السباق مع الزمن
مقالات
السباق مع الزمن
م. زياد أبو الرجا
18 كانون الأول 2025 , 04:21 ص


الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو في سباق محموم مع الزمن الذي صار قاتله.فهو منذ السابع من تشرين الاول/ اكتوبر ٢٠٢٣ لم يسعفه الزمن في تحقيق استراتيجيته المعلنة القضاء المبرم على حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وتهجير مواطني القطاع من خلال المجازر الدموية والتطهير العرقي وتدمير كل البنية التحتية والمنازل والتجويع.ها هو اليوم وبعد مرور اكثر من عامين على عملية طوفان الاقصى لم يحقق شيئا مما وعد به المجتمع الصهيوني الاستيطاني.

تقدم ترامب بخطته التي تبناها مجلس الامن الدولي لاحلال السلام في غزة ،التي لا علاقة لها بالسلام وانما لانقاذ اسرائيل من مازقها المتمثل بنبذها من قبل المجتمع الدولي وتحقيق بالسياسة ما عجزت عنه القوة المفرطة التي مارستها القوات الاسرائيلية في غزة وقطعان المستوطنين المتطرفين،والاعتقالات العشوائية ومصادرة الاراضي وهدم البيوت وقطع الاشجار في الضفة الغربية،بالاضافة الى الاعتداءات المتكررة على المقدسات في القدس. فالخطة التي تتالف من عشرين بند تحتاج الى جدول زمني لا سقف له،لان الانتقال من البند الاول الى البند الثاني يلزم كافة الاطراف بتطبيقه وتنفيذه قبل الانتقال الى البند الذي يليه.ما زالت الخطة تراوح في البند الاول والسبب في ذلك الاختلاف بين الاطراف الضامنة المشاركة في تنفيذها.القناة (( 24)) العبرية: مصدر سياسي اسرائيلي :ابلغنا امريكا ان مشاركة تركيا وقطر خط احمر لن نقبل به.هذا الشرط الاسرائيلي يتنافى مع ابسط قواعد السياسة والدبلوماسية،فتركيا الطرف الثاني الضامن للاتفاق وقطر الوسيط الذي قاد المفاوضات منذ بداية الحرب على غزة،فلن يستطيع اي طرف القبول باستبعادهما.هنا يبرز السؤال كم من الوقت تحتاج الاطراف المشاركة لتطبيق البنود حتى نصل الى البند النهائي؟؟.ان تاكيد حركة حماس والفصائل الفلسطينية على الالتزام بالخطة كاملة، ينبع من فهمها لمأزق نتنياهو الذي يسابق الزمن الذي تحول الى اداة قاتلة له،بينما الطرف الفلسطيني يعتبر مرور كل ساعة وكل يوم مكسبا لاعادة التقاط المدنيين للانفاس والمقاتلين لترميم اوضاعهم وتطوير قدراتهم.القناة العبرية (( 24((

عن مصدر اسرائيلي مطلع حول نزع سلاح (( حماس )) لا نعلم اذا كان هذا الامر سيحدث على الاطلاق.

يديعوت احرنوت عن مصدر اسرائيلي:ازمة القوى البشرية في الجيش تصل نقطة الغليان.

على الجبهة اللبنانية فشلت اسرائيل فشلا ذريعا في القضاء على حزب الله.على الرغم من استشهاد قادة الصف الاول وعلى راسهم الشهيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين والقاء الاف الاطنان من القذائف المتفجرة وقضية البيجرات الا ان المقاتلين من الصف الثالث تصدوا لسبع فرق عسكرية على الحافة الجنوبية لمدة شهرين عجزت هذه الفرق المدعومة بسلاح الجو من تحقيق اختراق ذو قيمة تكتيكية او استراتيجية.بعد وقف اطلاق النار قبل عام لا زالت اسرائيل تواصل اعتداءاتها على لبنان ولم تلتزم باتفاق وقف اطلاق النار.وبالرغم من احتلالها لثلاث محافظات في جنوب سورية وقمة جبل الشيخ وقطع حلقة الوصل السورية بين لبنان والعراق وايران،الا ان حزب الله اعاد ترتيب صفوفه وقدراته العسكرية والمالية.اسرائيل على عكس الظاهر من الانجازات الا انها في حالة عدم اليقين من كل ما قامت وتقوم به.فهي بذرت في كل محيطها العربي والنتيجة لا زرع ولا حصاد.افادت صحيفة يدعوت احرنوت بان اسرائيل تستعد لمواجهة عسكرية مع حزب الله مع اقتراب الموعد النهائي لنزع سلاحه جنوب نهر الليطاني نهاية العام.فيما لا تزال واشنطن ترى امكانية منع التصعيد.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اسرائيليين ان المواجهة مع حزب الله باتت حتمية لان التنظيم (( يتعافى ويتعزز بوتيرة اسرع ))وان اسرائيل ابلغت واشنطن ان الجيش اللبناني لا يقوم بالمهمة المطلوبة.

اسرائيل هيوم اشارت الى ان نتنياهوسيتحدث مع ترامب حول ضرورة تحرك اسرائيل ضد حزب الله،وتنسيق هذه التحركات معه،في ظل تشكيك اسرائيل في قدرة الجيش اللبناني على نزع سلاح الحزب.ولفتت الى ان الرئيس الامريكي سيسعى لاستنفاذ الحلول الدبلوماسية في لبنان قبل اتخاذ اي خطوة حاسمة.

لسان حال ترامب يقول لنتنياهو:(( لا تسرع امامك مماسات حادة وشديدة الانحدار،في العجلة الندامة وفي التأني السلامة)). ولسان حال نتنياهو يقول لترامب: (( ومنين اجيب الصبر يا الله يداوينا)).

مهندس زياد ابو الرجا