كتب الأستاذ حليم خاتون:
أحيانا تأتيك الموعظة الغليظة على القلب والعقل معا... ممن تحب و تحترم...
تحتار...لا تعرف...
ما العمل!!!؟؟؟
هل تبكي... أم تصرخ غضبا...
ماذا تراك تقول...
سامحك الله... يا أخ فيصل...
الله يرحم والديك احياءََ كانوا إنشاء الله... ام عند ربك مرتاحون من اولاد الكلب الذين تطلب منا عدم المس بهم...
ماذا تقول وقد ردّدَتْ هذه التغريدة، تغريدات أهل الخير من المقاومين..
هي تغريدة ظريفة جدا من الاخ فيصل... تطلب الصبر والرأفة بهذا البلد...
تغريدات يرددها كل يوم أصحاب النوايا الحسنة الذين يريدون تطهير البلد بغالون من مياه زمزم...
"الحرب لن تحل شيئا"، يقول الأخ فيصل...
الثورة ليست هي الحل أيضا...
أساسا هي ليست حتى في الافق، رغم طلوع النهار وسطوع كل شموس هذا الكون والاكوان الأخرى....على كل ما فُعل بهذا البلد...
يا اخي، هيدا الشعب راض بحاله..
"أبدوش يثور، شو هي بالقوة؟!؟"
الحرب... تقول... يا أخ فيصل..
من يجرؤ أن يتحدث عن الحرب، وكلاب السلطات كلها، يفدون هذه السلطات بالروح والدم رغم أنهم بالكاد يجدون عظمة يلحسون ما تبقى عليها مما رماه أسيادهم...
عندما يقضي كلاب آخر زمن على الأمل الذي كان يلوح من بعيد..
عندما يطيح كلاب آخرون بحلم كان يراودك بتقاعد بسيط لا يزيد على لقمة خبز وحبة زيتون... وهدوء على السطحية في الضيعة عند العصر تعايش غروب الشمس...
عندها، إسمح لي أخ فيصل أن لا اكظم غيظي.... أن أذهب إلى أعلى قمة واصرخ باعلى صوتي ثم "أنقبر" لأن أهل الرجاء من المقاومين، لهم "أولويات"...
رغم كل الاغاني القديمة، الجديدة عن محاربة الفساد... هناك أولويات...
وبناء الدولة القوية العادلة ليس من هذه الأولويات...
هذا لن يحصل بالقوة...
علينا فقط رجاء الفاسدين أن يقللوا شوي من فسادهم...
أن يعطفوا بمساعدة هذا البلد على البقاء... تحت نعالهم... هذا إذا لم يكن في الأمر أي إزعاج...
تأتي يا استاذ فيصل لتقرأ علينا مزامير أيوب... في الصبر والابتعاد عن الثورة...
ألا يكفينا نوم من حرر الأرض ثم نام عن ثعالب لبنان وقد بشمن، وفنت العناقيد...
ارحمونا من نظريات الصبر المميت هذا...
ارحمونا من التحذيرات من ثورة لن تأتي بفضل صبركم الخائب هذا...
هل تعرف استاذي العزيز لماذا لن تكون هناك ثورة...؟
ليس بسبب موعظتك ... لا
إطلاقا... كذلك ليس بسبب مواعظ المقاومة...
لن يكون هناك ثورة...
لأن ثلث شعب لبنان يعتاش من مساعدة أهله وأولاده واقربائه في المهجر...
والثلث الثاني موجود في الإدارة العامة... أي أنه من الفاسدين الصغار الذين لن يمرروا لك ولا لغيرك معاملة قبل الحلوانة...
الحلوانة التي سوف يبنون منها ما بنوه في التسعينيات من قصور، أساسها في الأرض وقمتها تناطح سحاب كبار الفاسدين..
أي باختصار، نعيد بناء البلد على نفس الأسس... لكن بليرة جديدة
أكثر خضوعا للدولار...
أما الثلث الثالث، فهو الثلث الغبي الذي يقتنع بتحذيراتك من الحرب الأهلية... فيجلس في بيته ينتظر إحسانا من المحسنين الذين انضمت الى صفوفهم المقاومة مؤخرا... مونة، وشوية مساعدات ومشروع بطاقة تربطه بالنظام شاء ابو الذين خلفوه، ام لم يشاؤوا...
وهكذا... وبعد هذه الأثلاث الثلاثة لا يبقى احد يفكر ويمكن أن يبني وطنا....
بناء دولة القانون!!!
هذا كان شعارا...
خلصت مدته...
بناء الدولة القوية العادلة!!!
على المشمش..
يستمر الثلث الثالث بالموت لتحرير الوطن...
يجب أن لا يخاف أن يذهب موته سدى...
اللصوص الذين نهبوا البلد قبلا... معظمهم لا زال هنا... مطمئن أنه سوف يستمر بالسيادة على ابو الذين خلفونا بفضل نصائحك أخ فيصل...
والقليل، الذين هربوا سوف يعودون بالتأكيد، بعد كلماتك التي يجب خطها بأحرف من ذهب...
شكرا أخ فيصل...
لم تولد الثورة اصلا...
لا تتعب نفسك بقتل ما لم ولن يولد... في بلد، حيث يحرر الاحرار الكرم، ثم يسلمونه إلى الثعالب...