كتب الأستاذ حليم خاتون:
"لا تصالح، حتى لو منحوك الذهب.... لا تصالح.. لا تصالح.. لا تصالح".
"مُش ناوي تبطّل (تحكي)،
كلام بوليتيكي،
عن دور الحل السلمي واستعماله التكتيكي...
بالوقت اللي احنا صراحة عايشين عيشة الانتيكي..."
رحم الله الشيخ إمام...
ماذا كان موقف عبد الناصر في حرب الاستنزاف وفي بناء الجيش الذي عبر القنال..
ماذا قالت مصر اليوم، لغزة؟
معظم شاشات محور المقاومة كانت تطبًل طيلة يوم امس عن إجبار الاحتلال على تغيير خط سير مسيرة الأعلام، وعن قلة عدد المشاركين في هذه المسيرة...
لوهلة، يعتقد المرء أنه يستمع إلى احمد سعيد يذيع بيانات النصر أثناء نكسة حزيران ٦٧.
لوهلة، يعتقد المرء أن ساحة باب العمود تقع في أميركا وليست بابا من أبواب الأقصى...
تم ضرب المقدسيين العزّل، نساءََ ورجالا واطفال، في الوقت الذي كان فيه الوسيط المصري "يزنّ، ويزنّ" على آذان من كظم غيظا يوم أمس، لم يكظمه قبل اسبوعين...
عفوا، لكن... ماذا جرى؟
هل يحق لنفتالي بينيت ويائير ليبيد وساعر ما لا يحق لنتنياهو؟
أم أنه تم الضحك علينا بالقول إننا يجب أن نلعب على التناقضات وزيادة الشرخ في اليمين الصهيوني؟
وكأننا عدنا إلى زمن التعويل على شيمون بيريز في مقابل أرييل شارون...
أم تراه اسحاق رابين أفضل من اسحاق شامير ومناحيم بيغن؟
كم من الأمتار تفصل هذه المواقف محمود عباس عن قادة الفصائل، كل الفصائل؟
كل التهديدات بعظائم الأمور ذهبت أدراج الرياح...
حتى دونكيشوت كان أكثر تأثيرا مع طواحين الهواء... مما قام به قادة الفصائل يوم أمس..
ربما على المرء الاعتذار من منصور عباس الذي باع حقوق الفلسطينيين ببضعة ملايين من "الشيكل" لتحسين وضعية العبيد في المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال...
هل هو تأثير أيديولوجية الإخوان المسلمين لا زالت متجذرة في تفكير الآتين من تلك الينابيع؟
بكل أسف، ابتلعت المقاومة الفلسطينية في غزة الطُعم المصري، واطلقت وابلا من البوالين الحارقة بدلا من الصواريخ...
حتى البوالين، كانت فعلا جماهيريا غطى عورات انكشفت لأناس غير مستعدًين لتفجير الشرق الاوسط إكراما لبيت المقدس...
أين الأخ أسامة حمدان الذي قال لسمر ابي خليل على شاشة الجديد أن القدس تستأهل حربا عالمية لإنقاذها...
حتى البوالين الحارقة، تم الردّ عليها بغارات على مواقع المقاومة...
غارات بقيت دون رد..
قد يخرج أحدهم، ينظّر علينا أن المقاومة إنما توفر قوتها لأوقات أكثر صعوبة...
قد يستعين احدهم، بمحمود عباس، لتبرير خذلان جماهير ال٤٨ التي تدفقت نحو القدس وهي تريد استعادة المشهد الفلسطيني الذي أجهضه قبول وقف النار دون ولو شرط واحد يحقق ابسط الامور لقطاع يعاني الحصار والتجويع في ظلّ تعتيم اعلامي شامل، يمنع الشعوب الأوروبية من رؤية وجود غيتو في القرن الواحد والعشرين...
يبدو أن الثوار العرب، لم يقرأوا التاريخ...
ها هم أقرانهم في لبنان، يولولون ضد قضاء عسكري من مدرسة محمود عباس، يطلق سراح عميل قاتل خدم الاحتلال الصهيوني وقتل وعذّب المناضلين قبل الهرب غداة التحرير...
كل ما يفعله هؤلاء... هو الولولة وكأن المسدسات اختفت، أم هي ترى إرادة الاقتصاص من القتلة والنيل من العملاء، هي التي اختفت... وتم الاستعاضة عنها بالنحيب على حائط مبكى السفارة الأمريكية...
أين الرجال؟
مرة أخرى، رحم الله الشيخ إمام،
"دي بلدنا لسّة جريحة،
وبتصرخ بالامريكي،
لو بات الثار يا ولادي،
حا يبات الذل شريكي،
والشعب يقول يا بلادي،
بالروح والدم افديك...