كتب م. زياد ابو الرجا: الكيان البديل لاسرائل بين الممكن والمستحيل
دراسات و أبحاث
كتب م. زياد ابو الرجا: الكيان البديل لاسرائل بين الممكن والمستحيل
13 حزيران 2021 , 09:58 ص
كتب م. زياد ابو الرجا:       بما ان نشأة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين املتها ضرورة استعمارية قبل ان تكون تحقيق احلام صهيونية استيطانية ، هذه الضرورة هي القاعدة المتقدمة للاستعمار في قلب الوطن

كتب م. زياد ابو الرجا:

 

    بما ان نشأة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين املتها ضرورة استعمارية قبل ان تكون تحقيق احلام صهيونية استيطانية ، هذه الضرورة هي القاعدة المتقدمة للاستعمار في قلب الوطن العربي للابقاء عليه مجزءا سياسيا  ومتخلفا اقتصاديا ومشتت الولاء  والثقافات ومصدرا للمواد الخام الضرورية لعجلة الصناعة والانتاج في الدول الاستعمارية وسوقا استهلاكيا واسعا لسلعه. قاعدة يكون فيها المجتمع الاسبارطي في خدمة جيش القاعدة (( الجيش الذي له دولة)).

تجسد الكيان من النظرية الى الدولة  خلال خمسة عقود من الزمن( من مؤتمر بال في سويسرا الى عام النكبة.تخلل هذه العقود حربين عالميتين الاولى والثانية واستولت الثورة البلشفية على السلطة في روسيا ونشأت احلاف واستبدلت عصبة الامم بهيئة الامم المتحدة وهزمت امبراطوريات  وانتصرت امم وتلاشت ثقافات ومعتقدات  وبرزت مفاهيم وقيم. نجحت الحركة الصهيونية في خضم هذه التحولات  واتقنت لعبة الامم. قبلت بقرار التقسيم الجائر واعلنت دولة الكيان  وحازت على اعتراف الدول وواصلت التوسع والهيمنة والقضم حتى استولت على ثمانية وسبعين بالمئة من مساحة فلسطين. كانت المحصلة النهائية تهجير شعبنا قسرا من مدنه وبلداته وقراه واصبحنا لاجئين في دول الجوار  في مخيمات  وصارت الخيام سكنانا ومأوانا.
                            × × ×
كانت النكبة وتداعياتها الثقيلة والمدمرة للمجتمع الفلسطيني الذي اقتلع من ارضه وحرم من مقومات تماسكه واستمراره في العيش الكريم واصبحت العودة الى الديار حلما يداعب الخيال. اما بالنسبة لمجتمع المستوطنين الذين احتفلوا بنشوة الانتصار وتحقيق الحلم فقد اقبلوا على الحياة بروح مفعمة بالامل والتقدم والازدهار، واغدقت القوى الاستعمارية على الكيان الاموال  اللازمة لارساء وجوده وزودته باحدث الاسلحة  لاداء دوره المنوط به القاعدة / المستوطنة .
حين نهضت الامة من سباتها، وتقدمت مصر الناصرية لتقوم بدورها في الاقليم استكمالا لمشروع محمد علي باشا النهضوي في الصناعة والزراعة ومحاربة قوى الرجعية والتخلف. وحين اخذت مصر عبد الناصر على عاتقها استكمال المهام القومية والتقدمية  بتحقيق السيادة الوطنية على كل الجغرافيا المصرية  واعلنت تأميم قناة السويس واخراج القوات البريطانية. شنت بريطانيا وفرنسا والكيان العدوان الثلاثي على مصر وتصدى الجيش المصري والمقاومة الشعبية للعدوان واصطفت الجماهير العربية خلف مصر من المحيط الى الخليج. ايقنت الدول الاستعمارية بالمحسوس والملموس اهمية دور الكيان / القاعدة اهميته في خدمة الاستراتيجية الاستعمارية كما ثبت للانظمة الرجعية المتخلفة الدور الذي يلعبه الكيان في الحفاظ على انظمتها المصطنعة.
ابان المرحلة التي شهدت النهوض القومي العربي في دول الطوق وما خلفها  شنت قوات الكيان عدوانها على مصر والاردن وسوريا واستكملت احتلالها لما تبقى من فلسطين بالاضافة الى شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السوري. مرة اخرى تجذر في فكر وعقل المجتمع الصهيوني بانه امن ومستقر في ارض الميعاد وان جيشه هو الجيش الذي لا يقهر. ازدادت اعداد المهاجرين الى الكيان مما استدعى جدليا اقامة وبناء مستوطنات جديدة، وزادت الاستثمارات الاجنبية  واستوطنت التكنولوجيا الحديثة القادمة من الغرب، واشتغلت الماكنة الاعلامية وعملت على تقديم الكيان للراي العام بانه الواحة المتقدمة علميا وسط مساحات التخلف والجهل العربي المحيط بها ويتهددها وان الكيان الدولة الديموقراطية الوحيدة وسط الوطن العربي المستبد والمعادي للسامية. 
شهد الجانب العربي حالة  من الانهزام والانكسار واليأس الجمعي والنقمة على الانظمة العربية كافة. وانطلقت قوى الثورة الفلسطينية بكل اطيافها والوانها  وقامت بمشاغلة العدو على كل الجبهات وفي الداخل فيما الجيش المصري والسوري يعدان العدة لاسترداد ما احتل بالقوة. وما هي الا سنوات قليلة حتى وجهت الجيوش العربية الضربة القاصمة لجيش الكيان  وعبرت الجيوش المصرية القناة  وحطمت خط بارليف. على الجبهة السورية تقدم الجيش العربي السوري ووصل الى مشارف بحيرة طبريا وسجل العرب ثاني انتصار كاسح على الجيش الصهيوني بعد الانتصار الاول للجيش العربي الاردني وقوات الثورة الفلسطينية في معركة الكرامة المجيدة. اقدمت مصر السادات على توقيع اتفاقية كامب ديفيدالتي اخرجت مصر من دائرة الصراع مع العدو وادت الى انفلات الكيان من عقاله واخذ يمارس عدوانه على سوريا ولبنان ويوجه ضربات لقوى الثورة الفلسطينية في لبنان واجتاح الجنوب اللبناني اكثر من مرة  وتوج اعتداءاته  باجتياح لبنان واحتلال اجزاء من بيروت حيث ان بيروت الغربية صمدت ومنعت القوات الصهيونية من احتلالها. وبعد مفاوضات مع الجانب الامريكي خرجت منظمة التحرير من بيروت الى المنافي والشتات. وارتكبت القوات اللبنانية مجزة صبرا وشاتيلا  ونزلت قوات المارينز في بيروت.
                  
ان كل احتلال يستدعي  نقيضه الحتمي المقاومة حيث اشتعلت شرارة المقاومة اللبنانية وتمكنت بعد عمليات بطولية من ارغام المارينز  والقوات الحليفة على مغادرة لبنان واتسعت رقعة المقاومة لتغطي كل جغرافيا الجنوب اللبناني واماكن تواجد قوات الاحتلال الصهيوني وبعد كفاح مرير وتضحيات جسام وبطولات خارقة ونوعية هزمت المقاومة اللبنانية الاحتلال الصهيوني وجيش لحد العميل وانجزت وحققت انتصارا تاريخيا واستراتيجيا على العدولانه انتصار سيأسس لانتصارات قادمة حتمية. لقد اهدى سيد المقاومة هذا الانتصار التاريخي لفلسطين وشعبها تبعه بعد ذلك انتصار غزة وانسحاب القوات الصهيونية من كامل القطاع.وقبله انتفاضة الاقصى. التي مهدت لذلك النصر الذي يعتبر الجولة الثالثة من انتصارات امتنا بالنقاط على العدو..وما هي الا سنوات ست مضت على انتصار  ايار 2000 حتى حققت المقاومة اللبنانية الانتصار الرابع لامتنا على جيش الكيان في حرب تموز عام  2006 حيث قبرت مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به كونداليسا رايس وكانت الجولة الرابعة من انتصاراتنا واشدها اثرا واكثرها ايلاما للعدو  والاكثر فعلا ونفاذا الى عقل وتفكير  ووجدان مجتمع الكيان وجيشه وسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر مرة والى الابد وفقد مجتمع الكيان الامن والامان لان هذه الجولة كشفت لكل فرد في الكيان تأكل قوة الردع لجيشه الذي ظهر عاجزا امام ضربات المقاومة المميتة طوال ثلاثة وثلاثين يوما واعلن سيد المقاومة  بان الكيان اوهن من بيت العنكبوت .وولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات.
ان اهم تداعيات انتصار تموز 2006  على العدو في لبنان ما تشكل عميقا واستقر يقينا في في العقل والفكر الجمعي العربي بان المقاومة هي السبيل الوحيد لدحر العدو وانجاز التحرير.
على اثر ذلك اشعلت القوى الاستعمارية والصهيونية والرجعية حربا اعلامية جندت لها كل وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وحشدت لها كل القوى التي تعتاش على الطائفية والمذهبية والعرقية الشوفينية وكل قوى وافراد الجهل والتخلف والظلام لشيطنة المقاومة والتشكيك بانتصارها بالرغم من ان الكيان اعترف واقر بهزيمته على لسان قياداته العسكرية والسياسية وشكل عدة لجان للتحقيق في اسباب الهزيمة وتقييم المواقف واستنباط العبر الا ان القوى المأجورة في الجانب العربي تنكر على المقاومة انتصارها وتهون على اسرائيل انكسارها !!. 
بعد ذلك شن جيش الكيان اعتداءاته على غزة في محاولة منه تقديم نصر لمجتمع المستوطنين الذين فقدوا الثقة بجيشهم والتعويض عن هزائمه في جبهات الشمال واصطدم بمقاومة قوية وعنيفة لا تلين وخاصة في محاولته الاخيرة عام 2014   التي استمرت واحد وخمسين يوما حيث عجز عن تحقيق اي تقدم ولم يحقق اي انجاز سوى قتل المدنيين وتدمير البيوت والمنشءات وارتد خائبا وازداد مجتمع الكيان الاستيطاني  قناعة بتأكل جيشه وان وجوده على ارض فلسطين اصبح في مهب الريح

شهدت حقبة وجود ترامب في البيت الابيض  شهر العسل الصهيوني مع الادارة الامريكية الذي اسكر مجتمع الكيان وادخله في نشوة نصر مزعوم  حين اعترفت امريكا واعلنت بان القدس الموحدة العاصمة الابدية للكيان  وايدت ضم الجولان السوري المحتل وتبنى ترامب مشروع صفقة القرن وضم الاغوار  وشجع انظمة عربية على التطبيع مع الكيان واقامة علاقات دبلوماسية واتفاقيات امنية وتجارية، على اثر ذلك اخذت الكيان ومستوطنيه العزة بالاثم وصار قطعان المستوطنين يمارسون اعتداءاتهم على القدس ويدنسون مقدساتها ويعتدون على سكان احيائها وتهجير سكانه بالقوة. ازداد المستوطنون تيها وتغولا  دون رادع او مانع الا المرابطين في القدس العزل من كل شيئ الا ايمانهم، وبينما المستوطنون مستمرون في غيهم وغطرستهم  جاءهم الرد من حيث لا يحتسبون. الرد الصاروخي المزلزل من غزة حيث قوى المقاومة التي اعدت للحرب عدتها ونسقت مع حلفائها وهيأت للانتصارات اسبابها وموجباتها، ولانطلاق الصواريخ مواقيتها واهدافها. لاول مرة في تاريخ الكيان تتعرض مدنه وبلداته ومستوطناته  لقصف وعصف الصواريخ الفلسطينية  ويأوي ملايين المستوطنين الى الملاجئ. حاول جيش الاحتلال عبثا ان يقدم خلال هذه الحرب انجازا واحدا لمستوطنيه حتى لو قتل احد قيادي المقاومة البارزين وحين ظهر عجزه عن ذلك وعجز قنته الحديدية وانكشاف تأكل قوته تقدمت امريكا ووضعت الكيان برمته تحت الانتداب الامريكي مباشرة وفرضت عليه وقف اطلاق النار اللامشروط  وادركت التداعيات والارتدادات المتتالية لهذا العجز على مجتمع الكيان التي حفرت عميقا في فكره وعقله وسلوكه بان كيانهم دخل الموت السريري ولا سبيل لاحيائه. وان اي حماقة ترتكبها قيادة الكيان ستكون اعلان وفاته.

اثبتت احداث العقدين الماضيين عجز الكيان عن القيام بالادوار والمهمات التي من اجلها خلق وتم زرعه على ارضنا  واصبح عبئا ثقيلا  على القوى التي عملت على انشاءه  واصبحت ممارساته العنصرية والدموية تجاه المدنيين العزل محل استنكار وشجب من الراي العام العالمي. وبما ان القوى الراسمالية الداعمة والمتبنية للكيان  تتعامل معه على قاعدة الاستثمار والمردود وصلت الى ان الكيان الان مشروع خاسر وبلا مردود على كافة الاصعدة هذا ما اثبتته الحرب الاخيرة التي كسبناها ومن اهم تداعيتها ومفاعيلها على العقل والفكر الفلسطيني وامتدادا الى العقل والفكر العربي بان النصر النهائي والتحرير والعودة اصبحت في المنظور القريب شريطة ان نحافظ على انجازات هذه الجولة والتصدي لمحاولات اجهاضها وتكرارها مرات ومرات بالوحدة الوطنية  ونسج اوسع التحالفات ونبذ كل محاولات  القوى الطائفية والمذهبية افرادا وجماعات لجر المقاومة الى مستنقعهم النتن. لقد بات جليا  اكثر من اي وقت مضى صدق مقولة سيد المقاومة(( لقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات . وان الكيان اوهن من بيت العنكبوت)) 
   
اذا ما قمنا بعملية جرد حساب من منظور الربح والخسارة  للعشرين سنة الماضية التي شهدت احتلال امريكا لافغانستان والعراق حيث فشلت فشلا ذريعا وتكبدت الاف القتلى والجرحى وانفقت تريليونات الدولارات تقوم الادارة الحالية بالانسحاب من افغانستان تاركة اياها لطالبان .في العراق تخضع امريكا لضغط هائل كي تنسحب من العراق وعلى الرغم من وجود قرار من البرلمان العراقي يطالب امريكا بالانسحاب الا انها تراوغ في ذلك. اما فيما يتعلق بالحرب الكونية التي شنتها امريكا على سوريا من خلال الوكلاء الاقليميين دول واحزاب وزجت بمئات الاف الارهابيين المتذرعين بالدين والعملاء الراكبين لموجات الارهاب العالمي ودواعش الارهاب الدولي. لقد تكسرت رماح قوى الارهابونبت سيوفهم وهزمت قطعانهم  وجيوشهم  وسحقت امالهم بتدنيس منبر المسجد الاموي منبر الخلافة الاموية التي حملت الحضارة العربية الى كل اركان العالم. اقدم الجيش العثماني مخلب الناتو واحتل ادلب  واجزاء في شرق الفرات وتقدم الجيش الامريكي المتمركز في العراق واحتل اجزاء من شرق الفرات ويقدم الدعم والاسناد لقوات " قسد " الانفصالية  ويقوم بتدوير ارهابي داعش ويستخدمهم احيانا كثيرة ضد الجيش العربي السوري وزعزعة امن العراق في احيان اخرى.
  وفي ذات الحقبة استعادت روسيا  البوتن عافيتها على كافة الاصعدة واخذت تنازع امريكا لازاحتها عن التفرد في قيادة العالم. كما نهض المارد الصيني اقتصاديا واخذ ينافس امريكا على الصدارة الاقتصادية  ورسخت الجمهورية الايرانية اقدامها في الاقليم واصبحت قوة اقليمية عظمى.                  
    
اما لماذا تصر امريكا على البقاء في العراق؟ عبر القواعد والمطارات العسكرية الواسعة والاف الجنود وما يلزم من خدمات لوجستية ومخابراتية.
هنا مربط الفرس . حيث انه من السذاجة والبلاهة السياسية النظر الى هذا الوجود على انه وجود مؤقت. ان الغوص في العقل والفكر الاستراتيجي الامريكي بشكل خاص والسياسي والثقافي بشكل عام  يكشف لنا بجلاء اعتماد عدة خطط لمقاربة موضوع معين بحيث اذا فشلت الخطة  A يلجأ الى الخطة  B واذا فشلت الثانية يلجأ الى الثالثة C وهكذا .
بات  ثلاثي  الصين - روسيا - ايران الشبح الذي يلاحق امريكا في القارة الاسيوية ويقض مضجعها. ان مشروع الحزام والطريق الذي اطلقته الصين وتسانده روسيا ودخلت فيه ايران سيضم حتما العراق وسوريا وتركياالتي تشكل النافذة التي تطل منها الصين على اوروبا والمعبر الذي سيتدفق منه ملايين السواح الصينيين الى الدول الاوروبية قاطبة والقطارات السريعة المحملة بالركاب والبضائع ان نجاح هذا المشروع العملاق يقتضي بالضرورةاخراج امريكا من اسياوامريكا تدرك هذا جيدا وتعمل جاهدة على افشاله وذلك بانشاء  كيان بديل للكيان الصهيوني  بحيث يرتبط وجوديا بامريكا ويقوم  بنفس الادوار التي كانت موكلة الى الكيان الصهيوني ولكن هذه المرة في جغرافيا جديدة وذات ابعاد استراتيجية كبرى. انه الكيان الكردي  ذو الامكانات البشرية والجغرافيا الواسعة والذي  يمسك بجغرافيا عراقية - ايرانية - تركية - سورية. يشكل اقليم كردستان العراق النواة لهذا الكيان حيث اصبح لديه جيشه الخاص وعلاقات قنصلية مع كثير من الدول ويصدر النفط عبر تركيا ويمد قوات قصد ويدعمها في سوريا وفي اربيل اكبر قاعدة امريكية ومحطة اتصالات .سيكون لدى هذا الكيان الكردي الكثير من الخيرات واهمها خيرات ما يسمى بالجزيرة شرق الفرات. ان هذا الكيان سيكون بعيدا عن شواطئ البحار  وهذا سيدفعه الى التمدد غربا عبر الشمال السوري والجنوب التركي كيان توسعي عدواني يقف سدا مانعا في وجه المشروع الصيني  ويمنع التشبيك الاقتصادي بين دول الاقليم خصوصا تركيا، ايران، سوريا والعراق. قد يبدو هذا التصور والافتراض غريبا وضرب من الخيال ولكني اعيدكم الى بدايات القرن الماضي من كان يتصور ان تغتصب فلسطين بالكامل؟ ويقوم عليها كيان اسمه اسرائيل.
ان الشروط الذاتية والموضوعية متوفرة للكيان الكردي  حيث ان الاكراد ينتمون الى حضارة هذه المنطقة واسهاماتهم فيها كثيرة وهم مسلمون وليسوا  مستوطنين.
ان دول الاقليم التي يتهددها مشروع الكيان الكردي عاجزة بشكل منفرد عن مواجهة المشروع الامريكي الداعم لقيام كيان كردي وان اجهاضه يتطلب عملا مشتركا يقوم على الاعتراف بالحقوق التاريخية للاكراد والتشبيك معهم اقتصاديا وثقافيا وسياسياوالا فان اكثر الاطراف تضررا من قيام كيان كردي حسب المخطط الامريكي سيكون تركيا حيث المساحة الجغرافية الواسعة والديموغرافيا الوازنة.
هناك علاقة جدلية بين الكيان الصهيوني والكيان الكردي المنشود وهي ( كلما يزداد ضعف الكيان الصهيوني كلما ازدادت الحاجة الى الاسراع بانجاز الكيان الكردي البديل) 
السؤال الذي يجب ان يبقى مطروحا
هل ستنجح امريكا باقامة الكيان الكردي البديل لما يسمى اسرائيل؟

 

المصدر: موفع إضاءات الإخبراي