمكنك الحصول على تغاير لون العينين كشخص بالغ بطرق عدة، منها:
- جراحة العيون
- وجود نزيف في العين
- تورم العين
- إصابة العين
4- الإصابة بمرض الجلوكوما:
يعرف مرض الجلوكوما أيضا باسم "المياه الزرقاء في العين" أو "الزرق"، وهي حالة خطيرة للعين يمكن أن تسبب العمى، حيث أنها تضر بالعصب البصري الذي ينقل المعلومات من عينيك إلى المركز البصري في الدماغ، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم.
والجدير بالذكر أنه غالبا ما تحدث الجلوكوما بسبب الضغط الشديد داخل إحدى العينين أو كلتيهما، ولكن من الممكن أيضا الإصابة به حتى لو كان الضغط داخل عينيك طبيعياً.
بالإضافة إلى ذلك، عند إصابة الشخص بهذا المرض، تتراكم حبيبات صبغية من قزحية العين في قنوات التصريف مما يؤدي إلى إبطاء خروج السائل من العين أو منعه، كما ويمكن أن تؤدي بعض الأنشطة مثل الركض أحيانا إلى إثارة حبيبات الصبغة اللونية للعنين، وترسبها على الشبكة التربيقية مما يتسبب في ارتفاعات متقطعة للضغط وتغيراً طفيفاً في لون العينين.
5- أورام القزحية (الميلانوما العنبية):
تعرف الميلانوما العنبية بشكل مختصر بأنها سرطان العين أو أورام القزحية، حيث تظهر الخلايا الصبغية داخل القزحية التي تعطي اللون للعين بلون مغاير للون العين، الأمر الذي يعتبر مؤشراً هاماً في تشخيص الإصابة بسرطان العين وضرورة البدء في العلاج.
في الختام، إذا لاحظت وجود تغيير جذري في لون عينيك كشخص بالغ، فقد تحتاج إلى زيارة طبيب عيون على الفور لاستبعاد أي مخاطر صحية محتملة.
ومهما كان الأمر، فمن المهم ملاحظة أن مجموعة متنوعة من العوامل الخارجية، جنبا إلى جنب مع العوامل الوراثية الخاصة بك، هي التي تحدد لون عينك في أي وقت من العمر.
أما إذا لم تكن قد لاحظت وجود أي تغيير جذري مفاجئ في لون عينيك، فلا داعي للقلق.
