كتب الأستاذ حليم خاتون:
ابتسمتُ ابتسامة صفراء حين قالت مذيعة franc24 هذه العبارة تعليقا على نتائج الإنتخابات الجهوية في فرنسا.
ما اكبر الفَرق بين معنى هذه الجملة في فرنسا، والمعنى الذي تحمله في لبنان...
في فرنسا، قصدت المذيعة بالعائلات، الأحزاب التقليدية من يمين ويسار ووسط وخضر... الخ
قصدت أن المشهد السياسي لم
يتغير، لأن الأحزاب التقليدية حافظت على مواقعها بشكل عام...
أما في لبنان العظيم، وشعبه الأكثر عظَمة، فيمكن التأكيد سلفا أن عائلات جنبلاط وإرسلان وسلام والحريري وميقاتي وكرامي والجميل وغيرها، سواء من العائلات التي لا زالت فاعلة أو تلك التي أفل نجمها فترة لكنها في طريق العودة... هؤلاء جميعا، ومعهم العائلات الجديدة التي أطاحت بإقطاع آل الاسعد وحمادة وعسيران، وجلست مكانهم، تقوم بنفس ما كانوا يقومون به... كل هذه العائلات، حفظها الله، لن تفارقنا بريحة طيبة، طالما نحن ما نحن عليه من تبعية وعبودية ذليلة...
هؤلاء جميعا، "يحفظهم الله"، هم ذخر لهذا الوطن، ركبوا بوسطة زياد الرحباني التي لا تتتقدم ابدا...
بوسطة زياد مثل هذا البلد...
"ما تفكرها عم بتتقدم... راجعة بإذن الله..."
"كيف بدك بلد يتقدم!"، وعنده مثل هذه الجواهر النادرة...
أمس وأول أمس، "زعل مني بعض الإخوة"...
قالوا اني زدتها مع المقاومة ومع الاخ فيصل عبد الساتر...
يبدو اني لا أقدًر الوضع، ولم افهم انتقاد السيد للذين يدفعون عبر التواصل الاجتماعي إلى "خراب البلد...."
"البلد ما بيحمل"، قالوا لي..
هناك أولويات عند المقاومة...
هناك مؤامرة كبيرة على البلد وعلى المحور...
اليوم صباحا... تأكدت "من ذات نفسي" أن هناك مؤامرة على البلد بالفعل....
ليس هناك اي مبالغة!!.. لا والله.
ألم تَغِر الطائرات الأميركية على مواقع على جانبي الحدود السورية العراقية...
فعلا، الاميركان ليسوا أصدقاء...
ما اغباني... لا بد أني مثل "الطفيلية اليسارية" التي تحدث عنها لينين والتي تنكد على الحزب وعلى القيادة "العيشة"...
أخيرا اكتشفت كما الكثيرين من مظلومي هذه الأمة النائمة أن الأميركيين ليسوا أصدقاءََ !!!
هم لم يدخلوا إلى سوريا للأذية...
هم فقط، غضبوا من الوكلاء... كل الوكلاء... إسرائيل، تركيا، الخليج، الاردن، المغرب، تونس الإخونجية وجزء مهم من لبنان...
كل "مجاهدي الوهابيين والإخوان من داعش ونصرة ونورالدين زنكي، وجند الشام... و... واللائحة تطول وقد
لا تكفي هذه الصفحات لتعدادهم...
لم يبق ابن زانية في هذا العالم العربي والغربي إلا وأتى يريد تطهير بلاد الشام...
فلسطين والقدس ومكة والمدينة... هي في الحفظ والصون... المشكلة، كل المشكلة في بلاد الشام...
ما يحتاج إلى تطهير هو بلاد الشام فقط... الباقون قديسين بكل المعايير!!!
معهم حق هؤلاء الإخوة... أحيانا ازيدها، ولا أقدًر دقة الوضع...
أجبتهم اني اعرف الصعوبات...
ولاني اعرف هذه الصعوبات، اطلب من المقاومة الإقلاع عن هذه المهادنة ووسطية المواقف..
كيف يمكن مواجهة اميركا ونحن لاهين في مناورات سعد وجبران،
وما ألعن من الأول، إلا الثاني...
الرئيس بري لن يحل المشكلة يا حضرات...
لماذا...؟
إما انكم لا تعيشون في هذا البلد، وإما انكم وصلتم للتو من المريخ...
ما تفعلونه يا حضرات، اسمه بيع الناس أوهاماََ لا طائل منها...
نعم هناك مؤامرة اميركية، والرد عليها يكون بمواجهتها... وبالنار..
أم سوف ترسلون الرئيس بري الى هناك أيضا، لحل الإشكال...
كما أن الخضوع لأمريكا ليست قدرا...
كذلك الخضوع لأهل الفساد في لبنان، ليس قدرا....
عادة ما تكون الدول وسطية وعقلانية... أما الأحزاب الثورية...
سبحان الله..
إلا في منطقتنا،
أيران أكثر ثورية وجذرية من كل أحزاب ومنظمات محور المقاومة، ربما باستثناء أنصار الله... الذين لا يتركون يوما يمر لا يذكرون فيه بني سعود بمدى حقارة ونذالة هؤلاء وتبعيتهم للسيد الابيض...
عندما تتحدث القيادة عن الروية والأولويات، هذا من حقها...
قد تكون فعلا في طور العمل على تجاوز الصعاب... والإنطلاق في المجابهة... رغم أننا لا نرى شيئا في الأفق...
أما عندما تتحدث القواعد بهذا اللسان، وهي لا تعرف شيئا عن أي تحضير أو تخطيط للإنطلاق، وتكتفي فقط بالحديث عن الثقة بالقيادة.... اعذروني، لكن هذا اسمه عمى سياسي...
القاعدة يجب أن تكون دوما على يسار القيادة... هذا منطق الأمور.
في النهاية، فلنعترف...
الذي أطاح بالطفيلي، لم تكن قواعد الحزب... بل قرارات جاءت من فوق... ولهذا لا يتوقف الرجل عن الصراخ، مصدقاََ أن القاعدة التي كانت تهلل له لا زالت معه...
جميل ومطلوب أن نثق بالقيادة.
ولكن الاجمل ان نفكر ونثق بها في نفس الوقت...
طالما أن أحدا من القيادة لم يَعِر أهمية ويقول لشعب المقاومة ما هو برنامج الحزب لإقامة الدولة القوية العادلة، وطالما القاعدة الحزبية تعرف...
هل يستطيع أحد أن يشرح لشعب المقاومة ما هو هذا البرنامج... وكيف سوف نصل..
أم أن الكل يجب أن يركب السفينة دون سؤال او تساؤل..
الاميركيون قصفوا أمس...
هل هي رسالة إلى إيران أن بايدن لن يتنازل في فيينا...
غدا، أو بعد غد سوف يرد الحشد، ويجب أن يرد...
ليس لإرسال رسالة إلى بايدن أن إيران لن تتنازل في فيينا، بل لأن المعركة لتحرير المنطقة يجب أن تمر عبر ضرب الأميركيين... كل يوم وكل ساعة... والا فسوف يبقون على قلوبنا...
إثيوبيا بنت سد النهضة لأذية مصر...
دويلة جنوب السودان التابعة لاميركا أعلنت أنها هي بدورها سوف تبني سدا على النيل....
أيضا لأذية مصر والعرب...
تركيا، بنت أكثر من سدّ.... وبالأمس بدأت بحبس المياه لإركاع سوريا والعراق...
السيسي لا يتوقف عن المفاوضة وإثيوبيا، لا تهتم ...
تركيا لا تهتم...
إسرائيل تسيطر على مياه فلسطين والاردن وجزء من مياه لبنان...
وحكومات لبنان وسلطاتها التابعة لاميركا تهدر وتلوث ما تبقى من مياه البلد... تماما كما أوصت البلد بعد نهبه...
المنار والNBN ، وكل القنوات تهاجم السلطة...
اكيد، سوف تخجل السلطة وتقوم بتصحيح الأمور...
هذه هي أمنية حزب الله...
الناس فهمت أنه يجب اقتلاع هذه السلطة والحزب لا زالت تراوده احلام مصالحة عون والحريري، أو جبران والحريري..
يردد الببغاوات أن تأليف الحكومة سوف يعيد الأمور إلى نصابها...
كيف؟
إنه نفس سعد الحريري الذي هرب بعد ١٧ تشرين لأنه يعرف انه لا يستطيع إلقاء القبض على نفسه وعلى شركائه الذين نهبوا البلد...
أم أن الموجود اليوم هو سعد الحريري السوبر، بعد أن تناول الفياجرا...
سوف يبقى حزب الله يلعب دور المصلح الإجتماعي إلى أن يقع الهيكل على رؤوس الجميع..
حزب الله يريد مصالحة زوجين لا يريدان العودة إلى بيت واحد لأنهما يعرفان أن هذا البيت غير قابل للسكن بعد أن خرباه حين كانا يتقاسمانه...
لو نعرف فقط ما هو الدواء السحري الذي يخبئه الحزب للتخلص من الفاسدين بدون ضربة كف...
هذا الدواء الأعجوبة لم يستطع أي بلد اكتشافه قبلا...
كانت الوالدة، رحمها الله، تعالجنا بالرقوة، حين تخاف...
حزب الله يريد معالجة لبنان أيضا بالرقوة...
اعقلها، وتوكل... قال الرسول للإعرابي...
إعقلها وتوكل... نقولها للحزب في لبنان، وللمقاومة في غزة، وللمحور في سوريا والعراق...
أميركا تحتاج من يصفعها لتهرب.
الصهاينة يحتاجون من يضربهم ليعودوا من حيث أتوا...
الفاسدون في لبنان، يحتاجون إلى مشانق وزنازين ليعود لبنان الى الحياة... لكن بالتأكيد، لا يحتاج، لا لرقوة، ولا لنصيحة.