في قمتها الأخيرة، عرضت مجموعة السبع فكرة مشروع "إعادة بناء عالم أفضل" أو "بي 3 دبليو" الذي ستقوده الولايات المتحدة من أجل تغطية 40 تريليون دولار من احتياجات للبنى التحتية في الدول النامية.
حتى الآن يمكننا فقط أن نعتبر هذا المشروع مناورة سياسية، لأنه لا خارطة طريق ولا جدول زمني له، نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.
يعلم الجميع أن أمريكا طرحت مشروع "بي 3 دبليو" كحل بديل عن مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهدفه الأساسي هو احتواء الصين.
لذا من الناحية النظرية، ستكون أمريكا بدلا من دول العالم النامي أكبر مستفيد من هذا المشروع، تستخدم أمريكا الدول النامية كقطعة شطرانج فقط لتحقيق مصالحها الأنانية.
من حيث المنطق، أثار مشروع "بي 3 دبليو" تساؤلات كثيرة أهمها: -
أي عالم أفضل تريد أمريكا إعادة إعماره؟
- هل سيكون العالم أفضل بعد احتواء الصين؟ - بالطبع لا !
لأن نسبة مساهمة الصين في نمو اقتصاد العالم تتجاوز 30% لسنوات عدة متتالية.
تصورا عالما خاليا من دولة مثل الصين تجرأ على أن تقول لا في وجه طغيان وتنمر أمريكا، كيف سيكون العالم؟ ربما يكون مشروع "بي 3 دبليو" مجرد أضغاث أحلام، لأنه يواجه تحديات عظام أكبرها: من أين جاء التمويل؟
حسب تقرير صادر عن الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين مارس الماضي، فإن أمريكا يعاني من فجوة مالية تقدر قيمتها بنحو 2.6 تريليون دولار في العقد القادم، في حين تقترب الديون الأمريكية 30 تريليون دولار.
نتساءل: كيف يمكن لدولة غارقة في الديون أن تساعد الدول الأخرى في تطوير البنى التحتية؟
من المعروف أن مشروع "إعادة بناء عالم أفضل" طرح تقليدا لمبادرة الحزام والطريق، التقليد هو أصدق أشكال الإطراء كما قال مثل غربي. لذلك يمثل طرح مشروع "بي 3 دبليو" مدحا واقتناعا غير مباشر من الغرب بتأثير وإقبال مبادرة الحزام والطريق على مستوى العالم.
والحقيقة كذلك لأن 140 دولة و32 منظمة دولية شاركت في تنفيذ هذه المبادرة الصينية. طالما سعى الغرب إلى شيطنة مبادرة الحزام والطريق، واصفا إياها بخطة مرشال الصينية أو فخ الديون. لكن الحقيقة تدحض تلك الافتراءات. والآن جاء دورنا لنتساءل: 40 تريليون دولار، هل مشروع "إعادة بناء عالم أفضل" سيستدرج الدول النامية إلى فخ الديون؟
مواقع صينية