كتب ابراهيم سكيكي:
عندما شكلت حكومتك قمت بزيارة الرئيس سليم الحص أطال الله عمره، قلت كلمات قليلة ذات معاني كبيرة : "أتيت لأشرب من هذا النبع / مدرسة تربينا على مبادئها / الرئيس الحص ضمير لبنان ولكل اللبنانيين / عنوان لفكرة الدولة".
حينها كتبتُ وأثنيت على مواقفك الجريئة؛ في ظل هذا الوضع الصعب والحزين، نأمل منك أن لا تنظر إلى مناكدةالسياسيين التي اعتادوا عليها، بل إلى مصلحةاللبنانيين، قبل مغادرتك القصر الحكومي.
أغلب أصحاب الضمير يتمنون عدم مغادرتك، لأن هذا الموقع يحتاج إلى أمثالك، بأداء غير طائفي أو مذهبي، وعندلزوم أخذالقرار، أن تكون كالرئيس الحص، لا يلتفت إلى رضى السياسيين رؤساء ومؤسسات دينية وغيرها، بل إلى مصلحة لبنان واللبنانيين.
الآن هو الوقت المناسب والمُلحّْ لتوجيه نداء استغاثة، إلى الدول العربية والإسلامية والأوروبية والدول العظمى، بأن أغلب شعبي أصبح من الطبقة الفقيرة، وهو بحاجة إلى مساعدة، ولو كانت من (ضراب الطبل)،لأنه ما مرَّ عليه زمن مثل هذا الزمن، يئن من الوجع لتأمين مستلزمات حياته، في ظل دولة منهوبةنهبها من سبقوك في الحكم (وهم بكلّ وقاحة،لا زالوا مستمرين في النهب)، حتى أصبحت عاجزة عن تأمين مقوِّمات الحياة الكريمة لشعبها، ولو بالحد الأدنى.
وعندما تتجاوب أي دولة مع هذا النداء الِاستغاثة لا يكون الخيار لأيٍّ كان أن يرفض هذه المساعدة، خاصة عندما تكون لعموم اللبنانيين،ومن يرفض المساعدة سوف يُتَّهم بالمشاركةفي استمرار إذلال وإفقار هذا الشعب.
وأنت، يا دولة الرّئيس، لا تنقصك الجُرأة لقبول هذه المساعدات، بعد أن تكون ألقيت الحُجَّة على دول العالم.
إضرب ضربتك قبل مغادرة القصر الحكومي، لكي يسجِّل لك الشعب اللبناني، في السجل الذهبي، إنقاذه من هذه المذلَّة والمهانة التي يعيشها، للحصول على وسائل معيشته بأمواله، من طعام ودواء ومستلزمات النقل والإنارة،والتي باتت معدومة، وذلك بسبب السياسات الِاقتصادية والمالية الفاشلة، التي اعتمدها أهل الحكم قبلك طيلة الفترات السابقة.
وأخيراً،ولوضع الحلول على السكة الصحيحة، نأمل من حضرتكم القبول بالعرض الروسي المقدم لكم اليوم، و وغيره مِمّا يقدّم لكم استجابةً لخدمة الشعب اللبناني،
ولتكن وقفة بوجه المعرقلين، تأسياً بالرئيس الحص أطال الله في عمره وعمرك.



